دينا حايك

شاهد: دينا حايك.. إصابتي بسرطان الثدي لن تجعلني أستسلم وأنا متفائلة بالشفاء

دينا حايك
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

انشغل الوسط الفني مؤخراً بإعلان الفنانة دينا حايك عن إصابتها بمرض سرطان الثدي. ولم يكن الفنانون وحدهم الذين شغلهم هذا الخبر وأقلقهم حول التطورات الصحية التي تمرّ بها مقدمين لها كل الدعم، إنما أيضاً محبو النجمة وجمهورها الذين ساندوها ووقفوا بجانبها متمنين لها الشفاء من المرض واستعادة عافيتها التامة. «سيدتي» حاورت دينا التي تحدثت عن مرضها مطلقة في الوقت نفسه رسالة توعية للسيدات المصابات بالمرض.


كيف كان وقع خبر إصابتك بسرطان الثدي عليك؟

أنا في كل عام أخضع للفحص الروتيني. وصادف أنني نسيت أنني كنت قد خضعت للفحص قبل 6 أشهر من تاريخ اكتشافي المرض؛ إذ قصدت المستشفى وكأن شيئاً بداخلي حثّني على الذهاب والخضوع للفحص. وعندما رأتني الطبيبة فوجئت وأخبرتني أنه لم يمضِ وقت طويل على خضوعي للتصوير. ولكن عادت فقالت لي: «ما دمتِ أتيتِ فلنجرِ الفحص وتصبحين تتبعين الفحص الروتيني بالتاريخ الموافق نفسه في العام المقبل. وبينما كانت تجري الفحص اكتشفت شيئاً ما. لم تُخفني بادئ الأمر. وقالت لي إنه من الممكن أن يكون شيئاً عادياً، وليس من الضروري أن يكون سرطاناً. ولكن طلبت مني أن أخضع لصورة RMI، وإثر ذلك ظهر أن هناك ورماً، وكان الأمر بمنزلة صدمة غير متوقعة. ولاحقاً، بدأت التفكير ماذا عليّ فعله. خضعت لعملية جراحية لإزالة الورم. ثم بدأت العلاج الكيمائي وبالأشعة؛ لأن نوع السرطان الذي أصابني عنيف وقاسٍ وينمو بفترة قصيرة. لذلك انتشر بقوة خلال ستة أشهر من فترة خضوعي للفحص الروتيني.

صدمت بادئ الأمر

هل تمكنت من استيعاب الموقف؟

لا أحد يتوقع إصابته بالمرض الذي لطالما كنا نسميه «هيداك المرض» من دون أن نأتي على تسميته أو تناول سيرته. دائماً المرء يعتقد أنه بعيد عنه. تفاجأت فور إبلاغي بالنتيجة، وصدمت بادئ الأمر، ثم فكرت بالخطوة التالية التي عليّ القيام بها. هل يا ترى سأخضع للعلاج الكيميائي أم لا. وعندما علمت أنه عليّ الخضوع للعلاج الكيميائي، سألت إن كانت هناك طريقة بديلة. هي صدمة كبيرة للمتلقي، لا سيما كيف سيخبر أهله، خصوصاً أنني فكرت بوالدتي. هو موقف صعب وليس أمراً سهلاً يمرّ به المرء. ولكن بالتأكيد، علينا تقبل الموضوع وتسليم أمرنا لله، وأن نفعل ما بوسعنا.

أنا متفائلة في الحياة، ولكنني ضعيفة تجاه أي شيء يمسّ عائلتي، ولكن لست كذلك تجاه نفسي. لست شخصاً يخاف أو «موسوسة». أتقبّل الأمور كما هي، ولكن إذا تعلق الأمر بعائلتي أخاف عليهم.


من أكثر شخص خفت اطلاعه على مرضك؟


أمي بالتأكيد. وهي علمت في وقت متأخر بعد خضوعي للعملية الجراحية. لدى بدئي بالعلاج الكيميائي، شعرت بأنني أشكو من شيء ما. وكانت تسألني مما أشكو، وكنت أتهرّب من الإجابة، إلى أن علمت بالأمر. الحمد لله تقبّلت الموضوع، وهي الآن بجانبي وتساندني وتدعمني.

صوتنا يصل بعيداً


لكل سيدة تمرّ بلحظات ضعف، ما رسالة القوة التي تمنحينها إياها بعد تجربتك؟


بالتأكيد، أتفهمها، والآن أكثر، لأنني أمرّ بنفس ظروفها. ولا أستطيع أن أقول لها لا تحزني. فهي من حقها أن تزعل؛ لأن هناك أوجاعاً تصاحب العلاج الكيميائي، وتعاني من تعب جسدي ونفسي، ولكن أقول لها عليك أن تقوي على هذا المرض بمقدار ما تستطيعين. والأهم العامل النفسي، وأن تبقى محاطة بأشخاص إيجابيين ويحبونها ويعطونها معنويات؛ لأن المعنويات مهمة جداً. وأكيد أدعوها للصلاة، وأن يكون إيمانها بالله قوياً.

بصفتك شخصية معروفة يصل صوتك أسرع لكل سيدة ترفض الحديث عن مرضها أو تحاول إخفاءه، هل تشجعينها على البوح؟

المهم أن تكون مرتاحة مع ذاتها، ربما تشعر بأنه أفضل لها ألا تعلن عن مرضها. في وضعها تشكو السيدة من تعب نفسي. المهم أن تتقبل الموضوع وتكون محاطة بأشخاص يريحونها. ربما بعد شفائها قد تتكلم عن تجربتها، وربما تكون إحدى صديقاتها تعاني من المرض نفسه فتعمل عندها على تقويتها. ربما نحن نختلف لأننا فنانون وصوتنا يصل بعيداً. ربما هي صوتها يصل إلى محيطها. وإذا كانت قادرة بمكان معين أن تكون سنداً لأحد آخر فذلك جيد. أعود وأكرر، على الإنسان أن يكون مرتاحاً، ويختار بنفسه ما يريد أن يفعله، كي لا يشعر بأنه تحت ضغط نفسي.

كم أنت مرتاحة؟

مرتاحة، ولكن في بعض الأوقات أكون متعبة. فأنا لا أستطيع أن أقول إنني «جبل»، ولكن أعود الحمد لله وأقوّي نفسي وأريد أن أستمر.

ألم الوجع


لحظات الوجع بعد العلاج كم هي صعبة وقاسية، هل تتساءلين في قرارة نفسك لماذا أنا؟

عندما أكون موجوعة يكون الإحساس بشعاً. فالوجع مؤلم في نهاية المطاف. هناك أدوية أتناولها وأخضع للإبر، وكذلك أخضع لمتابعة طبية. ولكن بالتأكيد لا أقول لماذا أنا؟ بالعكس أقول الحمد لله إن وضعي هكذا. فهناك أشخاص وضعهم أسوأ مني. دائماً أقول الحمد لله.

كيف تبثّين روح التفاؤل في نفوس السيدات من منطلق كونك نجمة، هل من الممكن أن تجري دورات توعوية، فقد رأينا أنك قوية وصلبة، هل من الممكن أن تنقلي تجربتك إلى الأخريات؟

لا أعلم حالياً. أنا الآن من خلالكم ومن خلال المقابلات التي أجريها أعتقد أنني نوعاً ما أشارك في هذا الشهر في التوعية. لمَ لا لاحقاً، إذا ثمة ما يساعد فأنا جاهزة.

يجب علينا عدم الاستسلام

هل فكرت خلال فترة إصابتك بالابتعاد عن الفن؟

أبداً، هذه ليست نهاية الدنيا. الفنان إنسان ويمرّ بظروف صحية صعبة وعليه الاستمرار. إذا توقفت قليلاً بالعمل الفني فالناس يحتضنونني الحمد لله. وأشعر بمحبتهم كل يوم. أشكر «سيدتي» وكل الناس الذين هم بجانبي ويصلّون لي.

هل تشعرين للحظات بالاستسلام؟

بالتأكيد، يمرّ المرء بلحظات يضعف فيها ويزعل ويبكي ويعصب. ولكن أطلب من الله أن يمنحني القوة. ومحبة الناس تساعدني، والدعم الجميل منهم يقوّيني، وإيماني كبير، وهذا يقوّيني جداً. لا أعدّ الأمر استسلاماً. الاستسلام كلمة كبيرة، ولكن مرات نشعر بالتعب من أمر معين نمرّ به في الحياة، ولكن يجب علينا عدم الاستسلام، إنما علينا الوقوف من جديد ونكمل. أنا متفائلة بالحياة، والأطباء طمأنوني أن كل شيء سيكون على ما يرام وسأشفى إن شاء الله، ولكن المسألة تحتاج إلى الوقت وإكمال العلاج، ولديّ فترة طويلة للعلاج.


في شهر أكتوبر المصادف للشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي، ما رسالتك عبر «سيدتي» إلى كل امرأة تمرّ بالظروف الصحية نفسها التي تمرّين بها؟


بالتأكيد، لأننا في هذا الشهر المصادف للتوعية حول سرطان الثدي، أنتهز الفرصة لإطلاق الدعوة لجميع السيدات للخضوع للصورة الشعاعية للثدي؛ لأنني علمت أن هناك الكثير من السيدات يخشين الخضوع لها خوفاً من أن يظهر أي شيء بالصورة. وأنا أنصحهن عبر «سيدتي» الخضوع للصورة كل عام أو كل ستة أشهر؛ لأنه إذا ظهر أي مرض لا سمح الله، فمن الممكن تداركه منذ بدايته؛ لأن لاحقاً تصعب الأمور أكثر. فأنا أقول من خلال تجربتي الخاصة، إنه مرّ ستة أشهر على الفحص الأخير الذي خضعت له، واكتشفت بعدها في الفحص الذي تلاه أنني مصابة بالمرض، ولو انتظرت أكثر لتفاقمت مشكلتي أكثر.

أقول للسيدة المصابة بالمرض أن تثق بطبيبها الذي يعالجها، وأن تتسلح بإيمانها، وأن تكون لديها نعمة الصبر؛ لأنني أعلم أنها تمرّ بظروف صعبة وقاسية. صحيح أن العلاج ليس سهلاً، وفيه تعب ووجع كبير، ولكن فلتنظر دائماً إلى الأمام، وليكن لديها أمل بغد مشرق، وأنها ستجتاز هذه المرحلة.