لعل ميزة "الحكومة الفاشية الجديدة" بقيادة نتنياهو، أنها لم تعد تبحث "غموضا" في العمل لتنفيذ المخطط التهويدي في الضفة الغربية والقدس، خاصة بعدما نجحت في "جس نبض" رد فعل "الرسمية الفلسطينية" أثر اقتحام الإرهابي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، بعدما كان ذلك خطا أحمرا، أشعل أوسع عملية مواجهة مع العدو الاحتلالي في زمن "المؤسس ياسر عرفات"، لكنه مر مرورا "سلسا هادئا" عبر خطب في مجلس الأمن..لم تترك غبرة واحدة فوق حذاء حكومة الإرهاب النتنياهوية.
وبعد انتهاء زمن "الغزوة البن غفيرية" بلا ثمن أو معاتبة سياسية دولية، لمنع أمريكا، وبرضى فلسطيني عربي، اصدار بيان من مجلس الأمن يدين تلك الفعلة السياسية يوم 5 يناير 2023، انتقلت حكومة "التحالف الفاشي الجديد" الى ما يليها من خطوات تهويدية، ولكن بسرعة مضاعفة عما كان لها في سنوات سابقة، حيث تم رسميا ولأول مرة تعيين وزير خاص لتنفيذ ذلك المخطط القادم.
ونشرت وسائل إعلام عبرية عناصر "الثورة الاستيطانية الكبرى" لحكومة تحالف نتنياهو وتشمل:
المصادقة على 18 ألف وحدة استيطانية جديدة
انعقاد مجلس "التخطيط الأعلى" مرة كل شهر وليس مرة كل ثلاثة أشهر
لجنة فرعية للمصادقة على بناء استيطاني لا يشمل وحدات سكنية
3 تواقيع وليس 5 للمصادقة على المخططات الاستيطانية
تجاوز وزارة الجيش والمؤسسة العسكرية و"مدننة" الإدارة المدنية في الضفة
"ضم مصغر" عبر إدراج الفلسطينيين في المعطيات الرسمية الإسرائيلية
ولأول مرة منذ الغاء الاتفاقات الموقعة من قبل حكومات تل أبيب المتعاقبة بين منظمة التحرير ودولة الكيان عمليا من عام 2000، وبعد تغيير جوهري في مفهوم عمل "الإدارة المدنية" لسلطات جيش الاحتلال، قرر نتنياهو منح صلاحياتها الى الوزير سموتريتش، ليكون المسؤول الأول عن تلك الإدارة ومشرفا على تنفيذ "الثورة الاستيطانية الكبرى"، بكل تفاصيلها، وكف يد جيش الاحتلال ووزيره عن التدخل في ذلك الشأن.
رغم كل ما سمع نتنياهو محاذيرا جراء ذلك القرار، من شخصيات أمنية وقانونية إسرائيلية، وما يمكن أن تثيره ردة فعل ليس محليا فحسب، بل في إطار محكمة العدل في لاهاي، لكنه لم يقف كثيرا أمام تلك الأصوات، لسبب يبدو أنه لم يعد مجهولا، من حيث قياس "مرابح قراره" مقابل ما يمكن خسارته، لو انتظر وفقا لتلك الأصوات.
يبدو أن نتنياهو، أصبح متيقنا تماما، ووفقا لتقديرات أجهزته الخاصة، بعدم دفع ثمن كبير سياسيا وأمنيا مقابل تلك القرارات، تعيين الوزير المستوطن العنصري سموتريتش لقيادة "الثورة الاستيطانية"، لا فلسطينيا وبالتأكيد لن يكون عربيا، بل العكس حيث بدأت عملية فتح الأبواب لاستقباله.
نتنياهو وتحالفه الحكومي الفاشي الاستيطاني، أدرك جيدا، ان الرسمية الفلسطينية لن تقوم بأي عمل من شأنه تغيير "معادلة الأمر القائم"، فلا وقف للتنسيق الأمني، بعدما هددها صراحة بسحب الامتيازات الشخصية جدا، ولن تذهب الى تنفيذ أي من قرارات "فك الارتباط"، وستبقى "تجاهد" في "دائرة التهديدي السوفي"، ولن تتجاوزه نحو القيام خطوة عملية واحدة، مع زيادة درجة "العويل العام" ومناشدة الأمريكان للتدخل والقيام بما يستر عورتهم سياسيا، بعدما أقدم نتنياهو على تعريتها بلا أدنى حساب خاص.
وعربيا، يبدو أن هناك تسوية ما وفق معادلة جديدة تنطلق من "الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي مقابل الضم الواسع"، معادلة يمكن لنتنياهو تسويقها بامتياز داخل أطراف حكومته، ولجم الوزير الصبي بن غفير ومنعه من القيام بأي فعلة تربك معادلته الذهبية الجديدة.
لم يعد الحديث عن الضم والتهويد توقعات أو تقديرات سياسية معرفة بأفكار حكام دولة الكيان العنصري، بل أصبحت واقعا مخططا وجهازا تنفيذيا لها، يبدأ بفرض "حقائق سياسية جديدة"، دون أن يجد " عراقيل تحد من مساره المتسارع.
"الثورة الاستيطانية الكبرى" بقيادة الفاشي المستوطن سموتريتش لن تقف ما لم تتغير جذريا حركة الرسمية الفلسطينية، ودون انتظار لمساعدة "صديق"، وتنطلق نحو "صحوة كفاحية شاملة" تنقلها من "سبات" طال أمده الى فعل تأثيري عام.
وعناصر "الصحوة الوطنية" بتفاصيلها متوفرة جميعها في درج مكتب الرئيس محمود عباس، وما عليه سوى نفض الغبار الذي تراكم عليها منذ عام 2015 حتى تاريخه...وعندها لن يقلب المشهد على عدو قومي فحسب، بل على كل عدو للوطنية الفلسطينية أي كان مسمياتهم الأخرى!
دون القيام بـ "الصحوة الوطنية" على الرسمية الفلسطينية "لملمة" بقاياها، ولتختار مكان "تقاعدها" الذي لن يكون آمن أبدا!
ملاحظة: بشكل مفاجئ..خرج وزير خارجية الكيان العنصري بن عامي ودسم "السم في العسل" وهو يتحدث عن حرب أوكرانيا..بن عامي اعتبر عدم قبول الفلسطينيين بالسلام غير الكامل قاد الى كارثة...طيب هو تهويد الحرم القدسي مش أصل الكارثة..شلامكم ما كان شلام ولا شالوم يا شلومو!
تنويه خاص: يوم 26 يناير 2008 رحل القائد الوطني الكبير جورج حبش...أحد اضلع قيادة الثورة الفلسطينية المعاصرة..جورج حبش اسم لا يمكنه أن يكون مضافا لشي فهو من أضاف للفعل الوطني والثوري ..سيبقى خالدا خلود من صنعوا "المجد الوطني الفلسطيني الكبير"..سلاما أبو ميساء