هل أدت تصريحات أبو مرزوق إلى تحسين علاقات حماس مع دول الإقليم؟

حماس.jpg
حجم الخط

غزة - وكالة خبر- بقلم أحمد عبد العال

يعتقد خبراء ومحللون سياسيون أن التصريحات والتغريدات التي يطلقها الدكتور موسى ابو مرزوق القيادي البارز في حركة حماس؛ تؤسس لمرحلة جديدة في علاقات الحركة مع الإقليم ودول العالم.

وعادة ما يغرد أبو مرزوق بتصريحات يصفها البعض بالذكية خاصة لتحسين علاقات حماس بالخارج، لعل أخرها عندما أعطى موقفا مؤيدا لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد.

وخلال الأزمة مع مصر كان لأبو مرزوق تصريحات سياسية تدعو لإصلاح العلاقات مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما كان في وقت لاحق، حتى أصبح العلاقات بين الجانبين متناغمة، ولا يشوبها شائبة لدرجة أن القاهرة أنشأت مدينتين حديثتين في قطاع غزة.

حركة حماس وفي اكثر من تصريح لمسؤولين فيها رفضوا الكشف عن هوياتهم، اعتبروا أن مواقف موسى أبو مرزوق التي يصرح بها أو يغرد فيها عبر تويتر ممثلة للمكتب السياسي والحركة ككل، بما له من مكانة مرموقة في التنظيم، وعضوية مهمة في المكتب السياسي.

ويقول مسؤول آخر في حماس إن التصريحات التي تصدر عن أعضاء المكتب السياسي ومجلس الشورى، هي تصريحات تمثل الحركة طالما لا تعارض مواقف ثابتة.

وأضاف أن كل تصريحات أعضاء المكتب السياسي وكذلك الناطقون الرسميون طالما لا تتعارض من مبادئ الحركة فهي تمثل التنظيم، وان حدثت ازمة بسبب تصريح مسؤول فانه تحدث مراجعات داخلية.

فيما أشاد قيادي آخر بحماس بتصريحات أبو مرزوق التي تحدث فيها عن اهمية اعادة العلاقات مع سوريا ودوره الكبير في ذلك؛ اضافة لاصلاحه العلاقات مع جمهورية مصر العربية، وكذلك محاولته اعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وايضا دوره في تعزيز علاقات حماس بقطر وايران وتركيا، معتبرا أبو مرزوق أفضل من يقود مكتب العلاقات الدولية في الحركة.

الكاتب معتز خليل، تحدث في مقال عبر وكالة أمد أنه بات واضحا ان التصريحات او حتى الخطوات التي يصدرها موسى أبو مرزوق خلال الفترة الأخيرة تحمل الكثير من الدلالات السياسية ، وهو ما يعكس تحولات وتطورات بحركة حماس تنسجم مع التحولات الاستراتيجية التي تعيشها المنطقة والعالم، مشيرا الى وجود خلافات بين ابو مرزوق وخالد مشعل بسبب تصريحات ومواقف الاول.

وأضاف خليل في مقاله: تابعت ومن خلال قراتي التحليلية ما نسبته بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية والتي أشار بعضها إلى التصريحات السياسية الأخيرة الصادرة عن أبو مرزوق بشأن المصالحة مع سوريا او العلاقة مع قطر ، فضلا عن إمكانية قيامه أيضا وقريبا بزيارة غزة، مشيرا إلى أن هذه التصريحات وما تلاها من توقعات تتعلق بإمكانية ان يزور السيد موسى أبو مرزوق غزة تحمل عدد من الشواهد السياسية الرئيسية لعل أبرزها: ارتباط موسى أبو مرزوق بعلاقات وثيقة وطيبة مع قيادات حركة حماس في غزة والاهم علاقات متميزة مع قيادات حركة حماس في المكتب السياسي سواء مع اسماعيل هنية او مع بعض من القيادات المقربة منه.

وتابع: من خلال متابعتي لتصريحات موسى أبو مرزوق سنجد انها بالفعل تتميز بالبعد السياسي الدقيق والمهم ، مثل تأييده ودعمه لبناء علاقات متميزة مع سوريا خاصة مع البعد الاستراتيجي الحاصل بين حماس ودمشق لسنوات.

وأوضح الكاتب خليل بالقول “يتطرق موسي أبو مرزوق أيضا لقضايا شائكة في كثير من تصريحاته ، وكان من القلائل في الحركة ان لم يكن الوحيد الذي تحدث عن التباين مع قطر مثلا ، وقال نصا "علاقتنا طيبة مع قطر لكن هناك اختلاف معنا في بعض المواقف، وهذا أمر طبيعي وحق سيادي، وهم يحترمون قراراتنا كما نحترم مواقفهم، فالدوحة تحاول حالياً تخفيف الحصار عن غزة وهذا دور ريادي لن ننساه".

كما قاد آبو مرزوق بحسب تعبيره محاولات حماس الهادفة إلى كسر العزلة السياسية على "حماس" خارج غزة، حيث طلبت الحركة من الجزائر فتح مكتب لها في أراضيها، وبالفعل جرى ذلك عام 2018، لكنه أخذ طابعاً تمثيلياً فقط، وهذا ما أشار إليه أبو مرزوق بعد ذلك .

المحلل السياسي خالد عاشور اعتبر ان التباين الحاصل بين مواقف مشعل وابو مرزوق ليس جديدا بل ويعتبر أمرًا ديموقراطيا، رغم ان انهما من أشد الاصدقاء في الحركة؛ الا أن لهما مواقف متناقضة في كثير من القضايا الخلافية. وأشار إلى أن الاختلاف في وجهات النظر أمر صحي، وهذا موجود داخل اروقة حركة حماس، التي تعتبر حركة مؤسساتية، وليست تنظيم الرجل الأوحد كحركة فتح، التي تعتمد على قرار الرئيس محمود عباس فقط، مشيرا الى ان الخلافات بين مكاتب الحركة ايضا موجود، وكثيرا من المواقف أثبتت وجود خلافات بين فرع الحركة في غزة ونظيره في الضفة، وكذلك مكتب الخارج ومكتب غزة.

أما المحلل السياسي سمير حمدان رأى أن مشعل بدأ يفقد مكانته داخل الحركة بسبب بعض المواقف المتصلبة التي يؤمن بها، على عكس أبو مرزوق الذي تعتبر مواقفه متأرجحة أكثر من غيره في التنظيم، ومواقفه هذه أثبتت أن الحركة في احتياج اليها خاصة في العلاقات الدولية وأهمها العلاقات مع مصر وسوريا وتركيا وإيران وقطر.

وأضاف أن مواقف قيادات الحركة في غزة أثبتت فشلها وعدم فائدتها على عكس مواقف قيادات الخارج الذين يرسمون المواقف وفق الحاجة ووفق المنطق، لذلك نرى أن مواقف إسماعيل هنية الحالية تغيرت عن مواقفه وهو متواجد داخل قطاع غزة، وقس على ذلك مواقف قيادات آخرين على رأسهم موسى أبو مرزوق.