"إسرائيل اليوم" : زيارة بن غفير للحرم: لنكن حكماء

نحاف شرغاي.jpeg
حجم الخط

بقلم: نداف شرغاي

 

 


إيتمار بن غفير، سواء أكان وزيراً للأمن القومي أم إنساناً عادياً، مسموح له الحجيج إلى الحرم. ويحتمل أن يكون هذا واجبا عليه. غير أن المسألة ذات الصلة بزيارته المخطط لها هناك هي هل من الصواب أن يتم الأمر بحماسة مسبقة وبـ "طبول الزمر والرقص"، أم من الممكن إجراء زيارة كهذه إلى أحد الأماكن الأكثر قدسية في العالم، بتواضع وهدوء أيضا؟ لم يمتنع أسلاف بن غفير في المنصب عن زيارة الحرم، وامتنعوا فقط عن النشر المسبق للأمر. في أقصى الأحوال (وهذا أيضا ليس دوما) نشروا حقيقة زيارتهم إلى هناك فقط بعد بضع ساعات من انتهاء الزيارة إلى الحرم.
ليس كل شيء يجب أن يتم مثلما في عهد الوزراء السابقين للأمن الداخلي. بن غفير مسموح له أن يحاول تغيير سياسة الشرطة في الحرم، والتخفيف من شروط الزيارة المتشددة على اليهود في الحرم، ومحاولة توسيع مجالات الزيارة، ساعات الزيارة وايام الزيارة لهم هناك.
من المسموح له حتى أن يعمل كي يثبت صلوات اليهود الهادئة في شرق الحرم، والتي تتم هناك منذ نحو نصف عقد. غير أن التطلع كما يبدو في هذه اللحظة هو للاستعراض بقوة تجاه الطرف الإسلامي.
هذا ليس صحيحا وليس حكيما. مفتاح الهدوء وكذا الإنجازات في الحرم هو الهدوء. تحقق الكثير انطلاقاً من الحوار بين الشرطة وحركات الحرم التي يتماثل بن غفير وعقيلته معها. ومن مثل الزوجين بن غفير يعرفان ذلك؟!
الحساسية حول الحرم عالية دوما وهي أكثر بأضعاف هذه الأيام. ففي نهاية الأسبوع فقط سمحت النيابة العامة في لواء حيفا بنشر خبر يفيد كم كنا قريبين من عملية إطلاق نار أخرى في الحرم في رمضان الماضي. يدور الحديث عن لائحة اتهام رفعت هذه الأيام ضد شاب ابن 17، من سكان وادي عارة، اصطدم بزوار يهود حين وصل للصلاة في المسجد الأقصى. شاهد الشاب أشرطة فيديو على الانترنت ظهر فيها يهود يشتمون النبي محمداً، ويكتبون شعارات مضادة على بيوت العرب. وعندها قرر أن يصبح "شهيدا". فيزرع عبوة ناسفة قرب باب الرحمة أو ينفذ عملية إطلاق نار في منطقة المسجد الأقصى. هذه ليست العملية الوحيدة في الحرم التي أُحبطت في السنتين الأخيرتين.
وكي لا نقع في الخطأ: ليس اليهود هم الذين يخلقون "إرهاب الأقصى" الذي يستمد الإلهام من فرية الدم الكاذبة "الأقصى في خطر". لكنهم هم الذين يمكنهم – إضافة إلى أن يقاتلوا "الإرهاب" حتى الإبادة – أن يتصرفوا أيضا بحكمة وأن يجتهدوا ألا يخدموه.
سيتعلم بن غفير بسرعة شديدة أن لكل ما يجري في الحرم تأثيراً يخرج عن المكان وعن الزمان. كل حدث في منطقة الأقصى يؤثر ليس فقط على الحرم وعلى القدس بل على دوائر أبعد بكثير في كل أرجاء العالم الإسلامي. هذا ليس سببا يدعونا لأن نطأطئ الرأس ونستسلم لأكاذيب وتهديدات "حماس" والمسلمين في الحرم، ولكنه بالتأكيد سبب يجعلنا نتصرف هناك بحكمة، وليس فقط أن نكون محقين.
عن "إسرائيل اليوم"