في حوار خاص.. بسام أبو شريف يفتح ملفات جديدة بشأن اغتيال أبو عمار؟!

بسام أبو شريف وياسر عرفات
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

في الرابع من أغسطس عام 2009، عقدت حركة فتح مؤتمرها السادس لانتخاب قيادة جديدة للحركة، والذي كان من بين توصياته في ختام جلساته كانت من أهم توصياته تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار".

وبعد عام على عقد المؤتمر السادس، اجتمعت اللجنة المركزية الجديدة لحركة فتح، وتحديداً في تاريخ 19 سبتمبر 2010، وقررت تشكيل لجنة تحقيق في البداية مكونة من اللواء توفيق الطيراوي كرئيس، وبعضوية كلاً من اللواء كمال الشيخ واللواء صائب العاجز والعميد نايف الجياوي.

وتوسعت اللجنة لتضم عدة لجان فرعية للمساهمة في التحقيقات المتخصصة، مثل اللجنة الطبية واللجنة القانونية واللجنة الهندسية المشرفة على الضريح واللجنة الإعلامية، وقامت اللجنة باستدعاء الشخصيات السياسية والأمنية والحركية من العاملين والمحيطين بالأخ بالزعيم ياسر عرفات، وقد استغرقت التحقيقات آلاف الساعات من العمل والتحليل، وذلك حسبما ذكرت قناة "أيقونة الثورة" عبر تطبيق التلجرام.

وقد بدأت صفحة " أيقونة الثورة" منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، بنشر ما أسمته "ملفات ووثاق خطيرة وحصرية خاصة باغتيال الرئيس ياسر عرفات".

وأوضح رئيس لجنة التحقيق، اللواء توفيق الطيرواي، في بيانٍ وصل وكالة "خبر"، حقيقية قرصنة وثائق تابعة للجنة التحقيق باغتيال عرفات، بالقول: "هناك هجمة منظمة ومبرمجة تهدف إلى اغتيال سمعة اللواء الطيراوي السياسية ومصداقيته وضرب عمل لجنة التحقيق ومنعها من الوصول إلى الحقيقية الكاملة من جهة ومن جهةٍ أخرى ضرب مصداقية الشرفاء والوطنيين أعضاء اللجنة الذين عملوا بصمت وهدوء ومثابرة لعدة سنوات محافظين على سرية التحقيق بشكل حديدي، ومنع القابضين على جمر الوطنية من التمكن من استكمال عملهم في السياق الوطني العام".

وكالة "خبر" أجرت حواراً مفصلاً مع مستشار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، بسام أبو شريف، أحد الذين وردت شهاداتهم عبر قناة "أيقونة الثورة" وفيما يلي نص الحوار:

س: ما مدى صحة الشهادة الواردة باسمكم عبر قناة "أيقونة الثورة" بشأن اغتيال الرئيس ياسر عرفات؟ وما الهدف من نشرها في هذا التوقيت على وجه التحديد؟.

ج: "لا أدري إنّ كانت الوثائق مُسربة أم عرضة للسرقة من أجل نشرها، والأسباب وراء نشرها في هذا التوقيت تعتمد إذا كانت مسروقة أم مسربة؛ لكِن التحقيق في اغتيال الرئيس ياسر عرفات كان يجب أن ينتهي وتُعرض نتائجه للشعب الفلسطيني، كما أنَّ السلطة تأخرت ستة سنوات؛ حتى شكّلت لجنة تحقيق دون أيّ حديث عن الملف".

 وتساءل: "من هو المجرم الذي رفض التحقيق في اغتيال الرئيس ياسر عرفات لمدة ستة سنوات؟!، ثم جاء بعد ذلك لينبش قبره لتشريح العظام!، فكيف سيتم تشريح العظام؟، ومن المعروف أنّ الدم بعد ست سنوات من الدفن تحت الأرض لا يظهر شيء؛ وبالتالي المجرم الذي ساهم في قتل ياسر عرفات هو الذي منع تشريح الجثمان هذه المدة، ثم جاءوا بالأخ توفيق الطيراوي وطلبوا منه تشكيل لجنة تحقيق".

وأكمل: "التحقيق بدأ مع الطرف الخاطئ أيّ مع الناس المحيطين به مع أنّه من الضروري التحقيق معهم؛ لكِن كان يجب أنّ يبدأ التحقيق بقضية السم، وهم حاولوا "ذر الرماد في العيون" بالتشريح ومسرحية سويسرا وكله كذب. ليأتوا باسم دم مختلف عن الذي استخدم حتى يتم طمس الحقيقية، والحقيقية قلناها منذ اغتالوه وقبل اغتياله وهي إسرائيل استخدمت "سم الثاليوم"؛ لاغتيال الرئيس ياسر عرفات وخرجوا بحديث فارغ المضمون عن اغتياله عبر مادة "البولونيوم" وذلك من أجل هدر الحقيقة لأنَّ  "سم الثاليوم" هو السُم الوحيد الذي لا يُمكن لأحد أنّ يصنعه سوى إسرائيل في مختبراتها البيولوجية جنوب شرق يافا".

وتابع: "الثابت هو أنَّ إسرائيل هي التي اغتالته والتحقيق كان يجب أنّ يكشف من ساهم في إعطاء الغطاء لهذا الاغتيال؛ لأنّه شريك في الجريمة، وكل من ساهم في الأجواء التي تُساعد على ارتكاب الجريمة شريكٌ فيها الجريمة، والحدق يفهم".

وأردف أبو شريف: "لكِن من وضع السهم بشكلٍ مباشر هو الأداة، ولا أعرف من هي ولا أستطيع الجزم، لأنّني لم أدخل التحقيق الذي كان يجب أنّ يكون دولياً ويشمل الإسرائيليين الذين لهم المصلحة في اغتياله؛ لكِن الأمر الذي متأكد منه ووصلني هو أنَّ "شارون - رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي آنذاك- في زيارته الأخيرة لواشنطن قبل اغتيال الرئيس ياسر عرفات، حمل معه ملفاً مليئاً بالأكاذيب التي تتهم الرئيس ياسر عرفات بالإرهاب وطلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، أنّ يعفيه من وعدًا كان قد قطعه بعدم المساس بعرفات جسدياً".

واستطرد: "الرئيس بوش طلب من شارون إمهاله 24 ساعة؛ حتى يستشير أصدقائه العرب، وبعد ذلك حصل شارون على جملة يمكن ترجمتها بأكثر من معنى وهي "Yes, rid of him"، أيّ بالعربية تعني تخلص منه، و قد تعني اطرده من الضفة، وقد تعني اقتله، وقد تعني اغتاله، وهذا الضوء الأخضر من بوش كان نتيجة استشارته لأصدقائه العرب".

وقال: "الحقيقة الثانية المؤكدة في ذلك هي أنَّ شارون كان يُرافقه في هذه الزيارة مستشاره للشؤون الإعلامية والعلاقات العامة وهو من أقرب المقربين له، والذي نشر بعد ذلك كتاباً لكِن قيادتنا بكل أسف لا تقرأ ولا تكتب، وأنا قرأت هذا الكتاب ويقول فيه (لم يرفع شارون في حياته صوته في وجهي؛ لكِن عندما خرج من عند بوش ومعه الضوء الأخضر، قلت له ماذا ستفعل؟ فصرخ في وجهي وقال سأتصرف كما أريد ولا تُناقشني في هذا الموضوع)، ويُضيف الكاتب أنّه يُمنع على أيّ إسرائيلي الحديث في ملف اغتيال ياسر عرفات، بمعنى التأكيد بأنَّ إسرائيل هي من اغتالت عرفات وشارون حصل على قرار بذلك". 

وأضاف: "قبل اغتياله ببضعة أيام جاءتني معلومة مؤكدة من مصدر عند العدو، أنّهم قرروا اغتيال عرفات بالسم وأبلغت الرئيس ياسر عرفات مكتوباً وشفهياً وطلبت منه الحذر، وقلت له لماذا لا تخرج من الضفة ماذا تفعل في المقاطعة؟، فقال لي (إذا خرجت حسبما نقل لي الأخوة الذين يرون شارون، فلن يسمحوا لي بالعودة)، فقلت له: (لماذا تريد أنّ تعود؟، تستطيع أنّ تقود من الخارج)، لكِنه رفض رحمه الله ولم يخرج واغتالوه".

س: برأيك من المستفيد فلسطينيًا من اغتيال الرئيس ياسر عرفات وكان الأداة التي ساعدت الاحتلال في اغتياله؟

ج: "عندما أخذ بوش الابن القرار بالتخلص من الرئيس عرفات بموافقة أصدقائه العرب، وأبلغ شارون، وصلني معلومات مؤكدة من مصدر موثوق في البيت الأبيض تربطني به صداقة قديمة، أنّهم كانوا قد اختاروا البديل قبل أنّ يُعطي الضوء الأخضر، وأنّهم على اتصال بالبديل، وأنّهم يروا أنَّ هذا البديل سيعمل ضد العنف وضد المقاومة المسلحة، ولا يُشكل عقبة في وجه السلام، فهو رجل سلام بينما ياسر عرفات يؤمن بالعنف".