عمدت مجموعة من اتحاد الطلاب الفلسطينيين في كلية الاقتصاد في جامعة لندن بتشويش محاضرة ألقاها رئيس جهاز الأمن العام السابق في إسرائيل (الشاباك)، عامي أيالون، في جامعة كينغس كوليج في لندن.
وبعد استدعاء الشرطة إلى المكان، قامت الشرطة بإبعاد المتظاهرين من قاعة المحاضرة. ويظهر شريط فيديو رئيس الشاباك السابق وهو يحاول إلقاء كلمته، فيما يتم مقاطعته بالصراخ وبتشغيل صفارات من قبل الطلاب الفلسطينيين. وبحسب المنظمين حاول المتظاهرون التشويش على المحاضرة 15 مرة.
وقبل بدء المحاضرة قام الطلاب الفلسطينيون بتوزيع منشورات اتهمت أيالون بمجرم الحرب. كما هتف الطلاب الفلسطينيون خلال وقفتهم "فلسطين حرة حرة"، و "تحيا فلسطين"، "فلسطين حرة من البحر للمية".
وروى ديفيد تمان، الذي صور شريط الفيديو أن الغرفة التي عقدت فيها المحاضرة كانت صغيرة جدا. وبحسب أقوال تمان الذي يقف على رأس منظمة "المجتمع من أجل إسرائيل" في كلية الاقتصاد في لندن والتي شاركت بتمويل المحاضرة، فإن القاعة ضمت 56 مقعدا بينما شارك في المحاضرة أكثر من 100 شخص.
ونتيجة لذلك فإن الكثير من الحضور بما فيهم الطلاب الفلسطينيين الذين قاموا بالتشويش على محاضرة أيالون من داخل القاعة، لم ينجحوا في الدخول إلى داخل القاعة. وعندما بدأ أيالون بإلقاء محاضرته باشر المتظاهرون بالصراخ وتشغيل الصفارات.
وقال تمان: "عامي قام بعمل ممتاز على ضوء الحيثيات. لقد أصر على الحديث، لم يكن مزودا بميكروفون، ولكنه اجتهد بالحديث بصوت عال. الناس الذين جلسوا في الخلف شعروا أنهم تحت طائلة التهديد. كان من المثير أن تشاهد كيف عزم الجميع على التركيز في أقوال عامي وبما قاله على الرغم من الخوف الذي ساد المكان".
ونشرت إستر انفيلد رئيسة "المجتمع من أجل إسرائيل" تغريدة لها على موقع فيسبوك وروت قصص العنف الذي ساد المكان. وكتبت أن أحد المتظاهرين هاجمها جسديا. وبحسب أقوالها فقد تم إنهاء المحاضرة قبل الوقت المقرر وذلك لأن الشرطة "تخوفت من قيام المتظاهرين بإشعال النار".
وأضافت قائلة: "حسب رأيي، هذا يثبت من هم هؤلاء الأشخاص الذين يفتعلون مثل هذه الحوادث. ليست السياسة الإسرائيلية هي السبب، وإنما لأن الحديث هو عن إسرائيل فقط. هم يرون في إسرائيل امبراطورية كولونيالية غير شرعية ويجب تفكيكها بشكل كامل. ومن وجهة نظر نشطاء حقوق الإنسان، فإن عامي أيالون هو هدفا, وأن كل من يتمسك بموقف صهيوني لا يتمتع بأي شرعية".
وأضاف تمان: "وقفت ونظرت إلى شعار معلق في كينغس كوليج في لندن على أنها "منطقة آمنة"، واستوعبت أن تلك عبارة عن "خديعة"، في الحقيقة فإن الجامعات في أنحاء بريطانيا ليست مناطق أمنة لليهود وللصهيونيين".
وتنشط في بريطانيا مجموعات من الطلاب الفلسطينيين ضمن منظمة مقاطعة إسرائيل BDS، والتي تنادي بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل.
ونجحت هذه المجموعات في فرض عقوبات على المؤسسات العلمية في إسرائيل إلى جانب حث مؤسسات بريطانية على سحب استثماراتها من شركات إسرائيلية عديدة من بينها شركات تعمل في الأراضي الفلسطينية.
يذكر أن مئات الأكاديميين البريطانيين يقاطعون إسرائيل بعد حملة واسعة لمنظمة BDS في بريطانيا، كان آخرها الدعوة التي أطلقتها أعضاء في نقابة الأطباء البريطانية عندما طالبوا نقابة الأطباء العالمية بإخراج إسرائيل من المنظمة بسبب سياستها ضد الفلسطينيين وخاصة بموضوع الاستيطان.