قادت الصدفة فى العام 2015، سيدة تدعى سارة كانت تقضى عطلة نهاية الأسبوع الطويلة بدرب الأبالاش الوطنى ذو المناظر الطبيعة والذى يمر عبر شرق الولايات المتحدة، لمقابلة شخص لأول مره فى حياتها، والتى وقعت فى حبه من أول نظرة.
قالت سارة: "عند مقابلة عينى الغريب، شعرت بالراحة على الفور"، رغم أنها قابلته للتو فى الغابة، لكنها وثقت به، وقد بدا لها ودودًا، وظنت أنه جذاب، إذ كان يبتسم، وتتذكر سارة أنها كانت تحاول إخفاء إعجابها التلقائي به، وسألها الغريب: "هل تعرفين أين يمكنني العثور على مياه؟".
لم يكن لدى سارة أدنى فكرة، مع ذلك أجابته: "هناك بحيرة ربما على بعد نصف ميل من الدرب الأصفر"، ثم أشارت إلى قارورتها وعرضت عليه "لدي بعض الشراب إذا كنت ترغب؟".
وضحك الغريب، لكنه رفض عرضها، ثم شرع بإخراج خريطته الورقية، وأشار إلى البقعة التي أقامت فيها أرجوحتها الشبكية على أنها البقعة التي يوجد بها مياه، وأخرجت سارة هاتفها لمقارنة خريطته بالخريطة التي كانت تستخدمها طوال عطلة نهاية الأسبوع، ولم تكن هناك مثل هذه العلامات على أى من خرائطها الرقمية، ولا توجد علامة على وجود مياه في الجوار.
وأثناء مقارنة الخرائط، عرف الشاب الغريب نفسه لسارة، ويدعى ترافيس كينج، وكان بمنتصف الثلاثينيات من عمره وقتها وكان يقضي عطلة نهاية الأسبوع، مثل سارة، بالمشي الطويل على درب الأبلاش، وبعد عدة دقائق من تبادل أطراف الحديث، وانطلق ترافيس في سعيه للعثور على نبع أو نهر.
وشغلت سارة نفسها بإعداد العشاء، ثم عادت إلى أرجوحتها لمشاهدة غروب الشمس، وعندما حل اليل، وجدت نفسها تفكر في ترافيس، وتأمل في عودته، وبالفعل عاد ترافيس إليها بعد ساعة أو نحو ذلك، وأكمل حديثه معها عن بعض رحلاته السابقة، وجاء ذكر موضوع الخرائط مرة أخرى، وأدركت سارة أنّ هذا كان العذر المثالي لطلب رقم هاتفه لتشاركه خريطتها الرقمية، ووافق ترافيس.
لم تكن هناك خدمة هاتف محمول في الغابة، لذا وعدت سارة بإرسال الخريطة إليه في اليوم التالى، وهكذا ودّع المتنزهان بعضهما البعض، وانطلق ترافيس في طريقه، بينما استقرّت سارة بخيمتها.
وفي اليوم التالي، أجّلت سارة مغادرة الغابة لأطول فترة ممكنة، ولكن عندما عادت في النهاية إلى سيارتها، وأرسلت رسالة إلى ترافيس، مرفقة بالخريطة، كما وعدت، وتمنت له التوفيق برحلته، ثم عادت إلى المنزل.
في ذلك المساء، أفرغت سارة حقيبتها وحاولت تجنب فحص هاتفها، وفي اليوم التالي ذهبت إلى العمل، وعادت إلى منزلها ولم يكن هناك أي رد من ترافيس، وفي وقت متأخر من ذلك المساء، رضخت سارة وأرسلت له رسالة أخرى، معتبرة أنه ربما لم تصله رسالتها الأولى، لتكتشف أن ترافيس لم يعطها الرقم الصحيح.
إذ وصلتها إجابة من صاحبة الرقم تقول: "اسمي كاثي، لا أعرف من الذي تبحثين عنه، لكن من فضلك توقفي عن مراسلتي"، مع ذلك بقيت سارة تظن أنهما سيجتمعان مرة أخرى، وفي هذه الأثناء، كان ترافيس يفكر بـ سارة أيضًا، ويتساءل لماذا لم تراسله، حسبما ذكره لـ CNN.
وتوالت الأيام، وفي وقت لاحق من ذلك الأسبوع، كانت سارة في الخارج مع صديقتها، وتحكي لها قصة ترافيس للمرة المائة، وعندما طلبت صديقتها رؤية الرقم الذى سجلته سارة، نصحتها بمحاولة تغيير إحدى الأرقام، وفعلت سارة ذلك بالضبط، ثم أرسلت عبارة ترحيب سريعة، وفى غضون ثوان، أتاها الرد من صاحب الرقم يقول: "من؟"، لتجيبه قائلة: "سارة من الغابة؟".
فأجاب صاحب الرقم: "أين الخريطة التي كنت سترسليها لي؟"، ليتضح أنه ترافيس بالفعل، ومن ذلك الحين، بقي الثنائي على تواصل عبر الرسائل النصية والمكالمات لفترة حتى قررا أن يلتقيا مجددا في نيويورك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معا.