عطا الله شاهين
هي امرأة عادية، وتعيشُ في ظروفٍ أجبرتها عليها الحُروب والفوضى.. تحاول العيش بكل ما لديها من ألمٍ.. تهرب من مكانٍ إلى مكان، فكل الأمكنة تراها متشابهة.. القتلُ في كل مكان.. الحصار يقتل الناس هناك وهنا، لكنها هي تهرب إلى جهة مجهولة، لا تدري إلى أين تهرب، فالموت ستلاقيه حتما.. فديستوبيا المكان تلاحقها حتى في أية ناحية تتجه صوبها..
هي مُشرّدة من جنون القهر، والحرمان والمشاكل.. الظّروف القاهرة جعلتها امرأة تبحثُ عن أي شيءٍ ليسدّ جوعها.. هي امرأة تُحِبُّ الحياة، لكنّها تنتظرُ موْتها في أيّةِ لحظة.. فالحُروبُ مستمرّة، وهي ما زالت تبحثُ عن مكان آمن لتهرب إليه لكنها حتى اللحظة لا تجد.. فهي تقول في ذاتها لا مكان للهروبِ من ديستوبيا المكان، لكنَّني سأبحثُ عن مكانٍ أقل سوءا، فأنا أشك بأنني سأجده ..فكُلُّ الأمكنة سيئة..