جدل وغضب بين المواطنين

شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!

شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

عادت إلى الواجهة من جديد قضية بناء المساجد في غزّة بأبهى صوره وزخرفاته وبمبالغ خيالية تتجاوز المليون دولار، بعد الإعلان عن افتتاح مسجد خليل الوزير في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزّة، والذي بلغت تكلفة إعادة بنائه وترميمه مليون وثلاثة وتسعون ألف دولار أمريكي، الأمر الذي تسبب في غضب الكثير من المواطنين الذين رأوا أنَّ هذا المبلغ لو تم تقسيمه على المشاريع الخيرية ومساعدة المحتاجين وبناء وترميم المسجد على الطريقة الاعتيادية دون زخارف أو تكاليف باهظة، لكان فضله أكبر على الناس.

وعبّر المواطنون عن استيائهم وبغضهم للظواهر العكسية والسلبية التي انتشرت بكثرة، في بناء المساجد الفارهة بغزّة المحاصرة التي تُعاني كل أنواع الظلم والفقر والاحتياج، حيث شُيدت مؤخراً مساجد تضم عدة طوابق ذات تصاميم هندسية ومعمارية مُبالغ فيها وهو أمر يضع علامات استفهام كثيرة من قبل المواطنين عن جدوى إنفاق ملايين الدولارات لبناء هذه المساجد مع وجود آلاف العائلات الغزّية الفقيرة والمحتاجة.

الامتعاض وصل أشده بين المواطنين في غزّة، الذين يروا بيوت الله تُشيد بملايين الدولارات بينما بيوت الفقراء لا تحميهم من برد الشتاء ولا من حرارة الصيف.

كما أنَّ الملفت هو أنَّ تلك المساجد الفارهة والتي كلفت ملايين الدولارات تكون بجانب المخيمات الفقيرة والمدمرة، ومع أنّ الأصل في الإسلام البساطة وعدم الغلو في الدين، فعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث مسند لابن عباس: "ما أمرت بتشييد المساجد"، أي بطلانها، فإنّ مساجدنا اليوم يتفاخر القائمون عليها بزخرفتها وتكلفتها الباهظة حتى بات المواطن الفلسطيني ينتظر أنّ تقوم الساعة تصديقاً لقوله تعالى: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".

وبالحديث عن حكم الدين من ناحية بطلان أو جواز الغلو في بناء المساجد، أوضح مفتي المسجد العمري الكبير بمدينة غزة، الشيخ نمر أبو عون، أنَّ بناء المساجد بهذه التكلفة وبهذا الإسراف من الزخارف والمبالغ الكبيرة هو حرام شرعاً ونهى الإسلام عنه.

وقال أبو عون، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "إنَّ المتبرع من الخارج سواء كان فرداً أو مؤسسة هو بالعادة ليس لديه علم عن احتياجات المواطن الفلسطيني، لكِن المؤسسات الموجودة هنا في غزّة هي من تبعث له باحتياجاتها من تكلفة المشروع حتى نوعه أيضاً، وبناءً عليه يتم التبرع، وفي بعض المواضع يبعث المتبرع لمؤسسة في غزّة يقول لها إنّه يُريد بناء مسجد على هذه الشاكلة ويقوم بإرسال الصورة والتخطيط لهم للتنفيذ فقط، وبمبالغ كبيرة، لكِنه لا يفرض على أهل غزّة وجهة نظره، خاصةً أنَّ هذا الأمر فيه مخالفة شرعية، فزخرفة المساجد منهي عنها". 

وأضاف: "تكون في بعض الأحيان بيوت جيران المسجد مُقامة من الصفيح وبالكاد يستطيعون توفير لقمة عيشهم، وبجوارهم مسجد مُشيد بملايين الدولارات، فهنا التناقض حيث يُصلي هذا المواطن الفقير في مسجد فيه كافة عناصر الحماية والأمان والراحة وبيته لا يصلح للحياة".

وطالب أبوعون، من يتعاملون مع هؤلاء المتبرعين بضرورة إقناعهم بتقسيم المبلغ على مشاريع تخدم فئات المجتمع، بدلاً من وضع مبلغ بقيمة كبيرة جداً ويمكن توزيعه على عشرة مشاريع وبنفس الأجر والثواب، ويمكن أنّ يتم إلحاق تلك المشاريع بالمسجد نفسه مثل بناء مستوصف أو مدرسة أو دار لتحفيظ القرآن.

"إِذَا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ فَالدَّمَارُ عَلَيْكُمْ"

أما عن زخرفة المساجد، فقد أكّد على أنَّ النبي نهَى عن زخرفتها، كما ثبت بذلك الخبر في حديث أنس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد"، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونهاً وشيء المراحيل".

وتابع: "مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة للعبادة، ومدرسة للعلم، وندوة للأدب، وقد ارتبطت بفريضة الصلاة وصفوفها أخلاق وتقاليد هي لباب الإسلام، لكن الناس -لما أعياهم بناء النفوس على الأخلاق الجليلة- استعاضوا عن ذلك ببناء المساجد السامقة، فمن البدع زخرفة المساجد".

وختم أبو عون حديثه، قائلاً: "إنَّ من يتحمل وزر بناء هذه المساجد هي وزارة الأوقاف"، مُطالباً إياها بالإجابة عن جميع التساؤلات التي يتساءلها المواطن، حول آلية بناء المساجد وهل فعلا المتبرع يُجبرهم على بناءها بهذه المواصفات من عدمه.

وكالة "خبر" استطلعت آراء المواطنين عن مدى رضاهم على بناء المساجد بمبالغ مالية كبيرة، على عكس بناء المدارس والمستشفيات والمنازل، فقال عبد الرحمن عبد الصمد، وهو من المواظبين على الصلاة في مسجد شادي حبوب شمال قطاع غزّة: "إنَّ بناء المساجد في غزّة بشكل كبير شيء يُسعدني، وأشعر بالرضا كثيراً، لكِن أسمع أنّ بناء المساجد أصبح بتكاليف خيالية، وهذه المبالغ يُمكن استثمارها في مساعدة الشباب  العاطلين عن العمل، بجانب بناء المساجد بطريقة اعتيادية دون تكاليف باهظة، وستكون أكثر ثواباً".

وأكمل: "أنا من المواظبين على الصلاة في المسجد، حيث أؤدي كل الصلوات في المسجد، لكِن من المؤسف أنَّ أعداد المصلين لا يتجاوز في بعض الأحيان العشرين مصلياً، عدا يوم الجمعة يكون المسجد مليء بالعباد".

أبو جلال الذي أظهر غضبه في هذا السياق منذ بداية حديثه حول الأمر، قال: "المساجد صارت أكتر من المستشفيات والمدارس في غزة، وفش فيها عشر مصلين، ببنوها بملايين الدولارات، والناس مشردة وعايشة ببيوت بالإيجار ومهددين منها بالطرد، هذا يرضي مين، بيوت فيها السكان جوعانين، والمساجد كأنك داخل تستجم فيها مش تصلي، الأولى إنه يساعده الفقراء والمساكين"، وفق تعبيره.

سعاد أبو مراد، عقَّبت أيضاً بالقول: "مش غلط خلي شيء في غزة يفتح النفس، حتى المسجد لما بيكون حلو وبفتح النفس الواحد بحب يصلي فيه، وهل الأفضل تروح على مسجد مليان مصلين والمكان حرارته مرتفعة وفش فيه مروحة تخفف عن المصلين في الصيف، ولا مكان كبير وحلو ومرتاح فيه وبيضم مئات المصلين، أنا مع تشييد مساجد كبيرة وجميلة، وبالنهاية فلوس التبرع مش من الفلسطينيين، من الداعمين بالخارج".

حسام أبو جليلة، قال: "حينما تسألهم لماذا لا تساعدون الشباب ببعض المبلغ المخصص لبناء المساجد، سيكون الرد بأنَّ المتبرع يُريد ذلك، وهو يتابع كافة التفاصيل عن بُعد، اللهم قوي إيمانهم.!!"، بحسب حديثه.

كما يُشاركه في الحديث والرأي عماد أبو شباب، وهو شاب ثلاثيني، يقطن في منزل بالإيجار هو وأسرته، حيث قال: "حينما بحثت عن منزل يكون إيجاره "على قد الحال" فلم أجد سوى خرابة عبارة عن غرفة ومطبخ وحمام لا تدخلها الشمس ولا الهواء، لكِن حينما أخرج منه للصلاة وأنظر إلى المسجد من الداخل أتمنى لو كان منزلي".

وأكمل: "قطاع غزة ليس بحاجة لبناء المزيد من المساجد فمعظمها لا يبعد عن الآخر سوى أمتار قليلة، ولا تجد سوى أعداداً محدودة من المصلين بداخلها، فتكلفة بناء مسجد واحد من شأنه إعادة الأمل لمئات الأسر المحتاجة مثلي".

مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً الـ"فيسبوك" ضجت بمنشورات وآراء المواطنين الساخطين على المتصرفين والمانحين لبناء متل تلك المساجد الفارهة، والتي رصدت وكالة "خبر" بعضها وهي كالتالي:
 

شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!
شاهد: في غزّة.. مساجد فارهة بتكلفة باهظة وبيوت الفقراء تئن تحت وطأة الجوع!