الرياديات طاقة شبابية تتحدى الوضع الاقتصادي لتكسر حاجز البطالة بالبحث عن شواغر لهنّ

12528123_1652312328364737_748977227_n
حجم الخط

في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وتفاقم نسبة البطالة يوجد بين الشباب بكلا الجنسين طاقات فكرية تستطيع كسر حاجز العجز الاقتصادي الذي فرض وجوده في قطاع غزة ،لكي يبنوا لهم حياة خاصة بمستقبل واعد بعيدا عن هواجس الخوف من البطالة والفشل، وهذا ماتم ملاحظته مؤخرا بانتشار المشاريع الريادية الصغيرة حيث كان لخبر مقابلات مع بعض الشابات الرياديات ومشرف الريادة الدكتور ياسر العالم . 
حليمة عبد العزيز "28"عاما خريجة الجامعة الاسلامية حاصلة على شهادة بكالوريوس هندسة حاسوب ومن ثم دبلوم الريادة، حيث لم تقف أمام شبح البطالة مكتوفة الأيدي موضحة لخبر سبب دخولها عالم الريادة قائلة ""  عملت كمدربة ومرشدة في بناء وتطوير المشاريع الصغيرة في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية والعديد من المؤسسات، حيث كنت أقدم الأفكار للرياديين والاستشارات والنصح والإرشاد لهم بطريقة ريادية  وأنا مقتنعة بها "
وتضيف "  من شدة قناعتي بذلك ولكي أكون مثالاً وقدوة لكل من لديه فكرة ريادية وبسيطة وتمنعه ظروفه المادية من تنفيذها، قررت أن أفتتح مشروعي الخاص البسيط وبمبلغ ضئيل "

وعن مشروعها الخاص وضحت فكرته قائلة " كرداش للصناعات اليدوية والتجارة العام حيث تقوم فكرة الشركة على إنتاج وتسويق جميع أنواع المشغولات اليدوية ( التطريز ، الكروشيه والصوف ، الساتان، الرسم على الزجاج ، الخيش ( ،من خلال تشغيل عاملات من ذوات الدخل المحدود مهما كانت الخلفية العلمية لهن وتسويق هذه المنتجات من خلال وسائل التسويق الالكترونية محليا وإقليميا ودوليا ".

أما عن الهدف من المشروع  وضحت " الهدف هو إحياء جمال التراث الفلسطيني  بالإضافة إلى تشجيع المرأة الفلسطينية للمساهمة في التنمية الاقتصادية ، من خلال إنتاج مشغولات تراثية متقنة الصنع  و الحفاظ على الهوية الفلسطينية والتراث الفلسطيني ونقله للأجيال القادمة .

كما وأكدت حلية لخبر أن الأفكار الريادية تحد من البطالة  قائلة "نعم صحيح  توليد الأفكار وابتكار أفكار جديدة يمكن تحويلها إلى مشاريع ناشئة يساعد في تشغيل العديد من الأيدي العاملة وبالتالي يساهم في الحد من نسبة البطالة "
نهج الريادة اتبعته  أيضا أسماء أبو تيلخ "28"عاما التي درست "تكنولوجيا معلومات وتطوير برمجيات " بإنشاء مشروع ريادي خاص اسمه "أنا عربي " حيث وضحت  لخبر فكرة المشروع الريادي قائلة " يتم تصميم القصص وتأليفها حسب المطلوب ونقوم بعرضها على الموقع الإلكتروني الخاص بنا واسمه "أنا عربي" بحيث يتم الدخول عليه ومتابعة القصص".
وعن الهدف من تأسيس الموقع ، توضح "لخبر" أنها خلال متابعتها لأفلام الكرتون، وجدت أنها غير مناسبة للأطفال العرب، ففكرت بمشروع يحافظ على اللغة العربية الفصحى والثقافة العربية من خلال تأليف قصص تجمع بين التاريخ والتكنولوجيا والترفيه، وتستهدف الفئة العمرية من (12 - 18 عامًا).
وتؤكد أبو تيلخ على "المشاريع الريادية تكون حلاً للبطالة، ولكن ليس بشكل سريع بل من خلال التأسيس الصحيح والتطوير ،وذلك ليكون المشروع حلًا جذريًا للبطالة بمنحه الوقت والجهد اللازم".
و كان لخبر حديث مع الاستشاري للأعمال الريادية الدكتور ياسر العالم الذي وضح كيف يمكن لأي شخص ان يكون ريادي " ان الريادة هي سلوك نابع من قناعات الشخص بما يمتلك من مهارات, لذلك يمكننا أن نقول  كل شخص مثابر يعرف نفسه بشكل جيد و يثق بقدراته و يحمل رؤية مستقبلية و أهداف واضحة هو شخص ريادي,"
وأوضح أن المعيقات التي تواجه الريادي قائلا " مستوى الريادة يمكن ان يزيد او ينقص بحسب استجابة الريادي للظروف المحيطة, و عليه يجب على الريادي أن يحافظ على مستوى الريادة لديه في كل الظروف لكي يتمكن من صناعة مستقبله بالشكل الذي يريد, فالإصرار هو وقود النجاح لأن النجاح لا يأتي بيوم و ليلة و انما هو عبارة عن محصلة من الجهد و التعب و الاخفاقات و الانجازات "

وأكد على أن العالم على تزايد نسبة الريادين سنة بعد سنة من خلال طلبات الارشاد التي تقدم للحاضنات المشاريع الفلسطينية في قطاع غزة حيث تدل على  ان جميع الشباب الفلسطيني قابل ان يصبح ريادي ، لوجود اصرار على التمسك بحق البقاء في الحياة .  

وعن الوضع الاقتصادي الذي يعتبره الكثير من الشباب عائق لا يمكن تجاوزه وضح العالم لخبر كيفية تجاوزه قائلا " بكل تأكيد ان الوضع الاقتصادي يؤثر على المشاريع الريادية مثله مثل الوضع السياسي و الاجتماعي , و لكن تأثير الاوضاع جميعها تؤخذ بالحسبان عند التخطيط للمشروع الريادي "
ويضيف "  فلا يمكن أن ينتظر الريادي حتى تحسن الوضع الاقتصادي ليبدأ مشروعه, فالمشروع الريادي قادر أن يتخطى جميع المعيقات بما فيها الوضع الاقتصادي, لولا أن الوضع الاقتصادي صعب لما بادر الريادي بالتفكير بمشروع يخفف عنه اثار هذا الوضع الصعب ".
وشدد على ان المشاريع الريادية حل لبطالة أصحاب الأفكار الريادية و ليست حل للبطالة في المجتمع.
وأنهى العالم حديثه مع خبر بحكمة تتبع في عالم الريادة قائلا " الريادة سلوك ينتهجه الشخص لتحقيق رؤية محددة هو مؤمن بها و مصمم على تحقيقها, الدافع الحقيقي للتميز هو ما ينبع من داخل الشخص الريادي.