اذا لا نحسب الاعتداءات اليومية على الفلسطينيين بشكل جزئي ، ونبحث عن عناوين عامة سوف نجد ان الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والسكان لها خطة منظمة ومرسومة بشكل شيطاني وشاملة لكافة المناطق وكافة قطاعات السكان.
العدوان الأول في القدس - وهو عدوان على الهوية العربية والإسلامية، عدوان شرس ببنادق قوة ما يسمى حرس الحدود وهراوات ومسدسات وجرافات الشرطة، ويشمل هدم ممنهج للمنازل واغلاق للمؤسسات واقتحامات للأقصى وسرقة أراضي ومباني الكنائس العربية لصالح تهويد كل المباني وجميع الأراضي والطرقات. ويتخلل ذلك ترهيب للسكان وقتل واعتقال للأطفال ومحاولة تغيير المنهاج التعليمي العربي وافقار المؤسسات العربية ومواصلة اغلاق بيت الشرق وباقي المؤسسات .
العدوان الثاني- من جيش الاحتلال وأجهزة التجسس، لملاحقة كل من يحاول الدفاع عن المدن الفلسطينية حتى في داخل مناطق الف. وهو عدوان عسكري للاقتحام والاغتيال والاختطاف، ويشارك فيه اكثر من نصف جيش الاحتلال وسلاح الطيران والمشاة والمظليين والكوماندوز والشاباك والاستخبارات العسكرية. ومن خلاله يتم قتل واعدام المئات سنويا، وتدمير الاقتصاد، واغلاق طرق التجارة، ومنع تطور الصناعة، والزراعة. وتدمير ممنهج لقوة السلطة ووزاراتها وتحويل المواطنين الفلسطينيين الى طرائد تسكن الاقفاص (الكانتونات). والسماح للمستوطنين بالعربدة في باقي الضفة. أي انه عدوان عسكري شامل لقتل الروح المعنوية والقوة المادية لتواجد الفلسطينيين كمجتمع. وتحويلهم الى افراد مطاردين.
العدوان الثالث هو عدوان المستوطنين والذي يعتمد على طريقتين:
الطريقة الأولى- عدوان يشنه المستوطنون من تلقاء انفسهم للاستيلاء على الأرض والعربدة في الشوارع وطرد السكان العرب وقتل المزارعين وسرقة البساتين واحراق البساتين التي لا يستطيعون سرقتها. وهي اعتداءات يومية ينفذها ارهابيون يهود وجوههم ظاهرة ولكن لا يتم اعتقال أيا منهم، ولا تقديم اية لائحة اتهام ضده حتى لو شمل الاعتداء احراق ممتلكات او إصابات خطيرة او قتل او قطع طرقات وتحطيم السيارات .
الطريقة الثانية- عدوان مشترك ومسلح يجمع بين جنود الاحتلال مع المستوطنين وقد لوحظ مؤخرا ان هذه الهجمات المشتركة تزداد وضوحا وعلانية، ولم يعد قادة الجيش يخجلون منها او يحاولون مداراتها، وانما على العكس صاروا يفاخرون بها كونها دعاية انتخابية تخدم أحزاب اليمين الصهيوني.
ولأنني لست من مشجعي اللعب على طريقة الدفاع فهذه الطريقة لا تجدي نفعا في هذه المنطقة. أرى ان على المنظمات الفلسطينية والحكومات الفلسطينية الكف عن اصدار بيانات الشجب والاستنكار لأنها صارت تنفر الجمهور من أصحابها. والانتقال الى خطة عمل ثلاثية لمواجهة المرحلة المقبلة.
خطة عمل سياسية، تنزل بإسرائيل اقوى الضربات السياسية غير المسبوقة عربيا ودوليا.
وخطة عمل لتعزيز صمود المواطنين والجبهة الداخلية من خلال شعار نضالي واضح ودعم لا محدود للجان الشعبية في المخيمات والمجالس القروية والبلديات وأداء يليق بتضحيات الجماهير. وهذا لن يتحقق الا بعدالة التوزيع ووحدة الحال\ فلا يجوز ان قطاع من السكان له حصة الخنادق وقطاع اخر منفصل تماما عن الواقع وله حصة الفنادق.
ثالثا– إعادة فتح العمل الوطني والنقابي المشترك مع الجماهير الفلسطينية في القدس وداخل الخط الأخضر. وطالما ان الاحتلال لا يعترف بحدود المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، على الحركة الوطنية ان تتعامل من اليوم فصاعدا مع الوطن كوحدة واحدة، ومع الجماهير الفلسطينية كوحدة واحدة. وهذا سيجعل إسرائيل تعود الى نقطة الصفر من جديد