يديعوت : التظاهر استنفد فائدته: حان الوقت لإعلان الإضراب العام

ناحوم-برنياع.jpeg
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 



باستعارة لجملة قالها ذات مرة تشرتشل، فإن هذه ليست نهاية الكفاح، بل هي نهاية البداية. فقد لبى المتظاهرون التوقعات: السير على طول مسار التظاهرات في تل أبيب، من مفترق عزرئيلي حتى ميدان هبيما، وعرض مسار يعج بالناس، تحوّل حشرا في كل مقطع شارع نصبت فيه شاشة وعليها بثت الخطابات. ولئن كان في السبت الماضي 80 ألفا، كاد العدد هذه المرة يتضاعف، في تل أبيب وفي مراكز التظاهرة الأخرى في أرجاء البلاد. من الصعب أن نرى كيف ستنجح حركة الاحتجاج في أن تجتذب إلى تظاهرة أخرى جمهورا اكبر أو خطابات مبهرة اكثر. فقد تحدث الكاتب دافيد غروسمان عن "الزمن الأسود"، وهو تعريف قاس جدا للفترة الحالية. تحدث بوغي يعلون عن جيش في عهد دكتاتورية. "انظروا إلى جيش بوتين الفاشل"، قال، "وستفهمون كيف يبدو جيش الدكتاتورية".
أثبتت التظاهرتان الكبريان انه يوجد جمهور كبير في إسرائيل مستعد لأن يخرج من البيت ويتظاهر من اجل الديمقراطية، جمهور كبير يعرف كيف يوجه غضبه إلى قنوات منضبطة، قانونية، وديمقراطية.
في الجانب التربوي، زرعت التظاهرات شكا في أوساط نسبة معينة من الجمهور ممن صوتوا لصالح كتلة نتنياهو، ولعلهم أيضا ساهموا بشيء ما في تصميم استر حايوت وغالي بهرب ميارا، اللتين تقفان في هذه اللحظة في مركز الكفاح. من جهة أخرى، فإنها لم تبطئ عملية التشريع في الكنيست، ولم تردع الحكومة. القطار الذي يقودنا إلى بولندا وهنغاريا يواصل سفره، بأقصى سرعة.
الإحساس من خلف منصة الخطباء، أول من أمس، كان أن مرحلة التظاهرات استنفدت. لا مفر من السير إلى المرحلة التالية – تعطيل أجزاء من المرافق الاقتصادية. والفرضية هي أن رئيس الهستدروت، ارنون بردود، غير معنيّ بالانضمام إلى الاحتجاج، خاصة في هذه المرحلة. فهو يسعى إلى صفقة مع وزير المالية سموتريتش. فإذا ما عطل الاقتصاد فإنه سيفعل ذلك لأسباب أخرى، وليس بسبب المس بجهاز القضاء. وإذا كانت هناك إضرابات فإنها ستركز على عمال صناعة التكنولوجيا العليا، المحامين، الأطباء، الطلاب، وتلاميذ الثانوية.
يسعى الاحتجاج إلى هدفين مختلفين. الأول، ممارسة الضغط على الائتلاف كي يلطف الحدة أو حتى يلغي سلسلة القوانين من مصنع لفين وروتمان. الثاني، إسقاط الحكومة. الهدف الأول يتطلب العمل فورا وبسرعة، قبل أن تقر القوانين وتنفذ. أما الهدف الثاني فيتطلب نفسا طويلا.
في هذه الأثناء، لا يجند اليمين ناخبيه. من ناحية نتنياهو، الكلاب تنبح، والقافلة تسير. محاولات مؤيديه المس بالمتظاهرين ستعزز فقط الإحساس بأن وجهته هي لتصفية الديمقراطية، وستشدد الاحتجاج. فضلا عن بضعة فتيان سافروا على دراجات تسير وقوفا وهتفوا "بيبي" لم أرَ في بؤر التظاهرات في تل أبيب لا بيبيين، ولا حريديم، ولا مستوطنين.
يدور الكفاح مثلما في القول الشهير لشايكا اوفير: المناجاة هي شخص واحد يتحدث إلى نفسه؛ أما الحوار فهو شخصان يتحدثان إلى نفسيهما. المتظاهرون والحكومة يعملون في كونين متوازيين.

عن "يديعوت"