بشكل استفزازي للمشاعر الوطنية والإنسانية، أقامت فصائل فلسطينية، الشعبية وحماس، وقادما فتح، مهرجانات استعراضية تحاول من خلالها تقديم لوحة لشعبيتها، أو قدرتها على حشد ما يمكنها حشده، في صراع التأكيد على "الذات الحزبوية" دون أي مسؤولية وطنية.
وبشكل مباشر، إقامة مثل تلك المهرجانات الاستعراضية فئويا، في ظل عام أسود من حيث جرائم الحرب التي أقدمت عليها قوات الاحتلال بإعدام ما يقارب الـ 230 فلسطينيا في الضفة والقدس وقطاع غزة، وبينهم الأسير الذي كان رمزا قبل أيام معدودة فقط ناصر أبو حميد، تعتبر استفزازا لمشاعر أسر الشهداء الراحلين المباشرين، ولكل فلسطيني يبحث مطاردة العدو عن تلك الجرائم المتواصلة.
كيف يمكن لهذه الفصائل إقامة الحركات الاستعراضية تلك، فقط لتقول إنها تستطيع حشدا، في رسائل لا يمكن للفلسطيني ان يتقبلها في ظرف سياسي يجسد كما من النكبات المتلاحقة، وخاصة مع تشكيل حكومة فاشية يهودية مستحدثة، بدأت رسائلها تخرج قبل الإعلان، بأن المواجهة ستكون أكثر ظلامية مما سبق، رغم كل ما حدث سوادا سياسيا في السنوات السابقة.
أن تخرج فصائل بتلك المهرجانات كي يتقدم مسؤوليها بالحديث المتلعثم، غير الواضح وطنيا، ورسائل ملتبسة تحتاج الى "قاموس خاص" لترجمتها فلسطينيا، بعيدة عما يبحث عنه الفلسطيني مواطنا فاقد كثيرا من حاجاته المعيشية، وكثيرا من حريته السياسية الى جانب نكبة الاحتلال الكبرى.
وبعيدا عما فعلته فصائل في وقت سابق، بحثا عن "شو خاص"، فإن المسألة يجب أن تكون مختلفة كليا من قبل حركة فتح، التي قادت المشروع الوطني ورفعت راية الثورة الفلسطينية المعاصرة، فعلا وعملا وقولا، خارج دائرة الاستعراضات، واستحقت معها بحق ومصداقية أن يقال لها "أم الجماهير"، مستنبطا من مسار ومسيرة كرستها في الوجدان الوطني.
حركة فتح، بكل ما فعلت، وربما هي الأكثر في تاريخ حركات التحرر من استشهد قادتها، دون أن تنكسر رغم ما أصابها من "ارتعاش كبير" في السنوات الأخيرة، بل و"هزات داخلية" سمحت لكل من يبحث تدمير المشروع الوطني، واستبداله بنقيضه، ان يتسلل في أنفاق الظلام السياسية، ليبحث ذاتا غير الذات الفلسطينية.
حركة فتح، بكل ما بها راهنا، تبقى دون غيرها القادرة على كسر المشروع التدميري المركب من عدو غاز ومحتل، ومن باحثين عن تثبيت مكانة وجودية ثمنه الكيانية الوطنية الفلسطينية، فهي لا تزال عنوانا للشرعية التي جسدتها منظمة التحرير ودولة فلسطين المنتظرة إطلاق سراحها من "سجن المقاطعة" بعد عشر سنوات من الاعتقال القسري.
حركة فتح، عليها أن تتوقف فورا عن كل مظاهر الاستعراض التي بدأت بالإعلان عنها، خاصة في قطاع غزة المكلوم والمثلوم، وطنيا وسياسيا وإنسانيا، ولتستبدل "استعراض المهرجانات" بعمل ميداني مباشر، وبأشكال مختلفة، تنفع الناس والمشروع الذي أطلقت رصاصتها الأولى في يناير 1965 نحو وطن لشعب يستحق.
حركة فتح، يمكنها أن تصنع من ذكرى الانطلاقة فعل خاص، مميز بعيدا عن مظاهر لا تبقي أثرا نافعا للوطن والناس، تنتهي بخسائر مئات آلاف الدولارات كي يقال بعدها ها هي فتح، ويتبختر المسؤول الفلاني بأنه قدم خدمة كبيرة كي يتحدث كلاما لا يستطيع هو تفسيره.
حركة فتح، يمكنها احياء ذكرى الانطلاقة بانطلاقة مختلفة، أن تقوم بزيارة ميدانية لكل من أصابه أثر من جيش الاحتلال، شهيدا، أسيرا منزلا هدم أو سيهدم، يقدم لهم بعض دعم مالي، تقوم بالمرور على قدماء حركة فتح ومناضليها الأوائل تكريما خاصا، ان تزور كل بيت في قطاع غزة أصابه ما أصابه طوال سنوات الانقلاب الأسود.
حركة فتح، عملاقة بفعلها كانت، لم يرفع شأنها يوما مهرجانا، ولا استعراضا، وخاصة أن يكون في زمن سواد سياسي عام.
الرئيس محمود عباس، بلا تردد أوقف تلك المسرحية الاستعراضية إكراما لشهداء الوطن أولا ولأسرى الحرية ثانيا، ولفتح ذاتها ثالثا، فهي أعلى قيمة مما يحاولون "دحرجتها" الى حيث لا تشبه حركة الرصاصة الأولى.
ملاحظة: رأس الحية أمريكا نازله ليل نهار مطالبة بإطلاق سراح من اعتقلهم النظام الفارسي..وطلبهم صحيح خالص..طيب مرة بالغلط طالبوا بإطلاق سراح آلاف من الفلسطينيين في سجون الفاشية المستحدثة..أو هاي شي وهداك شي..البصق عليكم خسارة!
تنويه خاص: اشتعلت مواقع التواصل والرسائل الخاصة بفضيحة أقدم عليها بعض من حماس مناشدين شخصية عُمانية بتقديم مساعدات لأهل غزة..الفيديو أظهر أهل العزة في غزة كمتسولين نادرين..بالكوا حكومة خطف القطاع بتتحرك..فيها شك!