على هامش التسريبات

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

 

نذهب عميقا في معرفة اليد المحلية التي دست السم للرئيس ياسر عرفات قبل "١٨" سنة التي تصادف ذكراها هذه الايام ، فهذه مدة كافية لطي القضية و طمسها، ولكن ليس لنزعها من دفتر التاريخ الذي لا ينزع ولا يموت.


على هامشها، ظهرت تسريبات شهادات من عايشوه من اركان القيادة الفلسطينية (302 شهادة) سياسيين وعسكريين وأمنيين واعلاميين قام بتحقيقها توثيقها رجل الامن الاول في السلطة انذاك اللواء توفيق الطيراوي. وبغض النظر عن مسؤوليته في التسريب او غيره ، لاسباب يصعب فهمها ، لأنها لا تدمغ أحدا بالتهمة ، فإنها بدورها ، الشهادات ، متأخرة ست سنوات على رحيل الرئيس، ليعد هذا التأخير في التحقيق ست سنوات على جريمة من هذا العيار بحق شخص بهذا الوزن والقيمة في ظل حصار عسكرتاري مجنزر لمقره، من ضمن احتلال شامل لوطنه وشعبه ، انما يخدم تملص الجاني ، بغض النظر ان كان ذلك بقصد ام بدون ، ولهذا ورد في بعض التسريبات اجابات من نوع : نسيت ، لا أذكر ، اعتقد ، أظن ، وهكذا.


ما يهم ، ان اسرائيل شارون أنذاك ، ومعها اميركا جورج بوش الصغير ، بالتخلص الفسيولوجي من ياسر عرفات الذي اشعل فتيل الانتفاضة الثانية ، قد نجحت في اصابة "عصفورين بحجر واحد"، كما يقول المثل الشعبي ، تخلصت من ياسر عرفات ، الذي قال التشريح الفرنسي ان اعضاءه الحيوية كانت ما تزال فتية ، بمعنى انه كان يمكن ان يكون حيا حتى اليوم ، فيزداد تمسك الشعب به وبحنكته وحكمته، حيث بدأ يكتشف عقم اتفاقيات السلام مع هذا الكيان، وأنه صرح للعديد من مقربيه، ان "اوسلو" مجرد فخ ، وأنه شخصيا وقع فيه ، ولابد من الخروج منه في اسرع وقت. كانت صورة مقتل اسحق رابين ماثلة امامه في كل مراحل نصب الشرك او الفخ ، اليوم يكشف سموتريتش القائد الفاشي الجديد صاحب ثاني اكبر حزب في الحكومة العتيدة، ان ايغال عمير ليس قاتل رابين ، بل "الشاباك"، الذي خطط ومهد ونفذ، وهو نفسه بالتأكيد الذي استكمل مهماته في قتل عرفات ايضا، بالطريقة التي لم يكتمل الكشف عن كافة خيوطها حتى اليوم.


"العصفور الثاني" الذي تم قنصه بحجر عرفات، هو إسقاط الشعب الفلسطيني في هذه الحالة الحزينة والمؤلمة ناهيك عن انها المفجعة، ان تكون اليد التي دست السم لهذا الفلسطيني الشامخ ، فلسطينية دنية، كيف سنهرب من غضب التاريخ ، واذا كانت هذه اليد فعلا فلسطينية ، فبلا شك انها كانت مقربة منه، واذا كانت اسرائيل "الشاباك" متورطة في القتل، فإنها بالضرورة قامت بتوثيق العملية في كل مراحلها، القتل والقاتل واداة القتل ، بالصوت والصورة.