مفاوضون إيرانيون وأوروبيون يجتمعون في الأردن لاستكمال المباحثات النووية

المباحثات الايرانية الاوروبية
حجم الخط

عمان - وكالة خبر

اجتمع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومسؤول من الاتحاد الأوروبي معني بتنسيق المحادثات النووية مع إيران إنريكي مورا، اليوم الثلاثاء، في الأردن.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، أن بوريل كتب على تويتر قبيل مؤتمر إقليمي يستضيفه الأردن، أنه عقد "اجتماعا ضروريا مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في الأردن، وسط تدهور العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي".

وأضاف "شددنا على ضرورة الوقف الفوري للدعم العسكري لروسيا والقمع الداخلي في إيران. اتفقنا على أنه يتعين علينا إبقاء الاتصالات مفتوحة والعودة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) على أساس مفاوضات فيينا".

وكان عبد اللهيان، قد اعتبر بالأمس أن القمة الإقليمية التي يستضيفها الأردن هذا الأسبوع قد تشكّل "فرصة" لتحريك المباحثات المتعثرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، وأبدى أمله في حصول "تغيير في المقاربة الأميركية التي شهدناها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأن يتصرف الجانب الأميركي بطريقة واقعية".

وأكد على تحميل بلاده الطرف الآخر خصوصا الولايات المتحدة، مسؤولية عدم انجاز المباحثات، دعيا للاختيار "بين النفاق وبين طلب إنجاز اتفاق وعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، الاسم الرسمي للاتفاق النووي.

وخلال الأسابيع الماضية، تراجع التركيز على ملف المباحثات النووية في العلن بينما تشهد إيران منذ 16 أيلول/ سبتمبر، احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، على خلفية عدم التزامها قواعد اللباس الصارمة. وأثارت التحركات توترا إضافيا بين إيران ودول غربية عدة أبدت دعمها للمحتجين وفرضت عقوبات على طهران بسبب "قمع" السلطات للاحتجاجات.

وشكّل العثور في مراحل سابقة على آثار يورانيوم في مواقع لم تصرّح إيران بأنها شهدت أنشطة نووية، نقطة تباين أساسية خلال المباحثات. وتطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران منذ أشهر، بتقديم ايضاحات بشأن العثور على هذه المواد في ثلاث منشآت على أراضيها.

وفي إطار استكمال البحث بهذا الملف، زار وفد من الوكالة التابعة للأمم المتحدة، طهران حيث عقد لقاءات مع مسؤولين بينهم رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، وفق وكالة "إيسنا".

وأوضحت الوكالة، الإثنين، أن الوفد الذي ترأسه نائب المدير العام، ماسيمو أبارو، "غادر طهران إلى فيينا بعد زيارة استغرقت يوما واحدا"، مشيرة إلى أنه ناقش مع الجانب الإيراني خلالها "قضايا الضمانات والتعاون والبرامج المستقبلية المشتركة".

من جانبها، أفادت وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية، بأن وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرى محادثات مع فرق إيرانية واجتمع مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي. وأضافت الوكالة أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بخصوص "التعاون والبرامج المشتركة المستقبلية إضافة إلى القضايا ذات الصلة بالضمانات".

وتثير قضية المواقع توترا بين إيران وكل من الوكالة ودول غربية. ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، انتقد مجلس محافظي الوكالة مرتين عدم تعاون إيران في هذه المسألة. وردت طهران في الأولى بوقف العمل بكاميرات مراقبة عائدة للوكالة في منشآتها، وقامت عقب الثانية بالمباشرة بإنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% في منشآة فوردو.

وسبق للغربيين ان انتقدوا طلب إيران إغلاق ملف المواقع غير المعلنة قبل إحياء الاتفاق النووي، ودعوها للتعاون مع الوكالة لحلها من خلال توفير أجوبة تقنية موثوقة. من جهتها، تعتبر طهران القضية "مسيّسة" وجزءا من اتهامات ضدها.

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية، بأن المستشار الكبير للمرشد الأعلى، كمال خرازي، قال في مؤتمر بالعاصمة طهران إن موضوع الضمانات النووية هي القضية العالقة المتبقية لإحياء الاتفاق النووي.

ونقلت الوكالة عنه قوله إن "إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها حسب الاتفاق النووي. الكثير من المشكلات في المفاوضات وجدت طريقها إلى الحل والقضية الوحيدة المتبقية الآن هي الضمانات". وأضاف أنه "نأمل أن تُحل هذه المسألة أثناء زيارة وفد الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) إلى طهران".