لقي 8 شبان فلسطينيين من قطاع غزة، حتفهم، في أعقاب غرقهم قبالة السواحل التونسية لدى محاولتهم الهجرة إلى أوروبا.
ووصلت جثث الشبان الثمانية إلى قطاع غزة، قبل ثلاثة ايام عبر مصر، وكان في استقبالهم ذووهم الذين استقبلوهم بحزن مغضب شديدين قبل أن يواروهم الثرى بعد ساعات.
وفي أعقاب تشييع جثامين الشبان الثمانية إلى مثواهم الاخير، حملت فصائل غزة الجانب الاسرائيلي مسؤولية ما حدث.
وناشدت السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال السفير أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية، الفلسطينيين، "الامتناع عن أساليب الهجرة غير الشرعية، وعدم الوقوع في مصيدة تجار الموت، في البحار، وعصابات الاتجار بالبشر وأعضائهم، حتى لا تتكرر هذه المأساة".
وحسب مصادر حقوقية، توفي أو فُقد منذ عام 2014، أكثر من 360 فلسطينياً من قطاع غزة في البحر خلال محاولات اللجوء والهجرة إلى أوروبا.
وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس "حماس تنعى الشهداء الثمانية وتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات حصاره الظالم لقطاع غزة، واستمرار عدوانه على شعبنا، وتسببه بأزمات إنسانية كبيرة لأهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وعلى كل الأطراف والجهات الدولية والإنسانية والحقوقية، العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف سرقته لثروات وموارد شعبنا".
وأضاف قاسم: سنواصل نضالنا المشروع مع كل قوى شعبنا من أجل كسر الحصار الظالم على قطاع غزة، وتحقيق العيش الكريم لأبناء شعبنا الفلسطيني، وعدم السماح للاحتلال من تحقيق أهدافه من حصاره لشعبنا.
ويقول المحلل السياسي محمد عوض إن المسؤولية تقع في الأساس على الجانب الاسرائيلي لأنه يحاصر قطاع غزة، منذ العام 2006، ويرفض كل محاولات رفع الحصار رغم النداءات الدولية المتكررة.
وأوضح عوض أن حركتي حماس وفتح، تتحملان جزءا من المسؤولية بسبب استمرار الانقسام الداخلي، الذي أدى لفصل قطاع غزة عن العالم الخارجي، فأضحت فرص العمل معدومة، والرواتب مقطوعة، ناهيك عن الفقر المدقع الذي يعانيه المواطنون المحليون في القطاع.
واعتبر المحلل السياسي أحمد درويش أن هذه الحوادث لن تنتهي بل ستزداد في ظل محاولات أهالي قطاع غزة للبحث عن واقع حياة أفضل بعيدا عن ويلات الحصار والفقر.
وذكر درويش أن القادة الفلسطينيين يطالبون الناس بالصبر، بينما القائد الواحد يجني الاف الدولارات شهريا، ويوظف ابناءه وأقاربه، في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن قوت يومه.
وحمل المحلل السياسي خالد عبد العزيز حركة حماس أكثر من غيرها مسؤولية وفاة وفقدان مئات الفلسطينيين بسبب الهجرة غير الشرعية، فالحياة في غزة بحسب تعبيره غير صالحة ولا تطاق من انعدام الفرص والواقع الاقتصادي المتردي، مشيرا الى أن بيان الحركة ذر الرماد في العيون وتهرب من المسؤولية، وبات الغزيون يعرفون الحقائق رغم ما يحدث.
وتساءل عبد العزيز ماذا جنت حماس من الانقلاب الذي نفذته على السلطة الفلسطينية بغزة، غير مصالحها الحزبية الضيقة، في حين تمارس كل أنواع التضييق على السكان في ظل الحصار؛ معتقدا بأن الحصار أفاد الحركة وأضر بالناس.