بقلم: إياد الدريملي

لماذا إضاءة شعلة الانطلاقة

إياد الدريملي
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

تشكل الذكرى السنوية لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وانطلاقة حركة فتح فرصة متجددة لابناءالشعب العربي الفلسطيني التذكير بعقود من المعاناة والتضحية الفلسطينية المستمرة.

فالثورة الفلسطينية المعاصرة التي اتكأت على إرادة جماهير الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وتجذره في الأرض شهدت خلالها العديد من الانتصارات والإنجازات والصمود في كل المواقع والمحطات.

باتت مراسم وطقوس إيقاد (إضاءة ) شعلة الثورة الفلسطينية رسالة متجددة من كل عام في ليلة الفاتح من يناير تؤكد فيه

حركة "فتح" تمسكها بالثوابت والحقوق الفلسطينية ولن تحيد عنها ولن تقوم باستبدالها ولن تغير أهدافها، وستبقى تسير بهذا الاتجاه من أجل تحقيق آمال الشعب بالحرية والاستقلال.

إيقاد شعلة الإنطلاقة جاءت من وحي الإبداع الثوري والنضالي الذي وضعه المؤسسين الاوائل المبني على نهج الديمومة والاستمرارية في الكفاح والنضال ورسالة متجددة متعاقبة تحملها الاجيال التي تستلم راية الثورة من جيل إلى آخر، وللتأكيد بأن هذه الحركة لن ترضى بمقابل الثمن الباهظ الذي دفع على مدى سنوات الاحتلال من دماء الشهداء ومعاناة الأسرى، إلا الحرية والاستقلال.

58 عاماً مرت ولازالت الاجيال الفلسطينية تتعاقب في حمل الشعلة وحمل الامانة في الكفاح والنضال لجهة تحقيق المصير.

صاحب ايقاد الشعلة مجموعة من المفاهيم والقيم والشعارات التي كتبها المؤسسون في كافة المناحي الادبية والفكرية والتنظيمية والثقافية والاعلامية والدبلوماسية والجماهيرية والميدانية لذلك خطت في ادبيات الثورة ان هذه الثورة وجدت لتبقى ولتنتصر وانها شعلة الكفاح من اجل الخلاص من الاحتلال والاستيطان وان لا صوت يعلوا فوق صوت الجماهير وصوت الانتفاضة وان الشعلة لا زالت مشتعلة ما لم تتحقق الاهداف.

نعم ان الأجيال الفلسطينية المتعاقبة يقع على عاتقها مسئولية استلام الراية وحمل الشعلة للتناوب على السير في طريق الكفاح وصولاً لحتمية النصر.

ففتح بقيمها ومبادئها واهدافها وموروثها وبإعتبارها حركة الشارع التي تشبه شعبها وحارسة الحلم الفلسطيني وصمام امان القضية الفلسطينية وخط الدفاع الاول عن الحقوق المسلوبة وكون شعلة انطلاقة الثورة لازالت بيدها تضيئها سنوياً بالاف المواقع والعواصم والمدن والمخيمات والشوارع والساحات والميادين تحتاج دائماً لان تكون حركة تستجيب لكافة التطورات والمحطات والتغيرات الجماهيرية ويتطلب ان تمكن الاجيال الشابة القوية التي تمتلك من القوة ورباطة الجأش لتتحمل المسؤلية وتحمل الراية والشعلة وتستمر بالكفاح والنضال والهجوم حتى دحر الاحتلال.

فاستلام شعلة الإنطلاقة وحمل راية الحرية يتطلب العديد من المقومات والخصائص وبيئة وطنية مناسبة تحيطها جملة من الادبيات الوطنية والقيم الانسانية والمعاني الخالدة التي تستوجب فيها الانحياز للشارع وتعزيز صمود الجماهير ليتسلحوا بالايمان بالاستمرار والانتصار وانتزاع الحقوق المسلوبة.

فالشعلة تحتاج للشباب وللايدي القوية والفكر المستنير وتحتاج الى التجديد والديمقراطية وتعزيز النظام البنيوي والمؤسساتي والفكري وقولبته في اطاره الوطني الجمعي الموحد وتحصينه ليصبح قادر على الوقوف بوجه كافة العقبات والتحديات والتقلبات والرياح لضمان الوصول بسفينة الشعلة واهدافها الى ميناء الحرية والانتصار باقامة الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشريف.