العالم محكوم بمعادلة مقبولة اجتماعياً يسير وفقها، الرجل يتزوج من تصغره سناً والمرأة ترتبط بمن بكبرها سناً، لكن هذه المعادلة لم تعد قائمة كما كانت من قبل بل بات الرجال يقدمون على الزواج بمن تكبرهم سناً. طبيعة هذه الزيجات غير مقبولة اجتماعياً في أي مجتمع كان وغالباً ما تكون الانتقادات من نصيب المرأة، أما الرجل وكما العادة فيخرج كالبطل لكونه تمكن جذب وإقناع من تكبره سناً بالزاوج به. المديح هذا ما يلبث أن يتحول الى انتقادات في حال كان الفارق في السن كبيراً. الفارق في السن قد يبدأ من عام واحد ويصل إلى ١٠ أو ١٤ عاماً أو أكثر، وكلما كان الفارق أكبر كلما كانت الضغوطات والمشاكل المرتبطة بهذه العلاقة أكثر تعقيداً. لماذا يتزوج الرجل العربي بمن تكبره سناً؟ الأسباب عديدة ومتنوعة بعضها بسيط كالوقوع في الحب وبعضها أكثر تعقيداً. - الاستقلالية والنضوج: المرأة ومع تقدمها بالسن تكتسب خبرات عديدة وبالتالي تصبح أكثر إستقلالية. فهي مستقلة نفسياً ومادياً ولا تحتاج الى رجل يمنحها كل شيء. هذه الصفة تجعل الرجل يتعلق بها بشكل كبير، فمع الإستقلالية يأتي النضوج الذي باتت عامل جذب وذلك لندرته عند الفتيات العازبات. فالمرأة الأكبر سناً تملك الوعي الكافي الذي يمكنها من التعامل معه بأسلوب يبتعد عن الطيش والتعلق المبالغ به ما يعني أن العلاقة أسهل. - تعرف ما تريده: حين يلتقي أي شاب بفتاة تصغره سناً فغالباً ما تكون العلاقة قائمة على ممارسة الألاعيب، فهي إما لا تعرف ما تريده حقاً أو تلجأ الى أسلوب إثارة غيرته. الأكبر سناً من جهتها تجاوزت هذه المرحلة، فهي تعرف تماماً ما تريده ما يعني أن العلاقة واضحة وتتجه نحو هدف محدد. - التواصل معها يختلف تماماً: للأسف فإن غالبية الجيل الحالي من الشابات يعانين من إنعدام الثقافة والإهتمام بالقشور. القدرة على التواصل بشكل صحي أساس أي علاقة عاطفية كانت أو جنسية. والنساء الأكبر سناً، يملكن هذه القدرة. صحيح أن بعض النساء المتقدمات بالسن يشبهن الجيل الأصغر سناً لكن الغالبية تمتلك الوعي والثقافة . - صورة الأم: ليس جميع الرجال الذين يتزوجون ممن تكبرهم سناً يعانون من الخلل هذا، لكن فئة لا بأس بها تعاني منه. الإنجذاب يبنى على خلل نفسي يرتبط بطفولة خالية من حنان الام وعطفها. والعلاقة تكون ضرورية ليملأ الفراغ الذي يعاني منه وهي من العلاقات التي لا يكون مصيرها النجاح. - الاستقرار المادي: الزواج بهذه النوعية من النساء يوفر على الرجل عناء الإنطلاق من الصفر. فهي إمرأة عاملة تجني المال وربما قد تكون من أصحاب الثروات. وهكذا يجد نفسه أمام «صفقة» ممتازة. - علاقات جنسية أفضل: العلاقة الجنسية تكون أفضل من مختلف النواحي. فمن جهتها الرجل «جائزة» يمكنه منحها ما تحتاج اليه لكونه أصغر سناً، وبالنسبة اليه فهي تمثل النضوج العاطفي الذي يمكنه من تقديم أفضل ما لديه. - تقدره أكثر: الاكبر سناً ستقدره أكثر من تلك التي تصغره سناً. فهي تدرك تماماً فارق السن بينهما وبحكم نضجها ووعيها فهي ستجعله يشعر بأنها تقدر تماماً كل ما يقوم به من أجلها. نظرة المجتمع وطبيعة العلاقة العلاقة بين الزوجين لا تختلف كثيراً عن الزيجات الأخرى، المشاكل تتشابه في مجالات عديدة وتختلف في مجالات اخرى. فارق السن يكون له تأثيره السلبي عندما تكون المرأة أكبر من الرجل بخمسة أعوام على الاقل وخصوصاً عندما يكون فارق السن واضح على الشكل الخارجي. المرأة التي تبدأ علامات التقدم بالسن تظهر عليها بشكل جلي تدخل في صراع كبير مع النفس و المجتمع و الزوج. ستبدأ في مرحلة ما تشعر بالخوف من فقدانه لإمرأة أجمل و أكثر شباباً وحينها ستبدأ بالشعور بالغيرة وبفقدان الصفات التي جعلته ينجذب اليها ولعل اهمها النضوج الفكري. المعضلة الكبرى التي تواجه الرجل في العلاقة هي فرض «رجولته»، فالنساء بشكل عام أكثر نضوجاً من الرجل وحين تكبره سناً فإنها ستعتبر انها الادرى والاكثر خبرة ما يخلق حالة من الصراع الدائم حول هوية الرجل في المنزل. مشاكل إضافية تبدأ بالظهور مع تقدم المرأة بالسن والتي قد تصل احيانا الى سن اليأس في وقت ما زال الرجل في ريعان شبابه ما يخلق شرخاً عاطفياً وجنسياً كبيراً. المجتمع من جهته لا يرحم هكذا زيجات رغم أن سهام الانتقادات غالباً ما تطال المرأة وليس الرجل، لكن في حال كان فارق العمر كبيراً فإن للرجل نصيبه من الإنتقادات أيضاً. بالنسبة للمجتمع هكذا زيجات مرفوضة لأنها قائمة على خلل ما يكمن إما فيها أو فيه. الرجل غالباً ما يتم إعتباره ضحية لإمرأة غررت به وأوقعته في شباكها وبالتالي دمرت مستقبله وسعادته رغم أنه قد يكون سعيداً جداً في حياته الزوجية. المحيط لطالما لعب دوره في إفشال هذه الزيجات وبالنسبة اليهم فهم قاموا بإنقاذه منها.. مع أنه لم يكن يبحث عمن ينقذه بل كل ما أراده هو أن يتركه الجميع وشأنه للإستمتاع بحياة إختارها طوعاً.