تحتفل المرأة الإماراتية، الجمعة، بيوم الاتحاد الـ51 في وقت تعيش فيه أزهى عصورها تمكيناً وريادة بدعم من القيادة الإماراتية.
ويعد عيد الاتحاد الـ51 هو أول يوم وطني في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي تولى مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
تعزيز دور المرأة
وفي كلمة وجهها بمناسبة اليوم الوطني الـ51 للاتحاد، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقا وعزة".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: "خلال المرحلة المقبلة، يتعزز دور المرأة الإماراتية في كل المجالات".
وتابع: "فلا يمكن لأي مجتمع في أي مكان وزمان أن يحقق ما يصبو إليه في أي ميدان من ميادين الارتقاء والنهضة من دون مشاركة المرأة".
مسيرة متواصلة
ويحيي الإماراتيون اليوم الوطني الـ51 بفخر بما قام به الآباء المؤسسون لكيان دولة الإمارات وعلى رأسهم قائد الوحدة وباني نهضة الغمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على مدار 5 عقود من الإنجازات والتنمية كانت المرأة شريكة فيها.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومواصلةً لمرحلة التمكين التي قادها رئيس الإمارات الراحل، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
يأتي الاحتفال بعيد الاتحاد الـ51 في وقت تؤكد فيه لغة الأرقام والحقائق والشهادات الدولية المتتالية أن المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي.
وتحتفل دولة الإمارات بيومها الوطني على وقع انتظار تحقيق إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء بإطلاق المستكشف "راشد" إلى سطح القمر، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
إنجاز تشارك فيه المرأة ممثلة بالدكتورة سارة المعيني مسؤولة أنظمة الاتصال والفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر في مركز محمد بن راشد للفضاء.
وسبق أن ساهمت المرأة في تحقيق إنجازات تاريخية لدولة الإمارات في قطاع الفضاء، كان أبرزها إسهامها البارز في تحقيق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
ويتميز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34% من فريق العمل، فيما يبلغ عدد أعضاء الفريق العلمي من النساء 80%.
كما سجلت المرأة الإماراتية أرقاما عالمية قياسية أيضا في قطاع الطاقة النووية الذي تصل نسبة تمثيل المرأة الإماراتية فيه إلى 20% من إجمالي القوى العاملة والتي تُعد واحدة من أعلى النسب عالميا.
9 وزيرات.. ريادة عربية
إنجازات تتوج دعم القيادة الإماراتية التي أعربت عن ثقتها في المرأة وقدراتها في مناسبات عدة، حيث سبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن "المرأة الإماراتية شريك أساسي في مسيرة نهضتنا وتقدم مجتمعنا".
وقد جسد أول تعديل وزاري في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ثقة القيادة بالمرأة ودعم تمكينها وإسهامها بالتنمية وصناعة المستقبل.
التعديل الذي جرى 22 مايو/ أيار الماضي احتفظت بمقتضاه وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن الوزارية التسعة، لتواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة بنحو (27.5%)، لتواصل تبوّء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
ويضم تشكيل الحكومة الإماراتية حاليا 9 وزيرات هن: ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب بالإمارات، وحصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع بالإمارات، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات، والدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة بالإمارات، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل بالإمارات، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب بالإمارات.
أما سارة بنت يوسف الأميري وهي التي كانت تشغل منصب وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات، فأضحت بموجب التعديل الأخير وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات، حيث أضيفت لها مهام جديدة تتعلق بالتعليم العام، كما تم استحداث منصب وزيرة دولة للتعليم المبكر، وتولت المنصب سارة عوض عيسى مسلم.
50 % من مقاعد البرلمان.. ريادة عالمية
أيضا يحل الاحتفال باليوم الوطني الـ51 ودولة الإمارات تحقق ريادة عالمية في مؤشر نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، وذلك بعد صدور قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لعام 2019 برفع نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى "50 في المائة".
وتبلغ نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية اليوم 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، نسبة تعد الأعلى في تاريخ مسيرة الحياة البرلمانية في دولة الإمارات، وعلى مستوى دول المنطقة والعالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
وفي إطار الحرص على تعزيز ثقافة المشاركة السياسية لدى المرأة واستعدادا لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي المقبلة 2023، أطلق الاتحاد النسائي العام في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نسخة جديدة من برنامج فاطمة بنت مبارك للتمكين السياسي بهدف بناء قدرات المرأة السياسية، في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين الاتحاد النسائي العام مع وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.
43 %.. تفوقا دبلوماسيا
على الصعيد الدبلوماسي، تتولى المرأة باقتدار وتقدم مهام وأدوارا بارزة.
وتشكّل النساء اليوم نحو 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، الأمر الذي يبرز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات.
كما تشغل المرأة الإماراتية منصب السفير في دول مختلفة، في الدنمارك ولاتفيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وبولندا، بينما تشغل لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، منصب سفير وممثل دائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وترأست مارس/آذار الماضي مجلس الأمن الدولي كأول سيدة عربية تحقق هذا الإنجاز.
ويؤكّد نهج الوزارة في تمكين المرأة الإماراتية على رؤية القيادة الإماراتية الحكيمة بدعمها وتمكينها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي، والعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في رسم المستقبل.
قفزة بالمؤشرات العالمية
كما يأتي الاحتفال باليوم الوطني الـ51 بعد شهور من تحقيق الإمارات إنجازا جديدا في يوليو/ تموز الماضي في ملف التوازن بين الجنسين بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وارتقاء أداء دولة الإمارات 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمها إلى المركز 68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز 72 عالمياً في نسخة العام الماضي.
إنجاز يعكس تقديراً عالمياً للتجربة الإماراتية الملهمة في دعم المرأة وما حققته المرأة من مكتسبات بفضل الرعاية التي تحظى بها من القيادة الرشيدة.
تعزيز الريادة
وفي خطوة تسهم بتعزيز ريادة الإمارات في مجال تمكين المرأة وتحقيق نقلة نوعية بملف التوازن بين الجنسين، تم في مارس/ آذار الماضي إطلاق استراتيجية التوازن بين الجنسين 2022 - 2026، التي تهدف إلى تحقيق ريادة الإمارات وتأثيرها عالمياً في هذا الملف، وتعزيز حضور المرأة في المناصب القيادية والقطاع الاقتصادي. وتستند الاستراتيجية إلى رؤية مستقبلية واضحة تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين.