دون التوقف كثيرا عن صحة أو لا صحة ما تقوم بنشره وسائل إعلام حماس وشركائها في بعض مناطق عربية، وهدفها الحقيقي من وراء قيامها بنشر "تسريبات" تم التلاعب بنصوصها لتخدم مصالحها الحزبية الخاصة، وغايتها المستقبلية سياسيا.
ومع أن الشخصية التي كانت تشرف على تلك "التحقيقات"، أعلن في بيان رسمي، ان ما ينشر بعضه صحيح وبعضه مزور وبعضه تلفيق كامل، لكن حماس وبعض أنصارها في وسائل عربية وإخوانجية أخرى، تنشر دون ان تدير بالا لأقوال توفيق الطيراوي، وكأن الفضيحة التي أشار لها لا تصيبهم ببعض "خجل شخصي أو مهني"، لأن الهدف التشويهي هو الأساس فيما يذهبون.
ولكن المفارقة التي كانت يجب أن تكون "جرس تنبيه" لناشري "تسريبات التلفيق"، عندما بدأ الإعلام العبري بإعادة ما ينشرون، خاصة الإعلام المنحاز كليا الى "التحالف الفاشي المستحدث" في إسرائيل، والفائز بأغلبية برلمانية وذاهب الى تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، العدو الأكبر للخالد المؤسس ياسر عرفات.
أن تذهب حماس لاستخدام "تسريبات التلفيق" لتشويه حركة فتح أولا، والرسمية الفلسطينية ثانيا، فهي ليس حبا في الخالد، ولا بحثا عن حقيقة، فالحقيقة أصلا لا يجوز أن تكون محل تحقيق، ولجنة ما كان لها أن تكون بتلك "الطريقة السائدة"، لكن حماس تعمل بكل السبل الى خلط البرنامج الوطني الفلسطيني، من جدول أعمال مواجهة مع عدو، والتي لا تمثل أي حضور بها، فهي الغائب الصريح عنها، مكتفية ببيانات مواجهة من نوع جديدـ ولذا تعمل على فتح معركة جانبية على حساب المعركة الأم، خدمة لطرف ما انتظارا لثمن ما.
ولأن العدو القومي، بأجهزته الأمنية مختلفة الأذرع ترى أن "عملية نشر التسريبات" تمثل "عنوانا مثيرا لغالبية أهل فلسطين، خاصة تعلقها بالمؤسس الخالد الشهيد ياسر عرفات، في ذكرى اغتياله، ولأنها الطرف المتهم الأول في الاغتيال من خلال الفاشي شارون رئيس حكومة الكيان العنصري خلال حصار أبو عمار، فباتت لها مصلحة مباشرة فيما تقوم به "وسائل إعلام حماس والإخوان"، وبعض إعلام قطري، فتعيد نشره، وكأنها "طرف محايد"، مع ترك مساحة لدس سمومها السياسية في رواية منشورة من غيرهم، وبالتحديد من "عدو منظمة التحرير والرسمية الفلسطينية" والباحث عن "السلطة بأي ثمن وطريقة".
الإعلام العبري، وخاصة المنحاز كليا الى "التحالف الفاشي المستحدث"، والحاكم الجديد نتنياهو، سيعمل على أن تصبح المعركة الرئيسية إعلاميا – سياسيا ما تنشره تلك الوسائل، ولوي عنق الحقيقة بتحويل المعركة عن صراع لإنهاء الوجود الاحتلالي الاحلالي، وخاصة بعد قرار اللجنة الدائمة بالذهاب الى محكمة العدل الدولية، حيث سيصبح الكيان برمته تحت طائلة الاتهام والمطاردة، الى "تشويق التسريبات".
استخدام الإعلام العبري، وخاصة إعلام "تحالف نتنياهو الفاشي" للتسريبات بعض من المخطط القادم لمحاولة تصدير "أزمات داخلية" فلسطينية، وتوسيع دائرة نشر "الفتنة السياسية"، وصناعة أدوات بكل السبل لتخدم مشروعها وتحاصر "الرسمية الفلسطينية"، وتربكها بدل من الاستمرار في معركة "مطاردة الكيان الفاشي" الى محاولة الدفاع عما تتهم به، لإبعاد الانحياز الشعبي الفلسطيني عن معركة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية نحو فك الارتباط مع دولة العدو القومي.
وكي لا تسقط "الرسمية الفلسطينية" في فخ " إعلام التحالف الفاشي" ومساعديه محليا، فعليها أن تطلب من الطيراوي وعبر تلفزيون فلسطين الحديث المباشر حول "جريمة التسريبات" والغاية منها، وأن يتوقف عن الحديث الى الإعلام العبري، كونه يسقط في "فخه" المراد.
بالتأكيد، لا يجب أن تمثل تلك "الحملة المشبوهة وطنيا" أي عامل معرقل للمخطط الفلسطيني بالذهاب نحو محكمة العدل الدولية، ومحاسبة دولة الاحتلال عن كل جرائم حربها ومجازرها واحتلالها وعنصريتها في فلسطين.
من المهم العمل على حصار "مناورة التسريبات السامة" من قبل الرسمية الفلسطينية، دون ارتباك أو ارتعاش تصيب الهدف المركزي وطنيا في هذه الفترة، لحصار العدو الوطني العام.
ملاحظة: شهادة استماع لجنة من الجنائية الدولية لأهل الصحفية شيرين أبو عاقلة المغتالة بيد الفاشية اليهودية، مرت دون ضجيج إعلامي...معقول ما سمعوا عنها أو مش فاضيين لها...ما في "أسرار" بتطول لتنعرف..إطمئنوا اللي مشجعكم حيكي كل شي وقريبا مثل ما بلش يحكي كيف "صنعكم"!
تنويه خاص: تصويت 165 دولة لصالح قرار يتعلق بعمليات “الأونروا” في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة كانت انتصار سياسي كبير..لكنه تاه بين قرار ماهية الاحتلال وإعلام التسريبات..قرار مفرح بصفعه الأمريكان وتحالف الفاشيين اليهود في الكيان!