هل نسينا شيئاً ؟ هل يقتلوننا كل يوم ؟

zenIj.jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 يشعر الفلسطينيون أن ظلما كبيرا وقع عليهم وأن مواقفهم هذه المرة قد تغيرت تماما ولن تعود كما كانت ، وأن قتلا بشعا يمارس ضد شعب الارض المحتلة .

لم تعد نشرات الأخبار تكفي لنقل الاحزان ، وصارت الكاميرات تخجل من عيون امهات الشهداء التي تتركنا في بحر الدموع والأوجاع . والشهداء يتركون لنا أسئلة كبيرة لا نستطيع الاجابة عليها ؛ أسئلة لم نستعد لها :

لماذا بدا لي صوت الصديق الغالي فتحي خازم وهو يرثي ولده الشهيد رعد الخازم مختلفا عن صوته وهو يرثي ولده الثاني عبد الرحمن ؟

لماذا نسمع صوت الرصاصة التي تصيب قلب الحبيب تشلع السماء شلعا ، وتجفل الطيور . وبالفعل تكون تلك الرصاصة في تل اللحظة قد قتلت حبيبا غاليا انتظرنا عودته ولكنه لن يعود .

لماذا يكرهوننا لدرجة أنهم يقتلوننا ويقتلون أطفالنا أمام أعيننا . ولماذا لم نكرههم لدرجة نقتلهم ونقتل أطفالهم ؟

كيف نقنعهم أننا لن ننسى، ولن نغفر ، ولن نقبل غير فلسطين وطنا . كيف نقنعهم اننا لن نتراجع ولن نتغير ولو بعد الف عام ، وان فلسطين هي الماضي وهي الحاضر وهي المستقبل .

متى يدركون أنهم مجرد طيور مهاجرة . وان الشتاء سيمر سريعا سريعا وان الطيور ستعود الى اوروبا مهما طال الشتاء.

في بيوت عزاء الشهداء .. بات الكلام قليلا، وباتت النظرات أكثر حدة . عشرات الاف المشيعين وبطل واحد للقصة .

في خيمة عزاء الشهيد عمر مناع في الدهيشة .جاء الجميع ومن مختلف الديانات والاحزاب والأجيال . ولفت انتباهي صورة وديع حداد وغسان كنفاني وياسر عرفات وجورج حبش وابو علي مصطفى . وكأنهم حضروا من جديد لتدشين المرحلة القادمة .

يترك الفلسطينيون خيمة وينتقلون الى خندق جديد .

يتركون حاجزا عسكريا ليزرعوا بستانا .

يتركون ولدا ليستردوا وطنا.

يتركون قصرا ليسكنوا زنزانة توفر لهم كرامة جيل .

في احدى قصائد ابو ايليا الماضي يقول ( قد سألت البحر يوما

هل انا يا بحر منك

ضحكت امواجه مني وقالت:

لست أدري ) .

اما نحن

فلن نسأل البحر

بل يسألنا البحر

فنحن ندري

ونحن نعلم

ونحن هنا باقون.