تاريخ الماسونية الصهيونية

حجم الخط

بقلم: فيصل أبو خضرا


عضو المجلس الوطني

 

في العام ١٨٢١م أسس اجيراشيل (امشيلر روتشلد) الب، الماسونية الصهيونية، وله خمسة اولاد وزعهم في جميع بلاد اوروبا الرئيسية، النمسا والمانيا، وفرنسا وايطاليا (الفاتيكان) وبريطانيا، واشترط على اولاده بان لا يتزوجوا الا بيهود، ولا مانع عنده من ان يتزوجن النساء اليهوديات من غير الديانة اليهودية.
جميع هؤلاء الاولاد الخمسة عملوا في الشؤون المالية، حتى انهم سيطروا على جميع البنوك والخدمات الاوروبية. بعد العام ١٨٩٨ برئاسة هرتزل في بازل تقرر ان تكون فلسطين هي البلد الذي يتوجب ان تكون الهجرة اليهودية اليها.
قبل اجتماع سايكس بيكو في سان ريمو تقرر ان يحكم فلسطين والعراق بريطانيا، اي ان الخيانة الاوروبيه كانت قبل اجتماع سان ريمو.
وفورا بعد اجتماع بازل بقيادة هرتزل بدأت الماكينة الصهيونية الماسونية تعمل تحت قيادة عائلة هرتزل، وأولاد روتشلد الصهيوني الذي وجد ان بريطانيا اكثر الدول الاوروبية في ضيق مالي شديد، وكان الاب سخيا في انقاذ بريطانيا من المأزق المالي، ووجد ان بلفور هو الرجل المناسب للتعامل معه. وبعد الحرب العالمية الثانية، كانت العائلة تملك نقدا بقيمة بليوني جنيه استرليني، مقابل ضيق مالي في اوروبا جميعها خصوصا بريطانيا.
قبل سقوط الامبراطورية العثمانية ارسلت عائلة روتشلد هرتزل الى السلطان عبد الحميد لشراء فلسطين، وكانت المفاجأة ان رفض السلطان طلب هرتزل مهما طلب السلطان من اموال لإنقاذ الامبراطورية العثمانية، اذ كان رده ان فلسطين ليست ملكه لانها وقف إسلامي، خصوصا بعد ان علم هرتزل بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أسري به الى القدس وصلى في المسجد الأقصى المبارك وعاد الى مكة المكرمة.
وسلم هرتزل جميع الامور السياسية والمالية الى عائلة روتشلد التي أنقذت بريطانيا من ورطاتها المالية مقابل وطن يهودي صهيوني في فلسطين، وزيادة على ذلك تبرعت عائلة روتشلد بإنشاء فيلق صغير يهودي في الحرب العالمية الاولى.
في الحرب العالمية الثانية شعر النازي بقيادة هتلر قوة اليهود المالية، وعندها مع الأسف ارتكب هتلر المجازر ضد اليهود الاشكناز، مما جعل العالم أجمع بما فيها أمريكا تعطف على الشعب اليهودي والتأكيد الكامل بإنشاء وطن يهودي في فلسطين.
وكان قرار بريطانيا ان يكون صامويل الصهيوني المندوب السامي الأول على فلسطين، بعد انهيار الامبراطورية العثمانية واستلام الجنرال اتاتورك القيادة، الذي سمح بالهجرة الصهيونية الى فلسطين.
منذ العام ١٩٢٣م شعر الفلسطينيون بخطورة الوضع، خصوصا بعد نفي الحاج أمين الحسيني خارج فلسطين ومنع اي فلسطيني بحمل السلاح، واذا وجد اي نوع من السلاح وحتى السكاكين (الشبرية) كان يشنق، وقامت عدة مظاهرات وقتال ضد اليهود الصهاينة، واهمها ثورة البراق التي استمرت عامين. وتبين للعالم ومنها أمريكا في سان فرانسيسكو ( عصبة الامم المتحدة ) انه وقف إسلامي وسمح لليهود بالصلاة بدون النفخ في الأبواق، ومن ثم قام الفلسطينيون بإضراب عام لمدة ستة شهور في العام ١٩٣٦، وأجبرت بريطانيا لنشر الكتاب الابيض ووقف الهجرة الصهيونية.
وعندها تحركت ماكينة الصهيونية الماسونية بقياد عائلة روتشلد برفض الكتاب الابيض وعادت هجرة العصابات الصهيونية بقيادة الهاجاناه وغيرها من العصابات التي قامت بالهجوم والتنكيل والمجازر في القرى ومن ثم المدن الفلسطينية، مما تسبب بهجرات فلسطينية.
في اول اجتماع من سبع دول عربية، طلبوا من اهل فلسطين الهجرة المؤقتة، لان هذه الدول السبع ستشن حربا على هذه العصابات وتعود فلسطين العربية الى أهلها في مده لا تتعدى شهرا واحدا.
كل هذا كان قبل العام ١٩٤٨م ، وأول اجتماع لهذه الدول كان في العام ١٩٤٦م في انشاص بمصر بقيادة الملك فاروق، وهذه الدول هي السعودية بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وأرسل ولي عهده الملك سعود رحمه الله، واليمن، والعراق، والاردن،، وسوريا، ولبنان بتوصية من انتوني ايدن، والدولة الوحيدة التي عارضت هجرة الفلسطينيين هي السعودية، وبدلا من الهجرة مد الفلسطينيين بالسلاح والمال، ولكن مع الأسف بقية الدول العربية رفضت هذا الاقتراح وصممت على القتال، وكان ممثل فلسطين البطل المجاهد موسى العلمي، ومع الأسف لم يحضر هذا الاجتماع، وبعد اخذ القرار بالقتال سمحوا لمندوب فلسطين بالدخول، ولكن مع الأسف لم يأخذوا بكلامه.
اما الطامة الكبرى، وبعد هزيمة العرب أجمع، وقعت دول الطوق مع الكيان الصهيوني هدنة دائمة في ١٩٤٩-١٩٥٠ بدون شرط عودة اللاجئين، وهذه تعتبر النكبة الكبرى.
واصبحت ٧٨ بالمائة بيد دولة المحتل، وفي العام ١٩٦٥م اسس احمد الشقيري منظمة التحرير في القدس المحتلة، ومن بعده استلم المرحوم يحيى حمودة لمدة قصيرة وبعده القائد الملهم ياسر عرفات رحمه الله.
هذا مختصر ما حصل منذ العام ١٨٩٨م ، ولكن المؤامرة لم تنتهِ.
في العام ١٩٦٧م شنت اسرائيل وبالاتفاق مع امريكا حربا ضد مصر والأردن وانهزمت هذه الدول، واصبحت ارض فلسطين بيد المحتل الاسرائيلي ، وصدر القرار ٢٤٢ بمؤامرة بين اللورد كارادون وأبا إيبان، بالانسحاب من الاراضي المحتلة مقابل السلام، ولكن اللورد كاراداون وأبا ايبان زادا كلمة وهي الانسحاب من أراضٍ وليس الأراضي.
بعد ان اعترفت الجمعية العامة بدولة اسرائيل في العام ١٩٤٧م، فالذي خطط ووضع خارطة جديدة لفلسطين الرئيس ترومان بتوصية من روتشلد، وقامت عائلة روتشلد ببناء الكنيست الاسرائيلي في القدس الغربية كي تخترع قوانين مجحفة بحق الشعب الفلسطيني ومنها قانون املاك الغائبين، مع ان الشعب الفلسطيني لم يغب عن بلده فلسطين، بل كان لاجئا بانتظار عودته الى بلده فلسطين، ومن ثم اصدار قوانين غير مشروعة بحق الشعب. اما نحن مع الأسف مازالت الخطابات الرنانة هي المسيطرة، بدون اي عمل جدي لانهاء الانقسام، ويقولها جميع الشعب الفلسطيني لزعمائنا، اوقفو هذه المهزلة لان القادم خطير وخطير جدا، اذا بقينا على هذه السياسة الانقسامية، فما من شك سنصبح عبيدا لدولة المحتل.
من المعلوم ان امريكا يمثلها حزبان: الديمقراطي والجمهوري، وهذان الحزبان في خلاف دائم، خصوصا في الامور الداخلية، اما خارجيا فهما صهاينة بامتياز ضد الشعب الفلسطيني، حتى انهما يدوسان على دستورهم، خصوصا التمييز العنصري وحقوق الانسان وتقرير المصير، وينسيا الديمقراطية التي يتبجحان بها. وأكبر دليل على ذلك ما صرحت به نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب من الحزبين بان اهم انجاز عالمي في القرن العشرين، هو اختراع دولة اسرائيل في الشرق الاوسط، والهدف هو جعل هذه الدولة قوية كي تملأ الفراغ البريطاني والفرنسي.
الشعب الفلسطيني يطلب من الزعيم والرئيس محمود عباس ان يعطي شباب المستقبل، وهم كثر من المجلس الثوري ومن باقي الفصائل فرصة لقيادة هذه الامة الفلسطينية التي صبرت وأعدم المحتل من الأطفال والشباب الذين يقاتلون ويستشهدون بالمئات، والعمل الجاد لإنهاء الانقسام وتشكيل قوة مدربة حسب القوانين الدولية المعترف بها، وتنفيد ما اتفق عليه بالجزائر. وحسب معلوماتي المتواضعة فان امريكا واوروبا ما زالتا خاضعتان لأوامر عائلة روتشلد الصهيونية الماسونية من خلال ايباك الصهيونية في واشنطن. والله المستعان.