لعل أشهر اسم أصبح على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة هو اسم "بلال"، الذي أصبح مادة دسمة للضحك والتسلية، وذلك بعد أن اجتاحت صفحة "كن مثل بلال" موقع فيسبوك وحصدت خلال 3 أيام فقط أكثر من 200 ألف معجب، وعشرات آلاف المشاركات والتعليقات من قبل المتصفحين من أفراد وشركات معروفة.
ويمثل بلال الشاب المثالي أخلاقياً وسلوكياً في فيسبوك وغيره، فهو يمتنع عن القيام بالكثير من السلوكيات الشائعة والمنتقدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كالإفراط في مشاركة التفاصيل الشخصية والصور والتحرش بالفتيات والانجرار وراء التعليقات غير الضرورية من وجهة نظر "بلال".
وهنا يطرح السؤال حول سبب الانتشار السريع للصفحة على الرغم من بساطة فكرتها ومحتواها ولغتها، وعليه يجب النظر إلى عدة عوامل ساهمت بالتفاعل غير المألوف مع الصفحة.
أولاً، اسم الصفحة "كن مثل بلال"، يعتبر اختياراً موفقاً لكونه يخاطب المتصفح ويطلب منه بشكل مباشر أن يقتدي بشخص معين لا يعرفه، مما يثير الفضول حول "من هو بلال ولماذا عليّ أن أكون مثله"؟
ثانياً، بساطة مكونات الصورة جعلت الرسالة مباشرة قادرة على الوصول للقارئ بسهولة، إذ تعتمد المنشورات الجمل القصيرة فلا تطيل الشرح، وتضيف صورة بدائية تذكّر القارئ بخربشاته البدائية عندما كان صغيراً، فتضحكه.
ثالثاً، الأهم هو المواضيع التي اختار بلال أن يتحدث فيها، ففي المنشورات الأولى اختار بشكل موفق مواضيع تمس بشكل مباشر المتصفحين عبر فيسبوك. فتنتقد بشكل غير مباشر بعض السلوكيات المنتشرة في صفحات التواصل الاجتماعي، كما هو موضح في الأمثلة أدناه.
وبذلك استطاعت الصفحة جذب الجمهور الأساسي والأقرب لها بسهولة، وفعّلت الجمهور بسرعة لكونها مسّت حالات يتحدثون عنها يومياً، مما شجع مشاركة المنشورات وإرسال دعوات الإعجاب بالصفحة.
رابعاً، سرعان ما أعلنت الصفحة عن استقبال مشاركات المتصفحين واقتراحاتهم للنصوص القادمة التي سيتم نشرها، والتي يجب أن تعبر عن سلوكيات ينزعج منها الناس ليتم صياغتها وفقاً لنظرة "بلال المثالي". فلم تعد تقتصر المنشورات على انتقاد سلوكيات المتصفحين، إنما أيضاً السلوكيات العامة التي تزعج الناس في الواقع، مثل "ثرثرة سائق التاكسي".
ونظراً للتأثير الكبير والانتشار الواسع للصفحة خلال ساعات، تبنت عدد من الشركات الكبيرة في الأردن أسلوب الصفحة للتسويق لخدماتها. فبحسب المرفق أدناه، قامت شركة "الملكية الأردنية" للطيران باقتباس شخصية "بلال" من أجل التسويق لخدماتها ولحث المتصفحين للسفر عبر خطوطها. هذا إلى جانب شركة "أمنية" للاتصالات في الأردن، التي اتبعت الأسلوب نفسه للتسويق.
يذكر أن الصفحة لها نظيرات أقدم منها، فباللغة الإنجليزية هناك صفحة "Be Like Bill"، وبالعبرية صفحة "كن مثل يوسف"، أما الصفحة الأقدم والتي على ما يبدو هي الأصل فهي صفحة "Sii come Bill" باللغة الإيطالية والتي انطلقت في ديسمبر/ كانون الأول من العام المنصرم وحصلت أيضاً على تفاعل كبير.