لا مستقـــبــل لـ"حمـــــــاس"..

اسرائيل
حجم الخط
ليست هذه هي المرة الأولى التي أتعاطى فيها مع أولئك الأمنيين الكبار الذين، فجأة، قبل الانتخابات بالذات، يروون لنا عن المشاكل أثناء خدمتهم، حين كانوا قلقين جدا من سياسة المسؤولين عنهم، كرئيس الوزراء أو وزير الدفاع.
من الواضح أنهم لا يمكنهم ان يكشفوا بالضبط عما يدور الحديث، وذلك لأنهم يأتون من أجهزة سرية للغاية – بالضبط مثلما لا يمكننا أن نعرف اذا كانوا نجحوا حقا في أداء مهام منصبهم. ومع ذلك، من المسموح أيضا للموطن العادي ان يعرب عن رأيه في سلوك «ما بعد المنصب» لفرسان الأمن عندنا. مثلا عن هذه التصريحات أو تلك، مثلما سبق أن كتبت، ليست لدينا أي امكانية لنفحص لا مصادرها ولا مدى صحتها ودقتها.
مسموح لنا ايضا أن ننتقد اولئك الذين يظهرون في فيلم الدعاية المناهضة لاسرائيل بوضوح والضارة للغاية. ومن المسموح لي ايضا ألا اتفق مع أحدهم، رئيس المخابرات المتقاعد، الذي أعلن مؤخراً من تحت كل شجرة خضراء وامام كل ميكروفون بأنه في حملة «الجرف الصامد» خسرت إسرائيل أمام «حماس» في غزة.
ولما كنتُ غبيا تماما في كل ما يتعلق بشؤون التجسس (رغم اني «أموت» في الكتب والافلام في هذا الموضوع) فلا مفر عندي غير قبول الصورة عن الوضع من قراءة الصحف ولاسيما ما يجري في الميدان.
وعليه، فبعد نحو نصف سنة من انتهاء تلك الحملة، يبدو بوضوح أنه «في الميدان» لم يجرِ عملياً أي شيء على الإطلاق في كل ما يتعلق بعصابة «حماس» في غزة. وبكلمات اخرى، باستثناء الاحاديث العابرة في الاسبوعين الاولين بعد «الجرف الصامد»، ولاسيما من خلال المصريين، لم تكن أي لقاءات ومحادثات، لا مباشرة ولا بوساطة ما، مع تلك العصابة.
بمعنى ان أحدا لم يتحدث معهم عن المطالب والشروط التي طرحوها لأجل إنهاء المعارك. لا الأوروبيون، ولا الأميركيون ولا الدول العربية على انواعها تحدثت عن انهاء الحصار – وبالتأكيد ليس مصر، التي اعلنت أنهم منظمة ارهابية ينبغي تصفيتها.
وبالتالي فاي «انتصار» لـ»حماس» بالضبط يتحدث عنه رئيس المخابرات المتقاعد؟ ربما يقصد حقيقة أن قطر لم تعد سخية جدا على مستوى تبرعاتها، أو أنه في غزة عمليا لم يجرِ اعمار شيء.
صحيح، أغلب الظن، أن «حماس» بنت عدة أنفاق جديدة نحو البحر – كالمعتاد برعاية إسرائيل التي تواصل توفير مواد البناء للقطاع (ناهيك عن عدد الاسرائيليين عديمي الضمير بشكل متطرف للغاية – هذا على أقل تقدير – ممن نقلوا الاسمنت بكميات كبيرة)، زعما من أجل إعمار المساكن.
كما أن ثمة اعتقاداً بأن «حماس» نجحت في انتاج صواريخ محسنة. ولكن مع ذلك يمكن بالتأكيد القول إن هذه العصابة لم تعد عمليا تشكل خطراً، وبالتأكيد ليست عاملاً ذا اهمية. في ضوء الخطط المصرية، ليس  لـ»حماس» أيضا أي مستقبل. وبالتالي أين بالضبط انتصرت على إسرائيل؟

عن «يديعوت»