ساعات و تتضح نتائج الانتخابات الاسرائيلية للكنيست الخامسة والعشرين ، الخامسة خلال خمس سنوات ، و ما يهمنا منها نحن ابناء الشعب الفلسطيني ، جانبان ، الاول ما تتوخاه منها السلطة الفلسطينية من فوز معسكر لابيد / غانتس ، اليساري الوسطي السلامي الكوكتيلي ، رغم معرفتها – السلطة – ان هذه التسميات بدون مسمى حقيقي و صحيح ، و يكفي ان يكون العنصري افغدور ليبرمان وزير مالية هذا التحالف ، و الفاشي نفتالي بينيت رئيس حكومة هذا التحالف .
خطاب لبيد الاخير في الامم المتحدة ، والذي ذكر فيه "حل الدولتين" ، كان العامل الحاسم في مواصلة انتظار السلطة للانتخابات و نتائجها ، و الصحيح ، ماذا كانت السلطة لتفعل غير الانتظار ، و الصحيح الآخر انها تمارس هذا الدور فعليا منذ تسع سنوات و خمسة انتخابات ، فماذا سيضيرها سنة اخرى في انتخابات سادسة .
الجانب الثاني ما تناقلته وسائل الاعلام عن تحذير اماراتي عربي لنتنياهو اقامة تحالف مع المتطرف ايتامار بن غفير مصاحبا لخبر عن قلق امريكي من صعود قائمته وحصولها على المركز الثالث بعد "الليكود" و "هناك مستقبل" .
لا يستطيع نتنياهو ، و لا بحال من الاحوال تجاهل بن غفير ، لان استطلاعات الرأي تعطيه حوالي ثلاثة عشر مقعدا ، بل لقد ذهب ابعد من ذلك ، اذ وعده بوزارة في حكومته العتيدة ، لكن الامر الجوهري هو ان الخلاف العقائدي بين الليكود / نتنياهو والعظمة اليهودية / بن غفير ، هو انه لا يوجد خلاف عقائدي ، كلاهما مجمعان على لاءات تقليدية توراتية ضد الشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية ، الفرق بينهما في الاسلوب ، بن غفير اكثر وضوحا ليشكل عنوانا اكثر قربا لتمثيل الكيان ، فهو يدعو علنا لابادة الفلسطينيين وفي احسن الاحوال لطردهم الى الاردن ، يقيم في مستوطنة ، و يحمل الجنسية الامريكية .
لابيد ، الذي على ما يبدو ، يحظى بانتظار السلطة ان ينجح ، ضمن اصوات القائمة العربية التي تخلصت من شقها المشاكس ، و المحاولات المشتركة ستجري على قدم وساق اسرائيلية ، فلسطينية ، عربية اسرائيلية ، اسلامية ، عربية اقليمية ، لاقناع منصور عباس تكرار التجربة الماضية ، في حالة فوزه بالمقاعد الاربعة – الحد الادنى للاعتماد – لكن اذا لم يفز ، فهذا شأن آخر .
صرح رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست المحسوب على اليسار الصهيوني ان هتلر وصل السلطة عبر الانتخابات الديمقراطية ، في اشارة الى امكانية فوز معسكر نتنياهو اليميني ، ناسيا او متناسيا فوز بيغن و شامير و شارون و كهانا و نتنياهو و بينيت و ريغان و تاتشر و بوش و ترامب .
لقد و صلنا الى حلة يرثى لها .
كان الراحل توفيق زياد عندما يُسأل لماذا تشرب ، يجيب : لكي انسى انني عضو كنيست .