لم يعد الحديث عن الاعدامات المباشرة للفلسطينيين حدثا استثنائيا من قبل قوات "الفاشية اليهودية"، فتلك سمة متلازمة مع بداية الغزو الاغتصابي والاحتلال الاحلالي، لكن جديدها، البعد الأيدولوجي المصاحب لكل فعل يتم.
خلال ما يقارب الـ 100 ساعة، أقدمت قوات "الفاشية اليهودية" على ارتكاب 9 عمليات اعدام ميدانية، تحت شعارها الذي استنبطته بعدما أقدمت على اعدام القائد في الجهاد تيسير الجعبري في أغسطس 2022، حيث اعترفت أن عملية "التصفية" جاءت وفقا لمعتقد "نوايا القتل المسبق"، دون ان يقوم به، ورغم انه مقيم في قطاع غزة وليس الضفة والقدس، ومن الصعب جدا الوصول الى خاصية رقابة "التفكير المسبق"، لكن حكومة "الثلاثي" لابيد غانتس وبينيت ومعهم منصور عباس، اتجهت لتكريس مبدأ مستحدث، سيصبح لاحقا مع حكومة "الرباعي الفاشي" نتنياهو سموتريتش بن غفير ودرعي، مبدأ ثابتا.
مساء يوم الجمعة، نفذ أحد جنود الجيش "الفاشي اليهودي" عملية اعدام نموذجية، عندما اقتحم تجمع لمجموعة من شباب بلدة حوارة بنابلس، وحاول الاعتداء على أحدهم فقاومه بيده، لكن الفاشي الصغير اعتبر تلك "إهانة" لهيبة كيانه العنصري، ان يقدم فلسطيني على رفض التعدي، فقام بتنفيذ عملية الإعدام على الهواء.
وسريعا أبرقت غرفة عمليات "البث الأمني العبري" عن وجود عملية طعن لأحد جنودهم، لتنكشف وسريعا جدا مكذبة الطعن، مع نشر فيلم توثيقي تفصيلي للجريمة الجديدة، فما كان من امر غرفة "البث الأمني" لدولة الكيان سوى تعديل روايتها، التي لم يمض عليها ساعة، بحيث ارتبط الأمر بأن الفلسطيني حاول خطف سلاح ذلك الجندي، بهدف القيام بعمليات ستؤدي الى مقتل العديد من "اليهود" المارين في الطريق الفلسطيني..
وعليه كان قرار الإعدام منطلقا من معادلة مستحدثة لمعادلة "التفكير المسبق" لتصبح "لو ..لم..لكان..لو لم يقم الجندي بقتل الفلسطيني لكان حدث قتل يهودي..
فيلم الإعدام وبيان تبرير الإعدام، وثيقة كاملة أن "الفاشية اليهودية" باتت تتصرف برؤية جديدة، نحو كسر شوكة النمو الكفاحي المتنامي والمتفرق في بعض مناطق الضفة والقدس، كي لا يصبح حركة انتفاضية شاملة، تربك كل مخططهم التهويدي العام، وأيضا تضعهم في مشهد كوني لن يكون كما كان في عام 2000، بما حاولت تقديمه من "ذرائع" كاذبة، وقع فيها البعض الفلسطيني والعربي وطبعا الدولي بمساعدة أمريكية كاملة...
تطور المواجهة الكفاحية في الضفة والقدس، قد يقود الى فرض التغيير الإجباري لموقف السلطة الفلسطينية، التي لا تزال تقف "حائرة" للبحث في طريق خيارات كررتها مرارا، وتهدد بأنها لن تبق متفرجة، ورغم كل جرائم العدو اليومية، لا تزال متفرجة، لكن خروج نمط المواجهة من عمليات متفرقة تفتقد أحيانا العمق الشعبي، الى فعل ثوري شامل، سيفرض تغييرا بكل السلوك الرسمي.
دولة الكيان، تعلم يقينيا، أن تفاعل الغضب العام في الضفة والقدس، والذهاب لمواجهة تحتوي جانب عسكري، سيكسر ظهر "معادلتها الذهبية" مع حكم حماس في قطاع غزة، بحيث يصبح من الصعب جدا بقاء قوى وخاصة الجهاد، في موقف المتفرج فقط كي لا تغضب حماس ومصالحها.
ولذا تغيير قواعد الإعدام التي كانت تمارس بشكل انتقائي..تتجه لتصبح "النمط السائد" كمحاولة ترهيب مسبق من الذهاب نحو حسابات تربك كل الحساب القديم، اعتقادا أن العقاب المتوقع لن يكون ابدا وفقا لحجم الجريمة، في ظل الموقف الأمريكي – الأوروبي، وموقف السلطة الفلسطينية التي تحاول جاهدة ان لا تخرج من دائرة "التهديد بالتهديد"، و"وصف جرائم الحرب" بأنها تمثل خروجا...
ترك جريمة الحرب التي نفذها أحد جنود "الجيش الفاشي"، مع بيان تبريرها، تمر دون "عقاب رسمي فلسطيني"، سيكون بوابة الانطلاق لـ "شرعنة" كل ما سيكون جرائما وحركة اعدامات ميدانية، فدون "تدفيع الفاشي ثمنا"، وسريعا لن يقف عما سيكون ضمن معادلة القتل المستحدث (لو..لم ..لكان).
ليتذكر من عليه أن يتحرك، أن العالم لا ينظر لشاكي ولا لباكي ولا للاطم...فالمرتعشون لا يستحقون سوى التجاهل والسخرية!
ملاحظة: "النكبة" تعبير يصيب دولة الفاشيين المعاصرين بهوس خاص..حرب ضد فيلم بثته "نتفليكس".. وجنون في الأمم المتحدة بعد قرارها بإحياء يوم النكبة..تفاصيل صغيرة لكنها طاقة فعل في مواجهة الجريمة.
تنويه خاص: وزير خارجية أردوغان بيقول أنه "تطبيع العلاقات مع إسرائيل مش خيانة لفلسطين"..هيك كلام كان قبل كم من شهر لجماعته في فلسطين جريمة كبرى..اكيد من اليوم حتصير "وجهة نظر"..التجارة السياسية مش دايما شطارة يا مش ذكي...!