من داخل خيمة أقيمت في مدينة غزة تضامنًا معه، دعا القيادي الفتحاوي الإعلامي رامي الغف المؤسسات الحقوقية المحلية والعربية والدولية إلى ممارسة دورها والعمل على إطلاق سراح كافة الاسرى وبشكل خاص الأسير الصحفي محمد القيق، المضرب عن الطعام لليوم الـ52 على التوالي، رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري بحقه.
وقال الغف في كلمة خلال الاعتصام إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل الأسير الصحفي محمد القيق وهو يمارس عمله الصحفي، وحاول تلفيق تهم كثيرة به، لكنه فشل فحوّله إلى الاعتقال الإداري، مبينًا أن القيق خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام للدفاع عن حريته، داعيا في ذات الوقت، الصليب الأحمر الدولي لمتابعة شؤون الأسرى وضمان تطبيق القانون الدولي بحقهم.
ونبه رئيس التجمع الوطني للجرحى وضحايا الحروب في دولة فلسطين لخطورة الوضع الصحي للأسير القيق، لافتًا إلى أنه بدأ يفقد القدرة على النطق والكلام وبدأ يدخل في غيبوبة, الأمر الذي ينذر بخطورة قد يتعرض لها في حال لم يستجَب لمطالبه، لافتًا إلى أن القيق رفض تناول أي من المدعمات والفحوصات الطبية، محذرًا من إقدام الاحتلال على تطبيق أسلوب التغذية القسرية على الأسير القيق بعد رفضه تناول المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية، مؤكدًا أن تطبيق التغذية سيعرض حياة الأسير للخطر الشديد.
وأكد الغف أن ما يحدث مع الأسير القيق محاولة قتل واغتيال حقيقية تحدث على مسمع ومرأى العالم أجمع، محملًا الاحتلال تداعيات ما سيحدث على صعيد الفعل الجماهيري والمقاومة التي لن تصمت أمام إعدام واغتيال الأسرى داخل السجون.
وقال القيادي الفتحاوي إن الاحتلال أراد من خلال اعتقاله للصحفي القيق طمس الحقيقة ومنع وصولها للعالم، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يمتلك العشرات من الإعلاميين الذين تمكنوا من مواصلة الطريق وكشف جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الغف قبل ما يزيد على 52 يومًا كان الصحفي القيق خارج سجنه مدافعًا عن قضية شعبه وناشرًا لمعاناة الأسرى، واليوم يشاطرهم معاناتهم ويشرب من ذات الكأس التي يشربون منها على مدار الساعة.
وطالب الغف الإتحاد الدولي للصحفيين وإتحاد الصحفيين العرب ومؤسسة مراسلون بلا حدود إلى الوقوف وقفة حقيقية مع الضمير الفلسطيني وأن يتحركوا بشكل جاد وفعال لنصرة الأسرى الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي، مطالبًا بالتحرك الفوري والجاد لإنهاء معاناة الأسير القيق.
وقال الغف إننا في الوقت الذي نهنئ فيه أنفسنا وكذلك الاسرى المحررين وعائلاتهم بالحرية والتحرر من قيود السجان، لا بد لنا أن نقف وقفة عز وإكبار أمام الالاف الأسرى الذين لا يزالون خلف قضبان، مؤكدا على ضرورة العمل بشكل متواصل وبذل كل الجهود من أجل إطلاق سراح كافة الاسرى من سجون الاحتلال وإغلاق ملف معاناتهم الطويل الى الابد.
وأكد القيادي الفتحاوي أن قضية الأسرى ستبقى القضية المركزية للشعب الفلسطينيي بأكملة، الى أن يتم تبيض السجون وإطلاق سراح كافة الأسرى، داعيا الى صوغ وتنفيذ إستراتيجية فلسطينية تهدف إلى تدويل قضية الأسرى، وإستنهاض التضامن الدولي وصولاً إلى إقرار دولي بتطبيق إتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة على الأسرى الفلسطينيين، وفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم في المحافل الدولية.
وأكد الغف أن كل الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمثقفين والأدباء والفنانين يعلنون تضامنهم الكامل مع كافة أسرانا البواسل وخاصة الأسير الصحفي المضرب عن الطعام محمد القيق، مطالبا بإطلاق أوسع حملات التضامن الإعلامية والجماهيرية لفضح سياسة الإحتلال إتجاه الأسرى، مؤكدا أن الصحفي القيق كان يمثل منبر من منابر إنتفاضة القدس الإعلامية بنقله لأحداث الإنتفاضة اليومية التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في مدن الضفة الغربية.
وكانت عائلة الصحفي الأسير محمد القيق، المضرب عن الطعام داخل سجون الاحتلال منذ 52 يومًا على التوالي، قد أكدت هذا اليوم أن وضع نجلها مقلق للغاية وصحته في تراجع مستمر؛ حيث لم يستطع التحدث مع محاميه خلال زيارته، وكان يتقيأ، وقد استخدم لغة الإشارة للتواصل معه.
وأشارت عائلة القيق في تصريح صحفي، إلى أن نجلها كان يفتح عينيه بطريقة صعبة خلال زيارة المحامي له، فيما كان مقيدا من ثلاثة أطراف بالسرير، ويتبول دما، ولا يستطيع السير على قدميه بطريقة طبيعية، بينما لاحظ المحامي أن جسده نحيل للغاية، وبدت علامات الضعف والشحوب عليه.
وطالبت العائلة كافة الجهات الحقوقية والمختصة بشؤون الأسرى بمزيد من الجهود والضغط لصالح قضية نجلها، مضيفةً أن اليوم الواحد في الإضراب المفتوح عن الطعام يُحدث فرقا كبيرا، وهو يعادل سنة في قاموسنا، مطالبةً الجهات الدولية المختلفة بالاهتمام بقضية نجلها أكثر، كونه صحفيًّا يرفض أن يُزجّ في السجون دون تهمة ولا مبرر.