حرصت حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الـ35 والتي أحيتها في مهرجان جماهيري بمدينة غزّة، على إعادة ملف الأسرى إلى الواجهة من جديد عبر الكشف عن سلاح الجندي هدار غولدين، والذي اغتنمته كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أثناء عملية الاختطاف دون كشف مصيره.
كذلك أعاد اليوم الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، الحديث مُجدداً حول الملف بإرسال رسائل للجمهور الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية والقدس المحتلة وكذلك للاحتلال الإسرائيلي.
حديث متزامن من المستويين السياسي والعسكري
لعل أبرز رسائل أبو عبيدة، كانت باتجاه إعطاء الأولوية لملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بقوله: "إنَّ قرار زيادة غلة الجنود الأسرى ما زال ساري المفعول في كتاب القسام، وهو تحت التنفيذ في ظل تعنت الاحتلال في ملف تبادل الأسرى"، مُضيفاً: "إنَّ العدو سيندم على تعنته، وخياراتنا مفتوحة، حول هذا الملف".
كما كشف رئيس حركة حماس في غزّة، يحيى السنوار، في كلمته بمهرجان انطلاقة حماس الـ35، يوم الأربعاء الماضي، عن الشروط التي وضعتها حركته في آخر مفاوضات لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، قبيل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
وتتمثل هذه الشروط في الإفراج عن معتقلي صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، والإفراج عن الأسيرات والأسرى الأطفال والمرضى وعلى رأسهم القائد في كتائب الأقصى، الأسير المريض ناصر أبو حميد، والأسير المريض وليد دقة، بالإضافة للإفراج عن الأسرى القدامى والإفراج عن الجثامين المحتجزة. ثم نكمل كما كان في صفقة "شاليط".
اقرأ أيضاً: السنوار.. نُمهل الاحتلال وقتاً لإتمام الصفقة وإلا سنُغلق الملف للأبد
وقال السنوار: "إنَّ المفاوضات مع الاحتلال انقطعت بسبب الانتخابات الإسرائيلية"، لكِنه عاد لتهديد الاحتلال بالقول: "سنُمهل الاحتلال وقتاً محدداً لإتمام هذه الصفقة، وإلا سنُغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد، وسنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا".
وبحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فيبلغ مجمل أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 4750 أسيرًا وأسيرة، من بينهم 33 أسيرة، و160 طفل أسير، و820 معتقلاً إداريًا، موزعين على 19 سجنًا و4 مراكز تحقيق ومركزين توقيف.
تحقيق إنجاز شعبي
من جهته، رأى الباحث السياسي، جهاد حرب، أنَّ "حركة حماس تسعى لإعادة ملف الأسرى إلى الأجندة في ظل تراجع قدرة الحركة أمام الجمهور الفلسطيني، وذلك من أجل تحقيق إنجاز بالإفراج على الأسرى الفلسطينيين، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة شعبيتها من جديد".
وقال حرب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "حماس تُحاول تحقيق هذا الإنجاز لإعادة شعبيتها التي تراجعت بعد عدم انخراطها في المواجهة التي جرت بين الجهاد الإسلامي والاحتلال الإسرائيلي في أغسطس الماضي، وكذلك تصاعد الحالة النضالية في الضفة الغربية".
وبالحديث عن خيارات حماس المفتوحة- كما هددت- لإتمام صفقة تؤدى للإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، بيّن حرب، أنَّ "الخيار الأساسي هو الإبقاء على رفات الجنود الإسرائيليين بالإضافة إلى الأسيرين الآخرين لديها لأطول فترة ممكنة؛ للاستمرار بالتفاوض دون كشف معلومات واضحة عن مصير الجنود سواء أموات أو أحياء".
وأكمل: "تُحاول حماس الإبقاء على الجنود دون كشف مصيرهم، أو أسر جنود جُددد، لكِنها تجد صعوبة في تحقيق ذلك سواء في غزّة أو الضفة الغربية".
وعن توفر مصلحة للاحتلال الإسرائيلي؛ لإبرام صفقة تبادل مع حماس، في ظل صعود اليمين المتطرف، قال حرب: "إنَّ هذه الصفقة قد تُبرم من قبل الحكومة الجديدة بزعامة نتنياهو، من أجل زيادة شعبيتها؛ لكِن تركيبة الحكومة لا تتيح فرص قريبة للوصول لاتفاقات مع حماس وتبادل أسرى للإفراج عن أسرى فلسطينيين أو قيادات من أسرى فلسطينيين أو أسرى من أصحاب المحكوميات العالية".
وختم حرب حديثه، بالقول: "إنَّ عقد صفقة تبادل أسرى، مرتبط بتطور المفاوضات بين حماس وإسرائيل، والوسطاء بهذا الشأن؛ وبالتالي الاحتمالية واردة لحصول ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ حكومة الاحتلال، لديها صعوبة كبيرة في التفكير بإبرام صفقات مع حماس أو مع السلطة الفلسطينية".