اتهموا الشركات الوطنية الراعية بالترويج للتطبيع مع الإحتلال

بالوثائق: نشطاء وصحفيون يهاجمون الشركات المنظمة لعرض فيلم "يا طير الطاير" لمحمد عساف

12573854_1048168358574321_4117323015041698614_n
حجم الخط

أثار التجهيز للعرض الافتتاحي لفيلم "يا طير الطاير" الذي يجسد قصة حياة الفنان الفلسطيني الحائز مؤخرا على لقب محبوب العرب محمد عساف في محافظة رام الله عدة تساؤلات أبرزها ,مشاركة ممثل فلسطيني من عرب 48 سبق وأن جسد فيلم "عرب راقصون" وتجمعه صور بأحد أبرز المسؤولين المباشرين عن المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني "شمعون بيريس" ,والأخرى الضجة الكبيرة والتجهيز ليوم الافتتاح والإنفاق الباهظ الثمن وارتفاع ثمن تذكرة الحضور في الوقت التي يعاني منه المجتمع الفلسطيني أسوأ هجمة صهيونية مبرمجة عصفت بكل القطاعات الأساسية وشلت اقتصاد البلد وأدت إلى ارتفاع نسب البطالة.
الشعب الفلسطيني يقود هبة جماهيرية واسعة شملت الوسط العربي في الداخل الفلسطيني المحتل ,وارتكب الإحتلال خلالها عدة مجازر حتى وصلت حصيلة الشهداء إلى ما يقارب 155 شهيد إضافة الى مئات الجرحى ,ليتم كشف النقاب عن أن بطل فيلم محمد عساف يتمتع بعلاقات واسعة مع قادة الإحتلال ويظهر بصورة استفزت كل مشاعر الفلسطينيين وهو يتهاوى من أجل السلام على مجرم الحرب "شمعون بيريز".
 

لماذا تم اسناد بطولة الفيلم لبرهوم؟
 صورة الفنان توفيق برهوم الذي جسد دور "عساف" مع مجرم الحرب شمعون بيريز كانت المشهد الأقسى على الفلسطينيين الذين يموتون يوما بعد يوم وتعالوا على جراحهم وأنفق فقيرهم قبل غنيهم على التصويت لأجل نجاح الفنان "محمد عساف" ووضع فلسطين على الخارطة الفنية ,وحصوله على عدة ألقاب إضافية ,كان من المفترض أن تدفعه ليجسد آلام ومعاناة المواطنين الذين تربى بينهم في أزقة مخيم خانيونس.
حلقة البرايم الأخير من برنامج "أراب أيدل" شهدت إصرار محبي الفنان على حضور الحلقة الأخيرة في شارع منزله بمخيم خانيونس حيث اصطف آلاف المواطنين أمام شاشة "بريجكتور" على منزل أحد الجيران عكست مشهدا سينمائيا قويا ,وأكدت على أن الفلسطينيين لا يتقيدون بالبرتوكولات الرسمية بقدر ما يحرصون على التقارب والتودد والمحبة .
وتساءل النشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي "تويتر , فيسبوك و انستجرام" عن سبب إختيار هذا الممثل بالتحديد ليجسد شخصية محمد عساف ,الذي يعكس ميوله تجاه إسرائيل، وفلسطين تعاني من مجازر ترتكب يوميا من قبل الإحتلال.
وتساءل الناشط عدي غنام عن إصرار المخرج هاني أبو أسعد بزج الممثل الذي يتفاخر بصوره مع قاتل الأطفال ,وتساءل أيضا حول موافقة عساف على هذا الشخص بالتحديد ,مشيرا الى أن فلسطين تعج بالشباب الوطنين.
وأضاف: أخشى أن يكون الفيلم مقدمة للتطبيع مع الإحتلال.
 

مؤسسات وطنية تشارك في رعاية الفيلم
ويرى الناشط سلام الأمعري أن مشاركة فنان من المدن الفلسطينية المحتلة يتهاوى من أجل السلام على مرتكب مجزة قانا له أمر خطير.
بينما رأت الصحفية نسرين إسماعيل أن الجريمة تكمن في رعاية الفيلم من قبل مؤسسات وطنية رأسمالها من دم الشعب الفلسطيني وهما شركة الوطنية موبايل والتي دفعت 30 ألف دولار من مجمل تكلفة الرعاية وشركة فندق الجراند بارك الذي يديره المقرب من "عساف" مدير الجراند بارك محمد زملط والذي سبق وأن رافق الفنان عساف في زيارته الثانية لغزة بعد فوزه باللقب.
وأشارت بحسب المعلومات الأولية ,فإن "زملط" هو أحد المنسقين لحفل افتتاح الفيلم.
 

عساف ابن المخيمات ويجب أن يراعي ظروفهم المادية
وحول تكاليف سعر التذكرة للمشاركة في حفل افتتاح فيلم محمد عساف في رام الله قال الكاتب والناقد رامي مهداوي أن سعر التذكرة لا يتناسب مع الأوضاع المعيشية لعامة الشعب الفلسطيني.
وأشار في نقده إلى أن الفنان محمد عساف يعتبر الأمل للعديد من الشباب الفلسطيني الواعد الذي قتل الاحتلال الأمل في داخله على مر سنوات الاحتلال.
ونوه الى محمد عساف انطلق من أحد مخيمات اللجوء في قطاع غزة المحاصر ورحلة كفاحه بالوصول الى برنامج المواهب الشهير "آراب أيدل" كانت محفوفة بالمخاطر ,وأن الشعب الفلسطيني لازال يردد كلمة والدته "نط عن السور ياما" في إشارة الى غزة المحاصرة والخروج منها ليس باليسير.
وانتقد مهداوي تسعيرة تذكرة الحضور والمشاركة في العرض الافتتاحي  الـ"100 شيكل" ,مشيرا الى أنها تعتبر الأعلى على المستوى الفلسطيني بفارق ثلاث أضعاف المشاركة في العروض السينمائية الأخرى والتي تقدر بـ"30" شيكل على الأكثر..
ولفت إلى أن الجميع عبروا عن استيائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية من سعر التذكرة المكلف ,مشيرا الى أن المحيطين بمحمد عساف هم من يحاولوا إبعاده عن جمهوره ومحبيه وخلق فجوة كبيرة بينه وبينهم.
وتوقع مهداوي أن يكون العرض مجانا ,وفقا للجماهير الفلسطينية التي هي بالأساس من صوتت له وأوصلته الى النجومية التي يتمتع بها الآن.
وأكد على أن عساف يجب أن لا ينسى أنه خرج من رحم معاناة المخيمات الفلسطينية ,ويعي معاناتهم تماما ويعرف ما تمثل الـ"100" شيكل لأي اسرة فلسطينية متوسطة الدخل.
وطالب مهداوي بأن يكون العرض مجانا وأن تكلفة العرض من السهل أن يتحملها "عساف" شخصيا ,وأن التكلفة الإجمالية للعرض والتي تتراوح حول "70000" شيكل لا تؤثر عليه ,مشيرا الى أن الحفل النهائي للبرنامج شهد تجمهر الآلاف أمام شاشات العرض المجانية لعدم قدرتهم على دفع تكلفة الجلوس في مقهى وخصوصا في غزة التي تشهد إنقطاع متواصل للتيار الكهربي.
 

هجوم شعبي على سعر التذكرة "100 شيكل"
وبالإشارة الى سعر التذكرة ,قال الناشط عدي حريبات: " يعني بصراحة جدا موضوع  فيلم محمد عساف مش من قائمة اهتمامي ومش هاممني شو عمل بحياتو وكيف صار فنان ."
وأضاف: الاهم من ذلك حتى لو كان الفلم ببلاش يمكن ما افكر احضروا".
وتابع: "بس الامانة والذمة والضمير انو 100 شيكل عيب تكون التذكرة مش من عوايدنا وعاداتنا".
وانتقدت لما حوراني الآلية التي تعمل الشركة فيها على عرض الفيلم ,وقالت : "الحق بالأساس على محمد عساف وهاني ابو اسعد، عملوا القصة مسخرة.
وأضافت : "ريد كاربت؟؟!!! طب خليهم يتعلموا من اهل الشجاعية كيف انه الريد كاربت ممكن تكون ببلاش وبمواصفات عالمية، بس عالمنا احنا مش عالم ما اله علاقة فينا..."يا حيف".
أما رولا شهوان كتبت :"ليه محمد عساف اهم من ياسر عرفات ، محمود درويش ، فدوى طوقان وغيرهم من الشخصيات العظيمة في تاريخنا الفلسطيني.. لم اذكر اني دفعت تذكرة لحضور اي فيلم تكلم عن هذه الشخصيات ... ولن ادفع 100 شيكل لحضور فيلم عن محمد عساف".
واستفزت صابرين عطيوي من سعر  تذكرة حضور فيلم محمد عساف في رام الله والتي وصلت الى100 شيكل.
وأضافت: الفيلم بحكي عن حياة الفقر في المخيمات وكيف تحولت حياته من وحي المخيمات إلى أن أصبح نجم..
وأردفت: "سعر التذكرة 100 شيكل أي مش راكبة ومش زابطة...يعني الفقير بطلعلوش يحضر"!!.
وتابعت: " أي خافوا الله ملعون ابوها الازدواجية اللي ماشية في هالبلد".
وبدوره قال ,علاء دراغمة : "تذكرة فيلم محمد عساف ب100 شيكل!! على شوووو؟؟ ليكون مفكر حالو johnny dep ولا هاني ابو اسعد مفكر حالو صار Christophar nolan ولا ليكون قصر رام الله الثقافي صار هوليوود واحنا مش عارفين" !!
وأضاف: "هذا السعر فقط لإطلاق الفيلم، وهو ليس العرض الوحيد، إذ سيتم إطلاق الفيلم في دور السينما بجنين ونابلس ورام الله بعد يومين على الافتتاح بتذاكر تتراوح قيمتها بين 25 و30 شيكل".
تبريرات الجهات المنظمة
ومن جهته ,دافع "زملط" موضحا: "سيكون عرض الافتتاح بمقاييس عالمية ومن شروط العقد الذي وقعناه لإطلاق الفيلم في فلسطين أن يلتزم بهذه المقاييس باعتباره عرض Red Carpet الذي سيتم بوجود الفنان محمد عساف ومخرج الفيلم هاني أبو أسعد والمنتجين وجهات دولية عربية وأجنبية".
وأكد أن عدد التذاكر المتاحة للجمهور "250 دعوة فقط" ونفدت بعد وقت قصير من الإعلان، بينما باقي الحضور سيتواجدون بناء على دعوات شخصية.
الجدير بالذكر أن شركتي "ستار افنتس" و "زين" التي تملكها زوجة مدير فندق الجراند بارك محمد زملط بالشراكة مع مدير اعمال محمد عساف تمتلك حقوق الترويج للفيلم والتنسيق لحفلات "عساف" في فندق الجراند بارك وفلسطين.
يشار الى أن "يا طير الطاير" فيلم روائي طويل مستوحى من سيرة الحائز على لقب "محبوب العرب" محمد عساف، وقصة نجاحه، ومخرجه أبو أسعد حائز على جائزة "غولدن غلوب" عن فيلم "الجنة الآن- Paradise Now"، الذي رُشِّح لنيل "أوسكار" إضافة إلى فيلمه "عمر".
وصُوّر الفيلم في قطاع غزة ومحافظة جنين، والعاصمة الأردنية عمّان إضافة للبحر الميت.
ويجسّد شخصية عسّاف في الفيلم، الممثل الفلسطيني الشاب توفيق برهوم، وتولّى كتابة الفيلم أبو أسعد، بمشاركة سامح الزعبي. 
الجدير بالذكر أن وكالة "خبر" وخلال إعدادها للتقرير حاولت الإتصال مرارا وتكرارا مع مدير أعمال الفنان "عساف" الأستاذ رامي عبدو ومدير الماركوم في شركة الوطنية موبايل الأستاذ شادي القواسمي ومدير فندق الجراند بارك محمد زملط لمنحهم حق الرد على الاتهامات ولم تتلقى أي رد منهم.