حتى يقضي الله امرا كان مضمونا

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم : حمدي فراج

 

 

ونحن نخطو خطواتنا الاولى في العام الجديد، هناك تحديات ليست جديدة بالمعنى الحرفي بقدر ما هي (قديمة – جديدة) اي مستجدة او متجددة، ابرزها حكومة اليمين "الديمقراطية" في اسرائيل ، والتي نظرت الغالبية العظمى من مفاصلنا و قياداتنا اليمينية واليسارية على حد سواء انها ضربة لجهود السلام والمفاوضات والتعايش . كنا سنتفق مع هذا المنحى لو كان هذا يحمل الحد الادنى من مفاهيم "السلام" الذي ابتدأ رسميا منذ ثلاثين سنة ، لو كنا رأينا زهرة واحدة من أزاهيره تتفتح مبشرة بثمار يطرحها هذا السلام الذي تحدث عنه كل من كان له علاقة مباشرة او غير مباشرة به ، بدءا برابين وعرفات اللذان قتلا عند مذبحه .
حكومة اليمين في اسرائيل، تخطو معنا خطواتها الاولى في العام الجديد بشعارات واضحة من استعدائنا شعبا وارضا وتطلعات ، بدءا من موتنا مرورا باستيطان ما لم يستوطن من ارضنا وانتهاء بدفن تطلعاتنا بدولة مستقلة عاصمتها شرقي القدس، فهل كانت حكومة لابيد اليسارية او السلامية شيئا مغايرا ؟ البعض رآها كذلك ، فهل وفّـّقت فعليا بين افعالها العدوانية المشينة واسمها الجميل ؟ هل استأنفت التفاوض ؟ هل اوقفت القتل ؟ هل اوقفت استباحة المدن والشوارع الفلسطينية ، وآخر ما حرر على صعيد ممارساتها "الحقيرة" - وهي التسمية التي اطلقتها عليها صحيفة هآرتس - انها حجزت جثمان الاسير الشهيد المريض ناصر ابو حميد بما يمثل في وجدان الشعب الفلسطيني .
حالة الاستعداد الفلسطيني لمواجهة هذه الحكومة مع دخولنا العام الجديد، قديمة، بائسة،عاجزة، بل لربما تجد من بينها من يراهن على نتنياهو الذي عمليا سلّم الكثير من مقاليد رقابنا لسكين بن غفير وسموترتش، كي يتوسط لاحقا ان يكون الذبح بدون ألم، يسيرا، بالمفرق لا بالجملة، هذا الذبح غير المقتصر على الانسان الفلسطيني ، بل على ما تبقى من أرضه في الضفة والجليل والنقب. كيف يفوز هؤلاء المتطرفون قبل شهرين ، ولا تتوحد "فتح" و"حماس" حتى اليوم رغم جهود الجزائر الخالصة ، كيف تبقى حالة الردح بينهما أشد وطأة مما هي بينهما وبين اسرائيل . كيف يمكن التغني بالفعل الانتفاضي الشعبي الفردي غير الفصائلي على مدار السنة المنصرمة سنة أخرى بذات النغمة ، ونحن مختلفون متفرقون متنافرون متنازعون ، هل يصدق أحد كائنا من كان في الفصيلين الكبيرين الحاكمين في الضفة والقطاع ، ان تكون هناك انتفاضة شعبية بدون وحدة وطنية شاملة بين كل مكونات الشعب وقياداته وفصائله و طبقاته وفئاته وطوائفه في كل المدن والقرى والمخيمات. وحدها من تستطيع الوقوف في وجه هذه الحكومة اليمينية الديمقراطية ، فهل تأخرنا ؟؟؟؟ نعم ، تأخرنا بعض الوقت، حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ومضمونا .