معاريف : رسالة إلى نتنياهو.. بإمكانك إنقاذ إسرائيل من الخراب

لقطة الشاشة 2022-11-14 103549.png
حجم الخط

بقلم: أبراهام فرانك



السيد بنيامين نتنياهو، سلام عليك،
أتيتُ من اليسار ومن التعليم. كانت حملة الانتخابات قاسية، وكانت الشهور قاسية، وتكبد معسكر اليسار في نهايتها هزيمة نكراء. سبق أن تكبدها في العقد الذي بين 1967 – 1977، بعد حرب "الأيام الستة" وحتى التحول.
انعدام القدرة على إجراء تفكير معمق في وضعنا وفي مستقبلنا أدى بنا إلى هذه الحافة. قرار "مباي" إبقاء الضفة الغربية/ "يهودا" و"السامرة" مع ملايين الفلسطينيين هناك تحت حكمنا كان الخطيئة التي لاقت بالتدريج عقابها.
في هذه القصة كان لك دور مركزي، كنتَ فيه أحد الخاطئين: على المستوى الشخصي وعلى المستوى الوطني أيضا. أنت مسؤول عن نشوء معسكرين لا يلتقيان.
أنا أيضا كنتُ بين الشاتمين في حملة الانتخابات الأخيرة. لكن بات الآن كل ذلك من خلفنا. انتصرتم مثلما كان متوقعا منذ 1967، حين قررنا أن نبقى دولة احتلال، وحتى لو كانت مسيرة طويلة فإنها وصلت نهايتها المرتقبة. لو لم يكن يحصل هذا الآن لكان حصل بعد الانتخابات السادسة. تسلمتَ، رئيس وزراء، دولة متنازعة وجريحة، مع يائسين كثيرين في المحيط ممن يعتقدون بأنها أنهت طريقها. الكثيرون قد يبحثون عن مستقبلهم بعيدا عن إسرائيل.
بصفتك زعيماً شديد القوة لمعسكر يسير خلفك في النار والماء فإن الكثير متعلق من الآن فصاعداً بك. بعض المعسكر الذي أنت على رأسه يسعى ليقيم لنا إسرائيل مختلفة: دولة شريعة تعمل حسب قوانين التوراة وليس على أساس التشريع في العصر الحديث؛ دولة تميز بين الناس من سكانها. السؤال الذي سيتعين عليك أن ترد عليه بأفعالك هو هل ستسمح للأجزاء المتطرفة في معسكرك أن يستغلوا قوتهم القومية والدينية الكثيرة كي يفعلوا بالدولة كما يشاؤون أم أنك ستعمل على أن تضع لهذه الأجزاء أسيجة وحدوداً يمكن للأغلبية الساحقة أن تتعايش معها؟ هل ستعرف كيف تحافظ على الدولة الوحيدة للشعب اليهودي من الخراب؟ صحيح، لم تكن هنا حرب أهلية، لكن هجرة جماعية للنساء ورجال منتجين إلى بلدان غريبة لا بد ستكون. فهل ستعرف كيف تحافظ على الأقلية الكبيرة قبل أن تتسرب من بين أصابعك وتختفي؟
من المشكوك فيه أن تتمكن في إطار ائتلافك السيئ من عمل هذا. ستكون أسيرا في ايدي أحداث متطرفة ستسيطر على مصيرك الشخصي والسياسي. سيتعين عليك أن تتراكض في متاهة كل موضوع وطني يطرح على جدول الأعمال، وكل المواضيع الوطنية ستطرح على جدول الأعمال – بهدف تغيير صورة دولة إسرائيل وبلاد إسرائيل. لكن توجد لك طريق واحدة للخروج من الأزمة الكبرى في تاريخ إسرائيل الحديث: أن تدعو "يوجد مستقبل"، والمعسكر الرسمي، و"إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف. معها يكون لـ "الليكود" أغلبية تمكنه من أن يمنع أنواعا مختلفة من المس الخطير بدولة اليهود.
أفترض أنك لن تتنازل عن أمرين اثنين: إلغاء محاكمتك والحفاظ على التزامك بالكتلة. عندما يكون على كفة الميزان هذا مقابل ذاك، الوطني والفردي، فإن الأحزاب الثلاثة أيضا من كتلة التغيير ستعرف كيف تتخذ القرار المحتم: إنقاذ إسرائيل. بيديك، يا سيد نتنياهو، أن تبقي وراءك أرضا محروقة أو أن تنقذ الحركة الصهيونية، في شكلها في هذا الزمن، من خراب تام.
 
عن "معاريف"