أطلق بطريرك القدس وسائر الأعمال فلسطين والأردن، غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، ليلة أمس الجمعة، احتفاالت أعياد الميلاد المجيد من باب الخليل بمدينة القدس، في احتفال شعبي مهيب، وبحضور رؤساء الكنائس وممثليهم، واستعراض فقرات ميلادية مبهجة شارك فيها مجموعات كشفية مختلفة.
وقال غبطته في كلمة أمام من شرفة فندق الأمبيريال المُهدد بالاستيلاء عليه من قبل الجمعيات الصهيونية المتطرفة "إن نور الأنوار، شمس البر، الذي انبثق من مغارة الرجاء في مدينة بيت لحم المقدسة، هو المسيح نفسه، الكلمة المُتجسدة. أشرق هذا النور مرة أخرى في هذه المدينة المقدسة من قبر الرجاء، عندما أقام الآب ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. وهكذا فإننا اليوم، كأبناء وبنات لنور شمس البر وأمل قيامة المسيح، نُبَارك بإضاءة شجرة عيد الميلاد هذه، التي تقف كرمز لهذا النور وهذا الرجاء".
وأضاف: "ندعو الله أن يسطع هذا النور في قلوب وعقول حكام هذا العالم وكذلك في قلوب وعقول من يحكم منطقتنا، حتى يعمنا السلام والعدل والمصالحة."
وتابع في خطابه الاحتفالي في إضاءة شجرة عيد الميلاد بحضور شخصيات وطنية ودينية وممثلين عن السلك الدبلوماسي بمن فيهم القاصد الرسولي: نحتفل بكل ما يمثل الشخصية الحقيقية للقدس والأرض المقدسة وتجربتنا الفريدة التي تعود إلى قرون من حياتنا المُتعددة الثقافات والأعراق والأديان معًا، وتاريخنا في التعايش والاحترام المتبادل.
وأشار إلى أن هذا تذكير قوي بأن القدس هي منارة للعالم كله، خاصة في مواجهة الاضطرابات والعنف التي تؤثر على حياة الكثيرين، منوهًا إلى أن المسيحيين أصبحوا هدفًا لهجمات متكررة ومستمرة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة، خاصة في المدينة المقدسة.
وبيّن غبطة البطريرك، أنه منذ عام ألفين واثني عشر، ارتُكبت جرائم لا حصر لها ضد المسيحيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية واللفظية على الكهنة، وتم شن هجمات على الكنائس، وتم تخريب الأماكن المقدسة وتدنيسها بشكل منهجي، بالإضافة إلى الترهيب المستمر للمواطنين المسيحيين الذين يسعون الى عيش حياة طبيعية كما أعطاهم الله هذا الحق. هذه الجماعات المتطرفة ترتكب جرائمها في محاولة متعمدة لطرد المسيحيين من القدس وأجزاء أخرى من الأرض المقدسة.