أعلنت شبكة "الجزيرة" الإعلامية في قطر، اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر 2022، عن رفع قضية اغتيال الإعلامية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت الشبكة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن هذا الإجراء يأتي بعد مرور ستة أشهر منذ الاغتيال الوحشي لشيرين، أجرى خلالها الفريق القانوني للشبكة تحقيقا دقيقاً ومفصلاً في القضية، وكشف عن أدلة جديدة تستند إلى روايات شهود عيان وفحص لعدد كبير من مقاطع الفيديو والأدلة الجنائية المتعلقة بالقضية.
وقالت "تبرز الجزيرة في الملف المرفوع إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن الأدلة الجديدة المقتبسة من تصريحات الشهود ولقطات الفيديو تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأن ادعاء السلطات الإسرائيلية بأنها قتلت خطأ خلال تبادل لإطلاق النار، ادعاء لا أساس له".
وأضافت: تؤكد الأدلة المقدمة إلى مكتب المدعي العام أنه لم يكن هناك أي اشتباك أو إطلاق نار في المنطقة التي كانت فيها شيرين، باستثناء الطلقات التي استهدفتها وزملاءها بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال. وكان الصحفيون في مكان مرئي بوضوح، ويسيرون ضمن مجموعة ببطء على الطريق، مرتدين ستراتهم وخوذهم الإعلامية المميزة، ولم يكن هناك أشخاص آخرون، وتقوض هذه الأدلة النتائج التي خلص إليها تحقيق الجيش الإسرائيلي، وتشير إلى أن هذا القتل المتعمد كان جزءًا من حملة أوسع لاستهداف الجزيرة وإسكاتها.
ورحبت الشبكة باهتمام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، والهيئات المدافعة عن حرية الإعلام بالقضية، ومواصلتها الدعوة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.
كما وبينت الشبكة، أنها ستعقد بعد تقديم الملف مؤتمراً صحفياً في لاهاي، يحضره ممثلون من الفريق القانوني للشبكة، وأفراد من عائلة الراحلة، وصحفيون، ومسؤولون من منظمات حقوقية وهيئات مدافعة عن حرية الإعلام، مجددة التزامها بتحقيق العدالة لشيرين، عبر اتخاذ كل الإجراءات والسبل المتاحة لمحاسبة قتلتها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، جددت تأكيدها في يوليو الماضي، على أن فحص الرصاصة التي استهدفت الإعلامية أبو عاقلة "تحمل الجنسية الأمريكية"، أجراه خبيران تابعان لفريق التحقيق الأمريكي، غداة جدل حول هوية الجهة التي فحصت هذا المقذوف.
وكانت واشنطن، أعلنت سابقًا أن محقّقيها خلصوا إلى أنّ الرصاصة التي قتلت الصحافية في قناة "الجزيرة" القطرية أُطلقت "على الأرجح" من موقع إسرائيلي، مشدّدة على عدم وجود ما يدعو للاعتقاد بأنّ مطلق الرصاصة تعمّد قتل أبو عاقلة.
لكن فيما كانت الولايات المتّحدة تعلن نتيجة تحقيقها، أعلنت إسرائيل أنّ خبراء تابعين لها فحصوا الرصاصة التي رفضت السلطة الفلسطينية رفضاً باتاً تسليمها للجانب الإسرائيلي قبل أن توافق على مضض على تسليمها للجانب الأمريكي.
وكانت السلطة الفلسطينية وقناة "الجزيرة" اتّهمتا إسرائيل بقتل أبو عاقلة في 11 أيار أثناء تغطيتها عملية لجيش الاحتلال في جنين بالضفة الغربية المحتلة.