ازدهرت زراعة الفراولة في جنين في السنوات الأخيرة، حتى أضحت في موسمها الحالي منتجا محليا لا مثيل له من حيث الطعم والنوعية وطريقة الزراعة، فهي فراولة جنينية بامتياز، كما يراها الكثير من المزارعين ومحبيها. بدأت زراعة الفراولة في محافظة جنين منذ خمس سنوات، بمشروع منفذ من الإغاثة الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة بهدف تغيير النمط الزراعي للمزارعين وإيجاد زراعات ذات جدوى اقتصادية، كما أوضح مدير دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة منذر صلاح. وبيّن صلاح أن الفراولة التي تزرع هي الفراولة المعلقة التي تمتاز بزراعتها في تربة معزولة في أواني معلقة داخل بيوت بلاستيكية، ما يقلل من الأمراض وخاصة تعفنات التربة ويعطي إنتاجية أكثر.
وأوضح أن الإغلاق بين غزة والضفة يسّر زراعتها وفتح لها السوق فبدأت تزرع في بلدات قباطية وبرقين، وقرى مثلث الشهداء وكفردان والجلمة. في البداية كان يتم شراء الأشتال من إسرائيل فقط لأنها تقاوم الأمراض الفيروسية، وتشتل بالأنسجة لتكون خالية من الأمراض، لكن فيما بعد أصبح بعض المزارعين ينتجون الأشتال بأنفسهم، ما جعل النوعية أفضل، كما بيّن صلاح. وأضاف صلاح: إنه رغم نقص الإنتاج والخبرة والمساحات المزروعة، إلا أن الإنتاجية ناجحة وفراولة جنين تصدر إلى إسرائيل، والفراولة التي تجلب من إسرائيل لا تؤثر على المزروعة محليا لأنها ذات جودة أعلى ونوعية أفضل.
المزارع أسامة أبو الرب صاحب اكبر مزرعة للفراولة في سهل قباطية إلى الجنوب من محافظة جنين تحدث عن تجربته الناجحة في زراعة الفراولة، وإنتاج أشتال مقاومة للأمراض بنفسه في مزرعته بعد أن كان يحضرها من إسرائيل. وبين أبو الرب انه بدأ في زراعة الفراولة أو التوت الأرضي عام 2009 بزراعة مساحة دونم واحد في بيوت بلاستيكية وفي أنفاق بلاستيكية بدعم من الهولنديين عن طريق الإغاثة الزراعية ليزيد المساحة المزروعة في السنة التالية إلى 3 دونمات ومن ثم زراعة ثمانية دونمات باستخدام أشتال محسنة من مزرعته. في عام 2013 بدأ أبو الرب بتطوير زراعة الفراولة بدعم من USAID، وزراعة الفراولة المعلقة التي تزرع في أواني مرفوعة عن الأرض وتمتاز بأنها تزرع في تربة معزولة وهي مقاومة للعوامل الطبيعية.
وبين أسامة أن إنتاجية الفراولة المعلقة أعلى بخمسة أضعاف من الزراعة التقليدية، حيث ينتج الدونم الواحد من 8 إلى 10 أطنان، مشيرا إلى أن عملية الري واستخدام الأسمدة مبرمج بالحاسوب مما يوفر المياه ويقلل من استخدام الأسمدة.
في هذه السنة تم إدخال الأعداء الطبيعية كالعناكب لمكافحة الحشرات بدلا من استخدام المبيدات الحشرية للتقليل من أضرار هذه المواد.
كما أوضح أبو الرب "لا شك أن الفراولة التي تنتج في هذه المزرعة تمتاز بمذاقها وخلوها من المواد الكيماوية، إضافة إلى أن 90% من الفراولة الموجودة في جنين هي من الإنتاج المحلي".