معاريف : بعد الفوز، المهم ألا تخافوا!

حجم الخط

بقلم: د. حاييم مسغاف

 


ساعة الحسم قريبة، وآمل أن يجتاز معسكري بسلام يوم الانتخابات؛ لكن هذا لا يكفي. الكتل اليمينية، تلك التي تؤمن بالقيم التي كانت جزءا لا يتجزأ من الشعب اليهودي في كل سنوات وجوده، أثبتت المرة تلو الأخرى أنه توجد فجوة واسعة بين الانتصار في صندوق الاقتراع والقدرة على الحكم دون مشاعر دونية. مناحيم بيغن، مثلا، أبدى الكثير من التردد برأيي، أمام أصحاب المعسكر الذي هزمه؛ ولا تنقص أمثلة أخرى.
لا أعرف كيف أشرح سلوك بيغن، لكني أعرف شيئا واحدا: في معسكر اليسار يعرفون كيف يستغلون حتى النهاية تشبثهم بدفة الحكم. لا يوجد هناك أي مرة ضبط نفس ومراعاة للمعسكر الآخر؛ أنماط سلوك مقبولة في كل مجتمع ديمقراطي. هكذا تصرف هذا المعسكر منذ الأزل. لا أريد أن أدخل إلى مزيد من التفاصيل، لكني كوليد تل أبيب رأيت الأمور عن كثب. لم يكن أي شيء مرفوضا رفضا باتا. نظام «البطاقة الحمراء» سيطر بيد عليا. مناعم الحكم خصصت فقط لمن كان «منا». هكذا ولدت المؤسسات المختلفة، خارج البرلمان، والتي تتحكم حتى اليوم بكثير من مجالات حياتنا؛ غير أنه حتى الانتصار في صندوق الاقتراع لا يمكن أن ينزعها ممن يتحكمون بها.
أعادتنا حكومة التغيير إلى حدود مباي البهيجة. دون أي خوف، أدار وزراؤها نظاما كان في نظري ليس مناسبا من أي ناحية. حماة الحمى، كما تصفهم منظمات وجمعيات يأتي تمويلها من الخارج، ببساطة غفوا في مواقعهم. اختفت الالتماسات المتواترة إلى محكمة العدل العدل العليا وكأنها لم تكن.
تصرفت المستشارة القانونية للحكومة وكأنها تملكها الشيطان. لم يبد شيء في نظرها غير مسوغ. وحتى الضربات التي تعرضت لها في المحكمة العليا لم تخرجها عن طمأنينتها؛ ما أدى برأيي إلى فوضى قضائية. التعليمات غير الجديرة أصبحت موضوعا اعتياديا؛ دون أن نتحدث عن اتفاق الحدود البحرية.
وهذا يجلبني لأن أقول الآتي: منذ نشر لائحة الشبهات ضد بنيامين نتنياهو، سادت الرواية الكاذبة أنه زعيم فاسد. ليس بعد اليوم. على مدى أشهر طويلة تجري محاكمته في المحكمة المركزية في القدس، أمام ناظر الجميع، وليس في الظلام، ومن يتابعها بالتأكيد يمكنه أن يأخذ الانطباع بأن من رفع لائحة الاتهام – بإهمال لا حدود له، على حد أفضل فهمي، في ظل خرق قواعد أساسية موجودة في كل مجتمع حر – أدى إلى ثورة سلطوية بطرق غير ديمقراطية.
من الصعب علي أن أجد رجل قانون نزيها يقول اليوم إنه كان مكان لاتهام نتنياهو بتلقي رشوة. والادعاء بأن نتنياهو حصل على استجابة شاذة، مفهوم ليس له نظير في العالم كله.
ومع ذلك، كان بودي أن يتعلم قادة المعسكر الذي أريد أن ينتصر بعد يومين كيف ألا يكونوا خائفين مثلما في الماضي. أن يتشبثوا بدفة الحكم كما ينبغي. توجد مراكز قوة ليست في مكتب رئيس الوزراء – وهذه ما ينبغي الاستيلاء عليها كي لا تصبح قرارات السلطة التنفيذية حبراً على ورق.

عن «معاريف»