ويدرك الثلاثة أن أداءهم في المناظرة يمكن أن يكون أفضل فرصة لهم لتحديد شكل المنافسة قبل بدء التصويت في أيوا بعد أسبوعين من اليوم الاثنين.
ودخلت كلينتون المناظرة مسلحة بخبرتها الواسعة كوزيرة خارجية سابقة وسيناتورة، وبجهودها في إصلاح النظام الصحي عندما كانت السيدة الأولى خلال رئاسة زوجها بيل كلينتون.
وقالت إن الأميركيين يحتاجون إلى رئيس يستطيع أن يقوم "بكل جوانب عمله"، مشيرة إلى أن منافسيها ليسوا على نفس الدرجة من الأهلية للقيام بذلك، وإلى أنها الأفضل تأهيلا "لتوحيد بلادنا" خلال هذه الأوقات التي تشهد استقطابا.
وتسبب ساندرز -الذي تظهر الاستطلاعات تساويه تقريبا مع كلينتون في عدد الأصوات في أيوا- في بلبلة قبل ساعات من المناظرة، عندما كشف عن اقتراحه "الرعاية الصحية للجميع"، قائلا إن ذلك سيوفر على العائلات الأميركية العادية آلاف الدولارات سنويا.
وقال ساندرز -السيناتور الأميركي المستقل الذي يصف نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي- إن خطته ستوفر ستة مليارات دولار خلال عشر سنوات مقارنة مع النظام الحالي.
جدل انتخابي
وانتقدت كلينتون ساندرز لطرحه نظاما حكوميا باهظا جدا، مضيفة أن الخطة ستقضي على "قانون الرعاية الصحية" الذي وضعه الرئيس باراك أوباما، كما انتقدت ساندرز كذلك على مواقفه بشأن ضبط الأسلحة.
من جانبه، لم يتمكن أومالي من جذب اهتمام الناخبين رغم وقت المناظرة الطويل. وأشار في مداخلاته القليلة إلى خبرة كلينتون السياسية بالتأكيد على أنه حان الوقت لكي "يتخلى الناخبون عن الماضي والتقدم نحو المستقبل".
وأقلقت تصريحات ساندرز فريق كلينتون، فقد اتهم ساندرز السيدة الأولى السابقة بالتقرب من أصحاب المليارات، وزعم أنها لن تكون حازمة بما يكفي تجاه بنوك وول ستريت، مشيرا إلى أنه لا يتلقى الأموال من البنوك الكبيرة، ولا يحصل على أتعاب شخصية من غولدمان ساكس "لإلقاء الكلمات"، مشيرا إلى أن كلينتون قبلت مئات آلاف الدولارات من كلمات ألقتها في البنك.
ويخشى أنصار كلينتون من تكرار ما حدث عام 2008، عندما تقدمت في الاستطلاعات إلا أنها خسرت في أيوا مقابل السيناتور المغمور في ذلك الوقت باراك أوباما الذي حصل فيما بعد على ترشيح الحزب لسباقالبيت الأبيض.
ولا تزال كلينتون هي المفضلة المفترضة لدى الحزب الديمقراطي، إلا أن الفضيحة التي ثارت حولها العام الماضي بسبب استخدامها بريدا إلكترونيا خاصا أثناء عملها وزيرة للخارجية أضر بنسبة التأييد التي حصلت عليها، والتي تقل عن تلك التي حصل عليها ساندرز.
وفي تقليد يعود لسبعينيات القرن الماضي، تبدأ الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في ولاية أيوا في الغرب الأوسط من البلاد، وسيمضي المرشحون الخمسة عشر من الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري القسم الأكبر من حملتهم الانتخابية للشهر الجاري في الولاية المذكورة.