صرّح الرئيس محمود عباس، بأنّ الحكومة الفلسطينية "ستستمر باتخاذ جميع الإجراءات القانونية التي تتيحها الشرعية الدولية، من أجل اتخاذ كل الخطوات الضرورية والمناسبة للرد على إجراءات حكومة الاحتلال التي بدأت طلائعها باقتحام المسجد الأقصى.
جاء ذلك خلال كلمه ألقاها مساء اليوم الخميس، بمستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.
وقال الرئيس: "سنبحث كل هذه القضايا، سواء فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية أو فيما يتعلق بالحكومة الأمريكية لأنّه ليس سرًا، وليس هناك ما نخفيه، بأن من يقف وراء السياسة الإسرائيلية هي الإدارة الأمريكية".
وأضاف: "أعود وأؤكد أنّ الاقتحام هو بداية تنفيذ سياسة حكومة نتنياهو التي أعلنوا عنها، والتي نرفضها رفضًا قاطعًا، ولكن أيضًا سمعنا كثيرًا من الرفض لها في مختلف دول العالم، وأيضا سمعنا رفضًا داخل "إسرائيل"، لأن كثيرا من شرائح المجتمع الإسرائيلي رفضت هذه السياسة، ليس حبًا فينا وإنما دفاع عن دولة إسرائيل ومستقبلها".
وأشار إلى أنّه "على إثر اقتحام الوزير بن غفير للمسجد الأقصى، توجهنا لمجلس الأمن، وبعد ساعات من الآن ستبدأ جلسة مجلس الأمن لبحث هذه القضية، ونأمل أن من اعتاد أن يقدم لنا فيتو ألا يقوم بذلك، خاصة وأن معظم دول العالم شجبت هذا العمل الذي قام به الوزير بن غفير باقتحامه للمسجد الأقصى، وهو كان قد قال إنه سيقتحم وبالفعل اقتحم، وهي ظاهرة سنتكلم عنها ولا يمكن أن نسكت عنها إطلاقًا".
وتابع: "كذلك أيها الأخوة، هناك اجتماعات لجنة التحرك الدولي التي بدأت أعمالها وبدأت استعداداتها من أجل التحرك الدولي، وفي الوقت نفسه نحن سنقوم بالتحرك المحلي والإقليمي فيما يتعلق بالرد على البرنامج الذي قدمته حكومة نتنياهو الجديدة، هذا البرنامج الذي لا يمكن السكوت عنه إطلاقًا".
ونوّه إلى أنّه "بعد أشهر قليلة من الآن سيكون هناك حدث آخر، وهو ما أقرته الأمم المتحدة حول إحياء ذكرى النكبة، وهذا لأول مرة يحدث في تاريخ الأمم المتحدة بأن يتم إحياء ذكرى النكبة بعد أن أنكرت من قبل "إسرائيل" وأمريكا ودول الغرب فترة من الزمن، لكن هذه المناسبة ستكون حاضرة، وما يجب أن نفعله الآن، هو أنه ليس فقط يومًا للنكبة، وإنما جعله يومًا للنكبة والرواية الفلسطينية التي تدحض الرواية الإسرائيلية، الأمر الذي يحتاج لدراسات معمقة وجهد كبير، لأننا لا نريد أن نتكلم إنشاء، وإنما نريد أن نتكلم علمًا وتاريخًا، بمعنى أن ندحض كل ذكرى بذكرى، وتاريخ بتاريخ، وعندنا تاريخ يؤكد أنّ كل الرواية الصهيونية التي روجت لها الدول الغربية في المرحلة الأولى والصهيونية ثانيًا، هي رواية مفتعلة وغير صحيحة، ولا بد أن يكون ردًا واضحًا وصريحًا ومحددًا ومعمقًا عليها، لذلك نأمل في شهر مايو القادم أن يكون يوم النكبة والرواية الفلسطينية".
وأردف: "وهناك أيضًا الذهاب لمحكمة العدل الدولية لتحدد طبيعة الاحتلال، وهذا استغرق وقتًا طويلًا وجهدًا أطول من أجل أن يمر هذا القانون، وأن يذهب من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحكمة، والقضية الآن موضوعة أمام المحكمة، ونتمنى أن تسارع في اتخاذ القرار، ونحن كنا قد تعرضنا لضغوط كبيرة من أجل التراجع عن هذه الخطوة، ولكن لن نتنازل عن حقوقنا".
وتوجه الرئيس عباس، بالتهنئة لشعبنا ولأمتنا العربية لمناسبة حلول العام الجديد 2023، راجيًا من الله العلي القدير أن يكون أفضل من سابقه، وأن يكون عام خير وأن يمهد للاستقلال.
كما هنأ مسيحيي الكنيسة الشرقية، بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة، متمنيًا لهم الصحة والسعادة وأن يوفقهم الله في فلسطين وفي كل أنحاء العالم.
واستطرد: "اليوم استقبلنا عميد الأسرى كريم يونس الذي قضى أربعين عاما في سجون الاحتلال، ولا سابقة لهذه المدة في التاريخ الحديث أو القديم، ولا نعرف شخصا قضى أربعين عاما في السجن، لذلك نهنئ أنفسنا ونهنئه، واليوم اتصلنا به وبعائلته وتمنينا له العمر المديد والسعادة، وقدرنا له الكفاح والنضال الذي ناضله والصبر خلال هذه المدة".
ودعا الله أن يفرج عن باقي الأسرى، لافتًا إلى أنّ الأسير ماهر يونس سيخرج بعد عدة أيام.
وختم الرئيس عباس، بقوله: "كما نتمنى لأخينا مروان البرغوثي وأخينا فؤاد الشوبكي، وجميع الأسرى الذين يقبعون في السجون، نتمنى لهم الحرية، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تبيض فيه السجون ويتحرر فيه الوطن".