حاول الرئيس الأمريكي، المصاب بحالة من حالات "دوار الذاكرة"، ان يبدو وكأنه قام برد "الصفعة البروتوكولية" لرئيس "التحالف الفاشي المستحدث" رئيس حكومة الكيان العنصري المرتقب بنيامين نتنياهو، بعدما تأخر بالتهنئة لمدة 6 أيام، بعدما تجاهله نتنياهو عندما فاز بالانتخابات الأمريكية رئيسا.
وبعيدا، عن "تبادل الصفعات الذاتية" بينهما، فما نشرته وسائل الإعلام العبرية عن مضمون المكالمة تجاوز البعد الديبلوماسي، ليؤكد أنه يتطلع الى "صناعة التاريخ معا"، وكان قبلها بأيام أعلن أنه لو لم تكن "إسرائيل موجودة لعملنا على صناعتها".
لا جدال أبدا في أن دولة الكيان هي منتج استعماري كامل الأركان، ساهم بترويجه مشهد إقليمي عام، وأن الالتزام بحمايتها وصيانتها، مهمة مركزية مطلقة للنظام الأمريكي، ولا يوجد عاقل فلسطيني عربي توهم يوما أو يمكنه أن يتوهم، بتغيير ذلك دون تغيير قواعد القوة الشمولية، التي تصبح المصالح الحقيقية تحت الاختبار، وتجبر المواطن الأمريكي التفكير بأن سياسة مسؤوليه تقوده الى الكارثة..وتلك مسألة مرتبطة بمسار تاريخي مختلف عما هو سائد عربيا، وبالقطع فلسطينيا.
ولكن، أن يعلن الرئيس الأمريكي، بأنه يتطلع الى "صناعة التاريخ مع الفاشية المستحدثة"، فتلك هي المسألة التي لا يجب أن تمر مرورا عابرا، فلسطينيا أولا، ولا عربيا ثانيا، ويجب أن تعلن الرسمية الفلسطينية بوضوح وعلانية رفضها لذلك المحتوى السياسي – الفكري للتهنئة، وتطلب اعتذارا وتوضيحا وتعديلا.
بايدن، الرئيس الأمريكي، بتلك الرسالة منح الضوء الأخضر لرئيس "التحالف الفاشي المستحدث" نتنياهو المضي قدما بتشكيل حكومته دون أي "رهبة" من "فيتو" على مشاركة "القوة الإرهابية الاستيطانية"، برموزها بن غفير وسموتريتش، وأن ما نشرته بعض الوسائل الإعلامية عن عدم "فتح الباب لتعاون شمولي" معهما في حال توليهما أي منصب ليس سوى "خدعة" لامتصاص رد فعل محتمل.
أن يعلن بايدن أنه مع دولة الكيان وحريص على تطوير علاقته بها، وحمايتها من "أزيز الذباب"، فتلك من ثوابت الإمبريالية الأمريكية، أي كان نظامها ديمقراطي جمهوري، ولكن ربما المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس أمريكي بأنه يتطلع الى "صناعة تاريخ" مع قوى إرهابية استيطانية فاشية.
الإعلان الأمريكي، هي رسالة ليست لدعم "الحكم الفاشي المستحدث" في داخل الكيان العنصري فقط، بل هي رسالة تشجيع سياسي كامل، ودعم مطلق للنشاط الاستيطاني والأعمال الإرهابية في الضفة والقدس، أي تبني علني لتلك المجموعات العدائية داخل أرض دولة فلسطين.
التعابير السياسية ذات المضمون الخطير، كما تلك العبارة التحفيزية لـ "قوى الإرهاب اليهودي" تمثل خطر حقيقي على الشعب الفلسطيني داخل أرض دولته، وتعمل على "شرعنة الإرهاب الاستيطاني"، في تغيير جوهري لموقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عام 1967، والتي تعاملت "نظريا" مع النشاط الاستيطاني بأنه "غير شرعي" ثم "عقبة فطريق السلام".
"صناعة التاريخ" مع قوى الاستيطان الإرهابي و"الفاشية المستحدثة"، خروج مطلق عن "المكذبة السياسية" التي تروجها الإدارة الأمريكية ووزير خارجيتها "اليهودي الصهيوني" بيلنكن حول رفضهم "الأعمال أحادية الجانب"، ليعلنوا أنهم لا يدعمون الإرهاب الاستيطاني فحسب، بل يرونه طرفا وشريكا في "تاريخ جديد".
محادثة بايدن حول "شرعنة الإرهاب الاستيطاني"، رسالة تحفير لتسريع تقديم قائمة "المنظمات الإرهابية اليهودية" الى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية كافة.
هل يمكن أن تغضب "الرسمية الفلسطينية" حول ما جاء في مكالمة رئيس بات سخرية عالمية، بتيه وسرحان خارج النص العام، وكذا "الرسمية العربية" عبر ممثلها الشرعي "الجامعة العربية" وخاصة بعد قمة الجزائر وما صدر عنها من "إعلان مركزة فلسطين".
مجددا، صمت الرئاسة الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير ودولة فلسطين على حديث بايدن عن "شرعنة الإرهاب الاستيطاني"، سيكون "جريمة سياسية وطنية كاملة الأركان.
ملاحظة: دول طويلة عريضة مشغولة جدا بقضية واحد معتقل بمصر...طيب يا ريتكم تنشغلوا واحد من ترليون بشغلكم هذا مع ناصر أبو حميد.. أسير أوشك على الرحيل مصابا بسرطان داخل "باستيل" فاشية القرن الراهن بين قوسين اسمها إسرائيل...أبو هيك دول أصغر من صغيرة بنفاقها.
تنويه خاص: مرت ذكرى ثورة أكتوبر العظمى 1917 في روسيا، اللي غيرت وجه التاريخ بكسر ظهر الطغاة ناهبي الشعوب بهدوء غريب..زمان كان يوم 7 نوفمبر حدثا يحتل المشهد العربي والدولي...الزمن دوار رغم أن الأفكار اللي أنتجتها ما راحت..الظلام مش دايم يا ظلمة!