شعراء وكتاب وفنانون من فلسطين والعالم ينتفضون بحناجرهم تضامناً مع أشرف فياض

20161601075222
حجم الخط

ست أمسيات في فلسطين، انتظمت مساء أول من أمس، ضمن حملة دولية للتضامن مع الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض المحكوم عليه بالإعدام في المملكة العربية السعودية، اشتملت في ذات المساء على 121 أمسية في ثلاث وأربعين دولة حول العالم، بتنظيم من مهرجان الأدب الدولي في برلين، وبالتعاون مع العديد من المهرجانات الأدبية والفعاليات والمؤسسات الثقافية والفنية في الدول المشاركة. وحسب بيان القائمين على الحملة، وتلقت «الأيام» نسخة عنه، فإن الهدف من الحملة هو حث الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص للضغط من أجل العفو عن فياض، الذي وصفه البيان بالشخصية المحورية عند الحديث عن مساهمته في نقل الفن المعاصر السعودي إلى الجمهور العالمي. وفي فلسطين، احتضنت مؤسسة عبد المحسن القطان في مدينة رام الله، واحدة من هذه الأمسيات قدم فيها المشاركون، وهم: الروائي أكرم مسلم، والشاعر كفاح فني، والشاعرة مايا أبو الحيات، والشاعر محمود أبو الهشهش، والشاعر يوسف الشايب، حيث قرؤوا قصائد من مجموعته «التعليمات بالداخل»، والتي صدر الحكم عليه بالإعدام بناء على قصائد ومقاطع شعرية فيها، بتهمة الترويج لأفكار إلحادية، وسب الذات الإلهية! وقال محمود أبو الهشهش، مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان: تأتي هذه الأمسية في إطار حملة التضامن الدولية مع الشاعر والفنان التشكيلي أشرف فياض، الذي يرزح في سجون السعودية، محكوم عليه بالإعدام، ينتظر انبلاج أمل جديد في حياته، وما تواجدنا هنا، كالآخرين في فلسطين ودول العالم، إلا جزء من محاولة إنعاش هذا الأمل، وهو فعل رمزي يشارك فيه كل مهتم بحق الإنسان ليس فقط في الحرية بالتعبير، بل في الحياة قبل كل شيء، فبتضامننا مع أشرف فياض ننتصر لهذه الحقوق الإنسانية، وليس لكونه فلسطينياً فحسب .. هو تضامن مع أنفسنا أيضاً، ومع قناعتنا بحرية الإنسان وحقه بالعيش بكرامة. وأضاف أبو هشهش: نأمل أن يجد أشرف طريقه للحياة والحرية، وحينها سيكون لفعلنا هذا معنى نعتز به، وهو ما نأمل أن يكون، وحينها سيشكل صفعة في وجه المد الظلامي وانحسار مساحة التعبير بالكلمة في الكثير من الدول العربية على وجه الخصوص. وقرأ الروائي أكرم مسلم قصيدة من مجموعة فياض «التعليمات بالداخل»، والصادرة عن دار الفارابي في بيروت العام 2008، حملت عنوان «اسم حلم مذكر»، سبقها بالقول: نمتلك الكثير مما يمكن فعله، وقوفاً مع شاعر ينتظر تنفيذ حكم الإعدام .. نمتلك مثلاً، وأولاً، تحسس حدود حريتنا لنتأكد أنها بلا حدود، ونمتلك أن نحتفل بشعر المحكوم بالإعدام وشاعريته، لنؤكد علوّها فوق كل مقصلة .. ونمتلك أيضاً أن نجدد الثقة بأن للكلمة مرفوعة الرأس عنقاً عصية على القطع، مهما استدق حدّ السيف، ومهما بلغ طيش السياف، مشيداً هو وغيره من المشاركين بموقف الشاعر زهير أبو شايب الذي رفض المشاركة في مهرجان «الجنادرية» الشعري في السعودية، احتجاجاً على «استمرار اعتقال الشاعر الفلسطيني أشرف فيّاض الذي يواجه حكماً كيدياً جائراً بالإعدام». وقدمت الشاعرة مايا أبو الحيات قصيدة فياض «حيز من الفراغ»، فيما قدم الشاعر يوسف الشايب قصيدتين للشاعر المحكوم عليه بالإعدام، الأولى بعنوان «قوانين الوطن الثلاثة»، فيما حملت الثانية عنوان «أفكار للشوق»، مشيراً قبل قراءتهما إلى أن ما حدث مع فياض وغيره من معارضي الظلامية تعبير عن صراع بين طلاّب الحرية، وخاصة الفلسطينيين الذي يقاتلون المحتل بشتى الطرق، وبين من نصبّوا أنفسهم «سماسرة للدين». وبينما قدم الشاعر كفاح فني قصيدة «في فضل النفط على الدم»، قرأ الشاعر محمود أبو الهشهش قصيدة «شارب فريدا كالوا»، وهي قصيدة من خارج ديوان «التعليمات بالداخل»، ترجمها القائمون على مهرجان الأدب الدولي في برلين إلى عدة لغات، وقرأها في أمسية برلين الشاعر العراقي فاضل الغزاوي. وشارك شعراء ألمان وأجانب وعرب في الأمسية التضامنية مع أشرف فياض في برلين، من بينهم الكاتب الصيني الشهير لياو ويبو، وقدم قصيدة بعنوان «مذبحة». وفي باريس احتشد المئات في أمسية التضامن مع أشرف فياض، التي استضافها مسرح «أبيس» في العاصمة الفرنسية باريس، وشارك فيها شعراء فرنسيون. ومن الجدير بالذكر، أنه تم الإعلان قبل أيام عن رسالة من شعراء وكتاب فرنسا تم توجيهها إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للتدخل بشكل شخصي كرئيس فرنسا لدى المملكة العربية السعودية في قضية اشرف فياض. وبتنظيم من مهرجان القاهرة الأدبي، احتضن «الكتب خان» بحي المعادي في العاصمة المصرية، أمسية تضامنية مع فياض، شارك فيها كل من الشعراء والروائيين والنقاد من بينهم: أحمد الشهاوي، ووحيد الطويلة، وفاطمة قنديل، وأحمد شوقي علي، ومحمد عبد النبي، وعبد المنعم رمضان، وعبد الرحيم يوسف، وغادة خليفة، ومنتصر عبد الموجود. وكما في فلسطين، وأوروبا، والقاهرة، انطلقت حناجر الشعراء والكتاب والفنانين في أكثر من أربعين عاصمة ومدينة حول العالم بقصائد أشرف فياض، لعلها تساهم، ولو رمزياً، في إنقاذ حياته، هو المحكوم عليه بالإعدام بسبب بعض ما كتبه من قصائد في مجموعته الشعرية «التعليمات بالداخل». -