كشفت دراسة إسرائيلية، مساء يوم السبت، أنّ جنود القبة الحديدية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بثماني مرات من أي شخص عادي، لكن جيش الاحتلال يزعم بوجود أخطاء كبيرة في دراستهم، ويتعهد بأنه سينشر قريبا دراسة تفند ذلك.
وقالت صحيفة "زمن إسرائيل" العبرية: "من المقرر أنّ ينشر النظام الطبي في "الجيش الإسرائيلي" قريبًا نتائج دراسة واسعة النطاق في المجلة العلمية Military Medicine حيث لا يوجد دعم للادعاء بوجود فرصة الإصابة بالمرض بين جنود القبة الحديدية".
وتقوم الباحثة موران ديتش بتحضير الدكتوراه في جامعة بار إيلان حول مرضى السرطان كونها كانت مصابة بالسرطان قبل ذلك، وقامت بتأسيس مؤسسة تهتم بمرضى السرطان وتحاول توفير العلاج لهم.
وقالت ديتش: "جاءني الكثير من الجنود الذين أصيبوا بالسرطان من القبة الحديدية ووحدات الدفاع الجوي الأخرى، وشعرت أن شيئًا ما كان يحدث".
وأضافت: "تواصلنا مع جيش الاحتلال وطلبنا منه بيانات محققة من خلال عمل مشترك بيننا، لكن قوبل طلبنا بالرفض وتم تجاهلنا بالكامل".
وقدم بعض الجنود طلبات إلى وزارة الجيش للاعتراف من قبلها بالإعاقة وتم رفضها على أساس عدم وجود صلة بين طبيعة عملهم وإصابتهم بالمرض، ولجأ بعضهم إلى الإجراءات القانونية التي لا تزال جارية، ومن الجدير بالذكر أن ستة منهم ماتوا جراء السرطان".
وردت وزارة الجيش على ذلك بالقول: " الإشعاع الذي يتعرض له جنود القبة الحديدية هو إشعاع غير مؤين ينبعث أيضًا من هواتفنا المحمولة وشبكة Wi-Fi وبلوتوث، ولكن بكثافة أعلى بكثير، وقد تمت دراسة مسألة ما إذا كان هذا الإشعاع يضر بالصحة تقريبًا منذ اليوم الأول للهواتف المحمولة، وما زال العلماء لا يملكون إجابة قاطعة".
يُذكر أنّه في بداية العقد الماضي، قررت منظمة الصحة العالمية أن حالة الإشعاع غير المؤين هي "مادة مسرطنة محتملة"، ومنذ ذلك الحين لم تغير منظمة الصحة العالمية قرارها.
وكتب الباحثون: "يتم استخدام الإشعاع اللاسلكي لأغراض عديدة، مثل الاتصالات الخلوية التي نعرفها جميعًا، ولكن في المجال العسكري يكون متوسط التعرض للإشعاع أعلى بكثير بـ 50 ضعف الأنظمة المدنية في إسرائيل".
وقبل أيام قليلة، أفاد دورون كدوش، المراسل العسكري في إذاعة الجيش، حول نشر الدراسة الجديدة التي قادها كل من البروفيسور إلياهو ريختر والبروفيسور إليوت باري من كلية الصحة العامة في الجامعة العبرية والبروفيسور مايكل بيليغ، أنه تم تقديم أساس الدراسة من قبل 46 جنديًا من نظام الدفاع الجوي أصيبوا بالسرطان وتحولوا إلى منظمة ديتش خلال السنوات الماضية.
وفي عام 2011، كان هناك عدد كبير نسبيًا من الجنود المرضى، وتم تحديده عامًا رئيسيًا في البحث، حيث تمكن الجنود الذين خدموا في ذلك العام من إخبار الباحثين أن 250 جنديًا خدموا في القبة الحديدية في ذلك الوقت.
وقارن الباحثون النسبة المئوية للجنود المرضى ببيانات من السجل الوطني للسرطان، وخلصوا إلى أن الإصابة بالسرطان كانت أعلى 8 مرات بين جنود القبة الحديدية في ذلك العام مقارنة بأقرانهم في عموم السكان.
وبحسب ديتش: "يرتبط هذا بالدراسات التي وجدناها في الأدبيات من جيوش بولندا وفرنسا وألمانيا، والتي وجدت معدلات مرضية مفرطة بين الجنود الذين يتعرضون لمعدات مشعة في سلاح الجو وفيلق الاتصالات".
ويزعم جيش الاحتلال أنه نظرًا لأن عدد المرضى المعنيين صغير جدًا، فهذا رقم ليس له دلالة إحصائية أو أهمية طبية.
ويعترف الباحثون بضرورة الاعتماد على أقوال الجنود في ظل عدم وجود بيانات رسمية من الجيش، ولكن من ناحية أخرى فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو سبب عدم تعاون الجيش الإسرائيلي مع الباحثين وعدم إعطائهم بيانات.
ويتفق الجميع على شيء واحد وهو بأنه يجب الاستمرار في التحقيق في المشكلة، لأن متوسط فترة كمون السرطان تبلغ حوالي 15 عامًا، في حين لم يتم تشغيل نظام القبة الحديدية إلا في عام 2011.
وتابعت ديتش: "نحن لسنا ضد القبة الحديدية، إنها واحدة من أهم الاختراعات في تاريخ "إسرائيل" والتي أنقذت الكثير من الناس ومن الواضح لنا أنه من المستحيل التوقف عن استخدام القبة الحديدية، نحن ليس ضد الجيش الإسرائيلي ومن المهم بالنسبة لنا أن يفهموا ذلك نحن نعتقد فقط أنه يجب القيام بكل شيء لحماية الجنود من الإشعاع".
ونوهت إلى أنّه إذا كان من الضروري إقامة جسر ترابي لفصل مكان تواجد الجنود في معظم الأوقات عن الرادارات، فينبغي إقامة جسر ترابي.
وأكدت على ضرورة زيادة الوعي بين الجنود بشكل أكبر، مبينة أن مؤسستها أجرت مقابلات مع جميع المرضى، وسألتهم عما إذا كانوا يعلمون أنهم تعرضوا للإشعاع، فقال معظمهم إنه لم يتم التحدث إليهم ولم يتم تحذيرهم ولم يكن لديهم معدات حماية خاصة.
وقال المتحدث باسم "الجيش الإسرائيلي" ردًا على ذلك: "أكمل المهنيون في جيش الاحتلال عملاً بحثيًا جادًا وشاملًا، ولم يتم العثور فيه على أي صلة بين الخدمة في القبة الحديدية والإفراط في الإصابة بالسرطان حيث أكد ذلك أفضل الخبراء".