هذه ليست نبوءة غضب، إذ إنها ليست نبوءة من نتاج قلبي، بل العنوان على الحائط. كما أن هذه ليست جزءا من حملة سلبية تستند إلى خيالات وأكاذيب – من هذه كانت لنا بوفرة في الكثير من حملات الانتخابات، وبعضها شهدتها على جلدي. وصف اليوم التالي هو ترجمة لفعل متفشٍ من الفكر، البرنامج وخطة عمل من شأنها كلها أن تتحقق. البشرى الطيبة هي أنه يمكن منع هذا. لم يفت الأوان بعد.
قد تكون الأذن تعبت من كلمتي "انتخابات مصيرية"، لكننا لم نستخدمهما عبثا. فهذه المرة نحن نصل إلى انتخابات من جهة توجد فيها شراكة أحزاب مع أيديولوجيا خطيرة وزعماء بلا كوابح، أوضحوا منذ الآن بأصواتهم ما الذي يخططون لعمله ومن شأنهم أن ينتصروا ويشكلوا الحكومة التالية.
في اليوم التالي، من شأننا أن نستيقظ على دولة ضعفت فيها أجهزة القضاء وإنفاذ القانون وباتت تنفذ كلمة "حكم عديم الكوابح". من شأننا أن نجد وزير دفاع يعطي الأذون للمزيد فالمزيد من المستوطنات كي لا نتمكن ابدأ من الانفصال عن ملايين الفلسطينيين، ويخضع الجيش الإسرائيلي إلى قيادة المستوطنين. من شأننا أن نرى وزراء بدلا من أن يحيدوا برميل البارود المتفجر الذي نجلس عليه يفجرونه باسم أيديولوجيا دينية مسيحانية.
لا، الخيار ليس بين الأمن والعزة الوطنية وبين قيم كونية للمتجملين، مثلما يحاولون تصويره. بالنسبة لي، مثلما بالنسبة للكثيرين من مواطني إسرائيل، العزة الوطنية هي في وجود الدولة كدولة يهودية وديمقراطية، ليبرالية، تكون جزءا من العالم الحر. دولة استحداثات مع جيش قوي تحمي نفسها ومواطنيها وتعمل لأجل الوصول إلى السلام. لكل واحد منا توجد فرصة للتأثير، كي تبقى إسرائيل هكذا.
إذا كنتم تؤمنون بأن دولة إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، التي نحقق نحن فيها حقنا القومي نحترم التقاليد لكننا لا نريد دولة شريعة – فاخرجوا للتصويت. إذا كنتم تؤمنون بأن في دولة الشعب اليهودي يجب أن تكون مساواة للمواطنين دون فرق في الدين، العرق وبين الرجل والمرأة – فاخرجوا للتصويت. إذا كنتم تؤمنون بأن إسرائيل هي دولة قانون ولا يوجد احد فوق القانون، ولا السياسيون أيضا – فاخرجوا للتصويت. إذا كنتم تؤمنون بالحاجة إلى مكافحة الإرهاب لكنكم تأملون بأن تعمل حكومة إسرائيل أيضا كي تجد السبيل للعيش بسلام – فاخرجوا للتصويت. إذا كنت تخجلون حين ترون عنف فتيان التلال وتشعرون بالضربة في البطن حين يوجه العنف ضد جنود الجيش الإسرائيلي – فاخرجوا للتصويت. إذا كنت لا تريدون لإسرائيل أن تصبح دولة مختلطة إسرائيلية – فلسطينية بين البحر والنهر فاخرجوا للتصويت. وإذا كنتم تريدون أن تكون وثيقة الاستقلال الأساس لدولتنا تربط القبائل وتلزم منتخبي الجمهور – فاخرجوا للتصويت.
كان بودي أن أتواسى بأن زعماء يمين كثيرين غيروا مواقفهم حين وصلوا إلى الحكم، واكتشفوا أن المسؤولية تستوجب قرارات أخرى، لكني أخشى من أن هذا لن يحصل هذه المرة. ولا، لا حاجة لأن يكون الحال سيئا اكثر كي يكون افضل. توجد أمور سيكون من الصعب حتى متعذر إصلاحها.
حين يسيطر تطرف كهذا على دول أخرى ويمس بحرية المواطنين، ننظر من الأعلى ونسأل كيف يسلمون بالوضع. أما الآن، فنحن يمكننا أن نمنع هذا قبل أن يحصل عندنا، هنا في البيت.
عن "يديعوت أحرونوت"
يديعوت احرنوت: ترامب يصل إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل
09 أكتوبر 2025
