أيال حولتا أعلن عن إستقالته قبل إقالته!

تنزيل (24).jpg
حجم الخط

بقلم غادة عايش خضر

 

 

 جميل جداً أن تحترم  ذاتك وتقدرها  ، وتكن متصالح مع نفسك وتغادر موقعك بإرادتك وبهدوء  تام ، قبل أن تغادره مُجبراً أومضطراً ، حتى لو كان مجرد تلبية لرغبات المعارضة سابقاً وأصحاب الحكم الفعلى  حالياً ، بالطبع هذا لم يحدث في غزة أو الضفة  ، ولكن  حدث وللأسف عند الكيان الاحتلالي .

بعد أيام قليلة مضت على انتخابات الكنيست وتربع الملك بيبي العرش الصهيوني من جديد ، بدأت تلوح إشارات في الأفق بإجراء تعينات  جديدة في ظل الحكومة الجديدة برئاسة بينيامين نتنياهو ، ومن  بينها عزل رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أيال حولتا وتعيين  بدلاً منه قيادي  أخر يختاره نتنياهو  وقد رشحت بالفعل  شخصيتين لهذا المنصب الحساس والمهم  في الكيان الإحتلالي،إحداها السفير الاسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة رون ديرمر ،والأخرى نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق أيال أزمير ،مما ادى إلى اعلان الرئيس الحالى لمجلس الأمن القومي  الاسرائيلي  الدكتور ايال حولتا  استقالته فور تغيير الحكومة ،  وقام نفتالى بينت بتعيين حولتا  العام الماضى  ، حيث لم يمكث حولتا في منصبه سوى سنة وثلاث شهور فقط .

وقد أشرت في مقال سابق عن نقاط التشابه والإلتقاء بين الشخصين  كثيرة وكبيرة جداً  (نفتالى بينت والدكتور أيال حولتا ) ، بإختصار  بينيت وحولتا = توافق في الفكر + تقارب في العمر + انسجام في التكنولوجيا + الإتفاق على التفوق  .

واعتقد ان هناك  اسباب عديدة لإعلان  حولتا استقالته  من منصبه الآن في ظل التغييير الحاصل  الحالي   ومنها  :- 

١- عدم وجود انسجام أو توافق بين نتنياهو وحولتا بالذات  لأن  نفتالى  بينت المعارض لنتنياهو  هو  من عين حولتا في هذا المنصب .

١- ان مجلس الأمن القومي تم تأسيسيه فى ١٩٩٩ م  بأمر من مكتب  رئيس الوزراء نتنياهو  أى أن الأخير هو صانع مجلس الأمن القومي الإسرائيلى ، فله الحق يعين من يشاء ويُقيل  من يشاء .

٢- أن المجلس عبارة عن ملتقى لمسئولي  الأمن ومنهم رئيس الوزراء والحكومة  والأخيرة تتبع نتنياهو  فلا يعقل أن حولتا يسير في واد والحكومة  في وادي أخر  دون تنسيق مسبق .

٣- حسب قوانين الكيان فإن مجلس الأمن القومي يتبع  لتو جيهات رئيس الوزراء،  أما  رئيس الوزراء غير ملزم بتوصيات مجلس الأمن القومي  وبالتالى أراء وقرارات واجتهادات حولتا في مهب الريح  .

٤- حولتا يؤيد الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود مع لبنان فيما كانت أحد بنود الدعاية الانتخابية  لبنيامين نتنياهو إلغاء الإتفاق بعد  بعد الفوز مباشرة  ، بمعنى ان عقلية  ونهج كل منهما مختلف عن الأخر .

٥- عدم وجود ثقة متبادلة بين حولتا ونتنياهو ودليل ذلك  تفكير  الاخير بإقالة حولتا بعد الإنتخابات مباشرة  بل ترشيح أيال ازمير  وهو السكرتير العسكري السابق في مكتب نتنياهو  وهو محل ثقة الأخير اما الإسم الأخر الذي رُشِح هو رون  ديرمر  المستشار الإستيراتيجي  والمقرب لنتنياهو ويثق به كتيرا وله علاقات قوية مع النظام الأمريكى  ونتنياهو  بحاجته في الوقت الحالى في ظل توتر العلاقات  الأمريكية الإسرائيلية   خاصة بعد فوز كتلة نتنياهو  بما فيها ايتمار بن غفير المتطرف  الذى ترفض الولايات المتحدة  التعامل معه .

بنيامين كما أشرنا  في مقال سابق بأنه صنع معظم الوجوه السياسية في الكيان الصهيوني ، بل أنه هو من صنع وأسس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي  ، وبالتالى ما يصدر من قرارات عن المجلس لا تخلو حروفها  وشرعيتها من بصمة  نتنياهو  ، فمن السهل على ملك اسرائيل ان يُقيل أو يُعين من يختاره هو ، كلعبة شطرنج  هو الفائز الوحيد فيها ، أما ايال حولتا اختصر الطريق وأعلن عن استقالته قبل إقالته .