عرضت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، بالشراكة مع مسرح وسينماتيك القصبة في رام الله، مساء يوم الثلاثاء، فيلم "الطنطورة"، الذي يوثق مجزرة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قرية الطنطورة المهجرة عام 1948.
وحضر العرض، أعضاء في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وقال وزير العدل محمد الشلالدة: "إن فيلم "الطنطورة" يمثل وثيقة ذات قيمة قانونية مهمة جدا لمساءلة وملاحقة السلطة القائمة بالاحتلال منذ عام 1948، بارتكابها العديد من الجرائم التي ترتقي لوصفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية".
وأضاف: "أنّه من خلال الفيلم يتضح أن مجزرة الطنطورة هي جريمة إبادة جماعية مخالفة لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليه لعام 1948، وأنه كآلية قانونية فلسطينية يمكن الاعتماد على الفيلم باعتباره تحقيقًا جنائيًا بالأدلة والإثباتات والشهادات الحية، وأنه من خلاله نستطيع مقاضاة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية اعتمادا على كون فلسطين طرفا في الاتفاقية".
وأشار الشلالدة إلى أنّ مسؤولية جنائية تترتب على "إسرائيل" تتحمل فيها المسؤولية القانونية، وأن أركان الجريمة تتمثل النية والقصد الجنائي بقتل جماعي منهجي وواسع النطاق ليس فقط في الطنطورة، وإنما في أكثر من 500 قرية فلسطينية تمت إبادتها.
وتابع: "لا بد من إحياء هذا الملف لمساءلة "إسرائيل|، كسلطة قائمة بالاحتلال، ليس فقط فلسطينياً وإنما من خلال التشريعات العالمية الوطنية التي تسائل "إسرائيل" في هذا الجانب، وأنه لا بد للسلطة القائمة بالاحتلال أن تعترف بارتكاب هذه الجريمة المخالفة لكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، لما يترتب عن اعترافها من آثار قانونية لجبر الضرر والتعويض لضحايا المجزرة".
وأردف: "إنّ الفيلم يستحق التقدير والثناء من دولة فلسطين لفضحه للسياسة الإجرامية الاسرائيلية، باعتباره وثيقة تتمتع بقيمة قانونية هامة في القانون الدولي والقانون الدولي الجنائي، وأنها إثبات وشهادة حية على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، والتي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون إلى يومنا هذا، من خلال إنكار "إسرائيل" حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينية.
ويعرض الفيلم الوثائقي "الطنطورة" الذي أنـــتج عـــام 2022 شــهادات لجــنود إســرائــيليين كــانــوا جــزءا مــن لــواء الكســندرونــي فــي الــجيش الإســرائــيلي، والــذي نــفّذ مجــزرة الــطنطورة عــام 1948، فــي وقــت تــصر فــيه "إســرائــيل" على إنكار المذابح التي قامت بها ضد الفلسطينيين.
والـفيلم مـبني عـلى دراسـات أكـاديـمية ويسـتعرض وثـائقا وتـوثيقاً لـشهادات جـنود وقـيادات لـلواء الكســندرونــي الــذي نــفذ المــذبــحة، ويــفتحُ الــنقاش بــشأن الانــعكاســات عــلى مــلفات المــجازر الــتي ارتُـــكبت بحق شـــعبنا، والـــتحولات عـــلى كـــيفية تـــعامـــل إســـرائـــيل مـــع هـــذه المـــذابـــح مستقبلاً.
وأنتج الفيلم كل من: ألون شفارتس - شاؤول شفارتس - مايكن باييرد، وكتب السيناريو: ألون شفارتس - شاؤول شفارتس - خليل إفرات، والفيلم من إخراج: المخرج الإسرائيلي ألون شفارتس.