شكرا قطر..شكرا للثلاثي "ميم"..وشكرا لجماهير صنعت براية فلسطين أفقا!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 وأخيرا.. بدأت رحلة عربية جديدة مع كأس العالم بتنظيم فاق كل ما سبق، وتأثير لن ينتهي بنهاية الفوز التاريخي للاعب تاريخي باللقبين الأهم في مسابقة عاشها الكوكب الأرضي ما يقارب الـ 30 يوما...بصمة بدأت بافتتاح اعتبر أسطوريا ونهاية ستبقى في الذاكرة الى أبد التنظيم، برفع كاس عالم بيد لاعب يرتدي "عباءة" رمز منطقة دوما تستحق أفضل.

بلا أي ارتعاش، صنعت قطر من كأس العالم حدثا خاصا، لم يكن فقط متعة كروية، ربما كانت الأقل عما سبق من كؤوس عالم، عدا النهائي والذي يراه البعض الأفضل تاريخيا، مسابقة تزاوجت فيها، دون ابتذال، مشاعر العلاقات الإنسانية خالية "الغطرسة والتوافق" بلا عنصرية أو دونية، مشاعر صنعت لوحة جديدة من تفاعل بين "خليط إنساني كوني"، يرقصون يغنون يفرحون يحزون بكل لغات الأرض، فوق أرض عربية لم يسجل بها وعليها، ما يمكن أن ينال مما فعلته "فخرا" تنظيما وإدارة وصناعة متعة رياضة وإنسانية...

"30" يوما كانت البصمة العربية طاغية على الحدث الكوني، دون أن أي ابتذال في التعامل العام، ستبقى جزءا حيا فيما سيكون لاحقا، ولن يكون قادم أحداث كأس العالم كما قبل مونديال قطر، بنسخة قد تكون استثنائية، مظهرا وتفاعلا وتعايشا إنسانيا بكل اللغات الحية.

كلمة شكرا قطر، هي التعبير الأقل تقديرا لما فعلت بلد صاحبها تهم الأرض بعدما فازت بالتنظيم، فكان ردا بفعل الفعل الذي سيبقى في الذاكرة البشرية الجمعية..ويذهب فعل الكلام الى مياه الخليج غارقا.

ومنذ بدايات كأس عالم مختلف، كان الحضور الكروي العربي (عدا منتخب البلد المضيف)، مختلفا وكسر، وربما الى ما لا نهاية، تعبير "التمثيل المشرف"، مع فوز سيبقى قوة دفع سجله منتخب السعودية على الفريق البطل الأرجنتين، رغم تعثر مفاجئ بعد فرحة خاصة، ولتونس فرحة هزيمة فرنسا، فيما قفز المغرب الى مكانة الأبطال، رغم ما تعرض له ظلما بيًنا في مباراتين كان لهما ان تضعه في نهائي خيالي.

ولعل المتعة التي منحت كأس العالم في نسخته العربية نكهة خاصة ومختلفة، ما فعله "ثلاثي الميم"..منتخب المغرب فريق كروي صنع تاريخيا جديدا بفريق ومدرب ربما ما كان يعرفه الكثيرون، ليصبح الأفضل خلال أقل من شهر زمني، منتخب بعث الطاقة الإيجابية في نصف مليار عربي، كسر العلاقة بين الحاكم والمحكوم..منتخب صنع مجد خاص، وخرج بمجد خاص بل وحسرة لم يعشها عربي يوما، بأن المغرب ليس شريكا في النهائي كونه كان أفضل..المغرب أنتج فعل الفرح لأمة أصابها كثيرا مما لا يجب أن يصيبها.

وكان للثنائي "ميسي ومبابي" دورا في أن يكون نهائي كأس العالم هو الأعظم في تاريخ تلك المسابقة..نهائي خرج عن كل توقعات مسارا ولعبا ونتيجة..ثنائي "ميم" صنع مجدا إسطوريا لمعنى كرة القدم، لاعب ربما غالب البشرية كانت الى جانبه ليرفع كأسا طال انتظارها، موهبة من طراز خاس اسمه ميسي، وحد مشاعر الكون لتراه منتصرا..وآخر أجبر الفرحين بفوز من تمنوا أن يروه خارقا وقادما وربما استثنائيا مزيج بين الفن والقدرة، لاعب خليط بين موهبة الفنان وقوة خارقة...ثنائية في واحد كان جزءا من المشهد عندما ذهب رئيس فرنسا مواسيا دون غيره..حزن يمثل رسالة الى كل من يبحث عن صناعة الفخر الوطني.

وفي قلب ذلك الحدث العجيب، كانت فلسطين الحاضر الخاص في المسابقة الأبرز...رايتها كانت الأعلى بين رايات المشاركة الرياضية... جماهير ولاعبين من بلاد المحيط الى الخليج لا تكتمل فرحتها دون أن ترفع راية فلسطين الوطن.. لتفتح أفق حرية لدولة تنتظر قرار إطلاق سراحها من اعتقال طال زمنه...

كل ما كان من فعل التنظيم الإبهاري، يعيد بعضا من صناعة ما كان فخرا في بلادنا ولأمتنا وشعوبها..الذي يجب أن يكون سمة وليس استثناءا.

شكرا قطر..شكرا الثلاثي ميم ..شكرا لجماهير قالت أن فلسطين هي الثابت الذي لم يغب، ولن يغيب، أي كان فعل العابرون بفعلهم العابر!

ملاحظة: تشييع جنازة "شهداء لقمة العيش" في غزة، كشفت المكونات الفصائلية وخاصة حكومة الخطف العام، كم هي خارج الإحساس الوطني...وكأن الأمر كان حادث سير وليس اعدام مسبق...العار سيبقى مرادفا لكم الى ان يتطهر الناس من بقاياكم!

تنويه خاص: وقاحة المسؤولين الأمريكان فعل مستدام...سفير رأس الحية في تل أبيب اليهودي توم نيدس يحاول سريعا "تبيض" صفحة حكومة الفاشية المستحدثة عبر مديحه لراسها السام...مبروك لمن سيبقى منتظرا "الًزبد الأمريكاني".