بوركت يا ناصر وبوركت الأرض التي نسلتك والأم التي ولدتك، والروح العظيمة التي سكنتك، والشهادة التي صارت هواك.
تستحق مجدك أيها القائد، ومسك الأرض التي سَتضُمّك وزغاريد السماء المجلجلة لاستقبالك، يا لمجدك أيها الشهيد، يا لعزك ويا لعز أرض احتضنت الشهداء .. صانعو مجداً لا يساويه أيّ مجد ولا يقاربه أيّ عز.
أيها القائد؛ وكم يليق بك اللقب.. أيها الأمين، يا من ارتفع على الهتاف المتوقد العالي، يا من علت به الرتب مترفعاً عن غثاء الكلام ورماد الألقاب، فنلت من المجدِ أعلى مراتب الشرف بحضورك المغاير…
أيها الصادق؛ ما عرفناك إلا مثالاً للالتزام، متواضعاً كسنابل العطاء، عظيم الهمة بصلابة الصوان، نقي القلب والسريرة كبراءة الأطفال، فطوبى لك ولإرادتك .. وطوبى لنا بك قائداً فلسطينياً فتحاوياً، ومناضلاً وأسيراً حرّاً.
أمثالك فقط مَنْ ينضوي اسمه في كتاب "الخالدون" فقيداً برتبة شهيد تزفه الملائكة إلى جنة عرضها السموات والأرض، أعد الله الفردوس الأعلى منها للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقاً.
الشـهــيد القائد "ناصر أبو حميد" في سطور :
اعتُقل للمرة الأولى بعمر 13 عاماً، كما اعتقل عام 1990 بعد إصابته إصابةً بالغة برصاص الإحـتـلال، وحُكم بالمؤبد ولم يتجاوز عمره 18 عاماً.
وأُعيد اعتقاله بين العامين 1996-1999 وتعرض لعدة محاولات اغتيال.
وبعد طول ملاحقة أعتقله الإحـتـلال في العام 2002 ، وبعد تحقيقٍ قاسٍ حُكم بالسجن المؤبد (7) مرّات و(50) سنة حيث كان أحد قادة الجناح العسكرري لحرركة فــتـح .
وواجه أبو حميد ظروفًا صحية قاسية جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الإحـتـلال ، حتّى ثبت منتصف العام2021 إصابته بسرطان في الرئة، أساسه جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، عدا عن ذلك، فهو شقيق الشـهـيد عبد المنعم أبو حميد المعروف، وشقيق االأسـيـر نصر المحكوم (5) مؤبدات، وشريف المحكوم( 4) مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدين و(30) سنة، وإسلام المحكوم بمؤبد و(8) سنوات.
كما هدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد (5) مرات، كان آخرها عام 2019، وقضى في سجون الإحـتـلال أكثر من (30) سنة.
وربما لا يوجد بالعالم كله أم كأم ناصر، إذ قتل الاحـتلال أحد أبنائها وحكم على الخمسة الباقين بالسجن المؤبد: عبد المنعم: شهيـد، ناصر: 7 مؤبدات، نصر: 5 مؤبدات، شريف: 4 مؤبدات، محمد: مؤبدين، إسلام: مؤبد".
وهذه وصية "ناصر" قبل رحيله الى علياء المجد:
"أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مطمئن وواثق بأنني أولاً فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر وتعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة".
"وأنا مش زعلان من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم".