اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، لبحث عدد من الملفات الداخلية، إضافة إلى قضايا الحدود الخارجية للجرف القاري للبلاد في المحيط المتجمد الشمالي.
وقال بوتين في افتتاح الاجتماع الذي عقد اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرنس: "اليوم أمامنا عدد من القضايا المهمة المتعلقة بجدول الأعمال الداخلي وكذلك مسألة الحدود الخارجية للجرف القاري لروسيا في المحيط المتجمد الشمالي".
ولم يذكر موقع الكرملين مزيدًا من التفاصيل حول الاجتماع، مشيرا إلى أنه حضره كل من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ورئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفينكو ورئيس الإدارة الرئاسية أنطون فاينو، وسكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ومدير هيئة الأمن الفيدرالية ألكسندر بورتنيكوف، ومدير الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، إضافة إلى وزير الموارد الطبيعية والبيئة ألكسندر كوزلوف.
وقال مدير عام الشركة الحكومية "روستيخ" سيرغي تشيميزوف، إن مزاعم كييف وبعض وسائل الإعلام الأجنبية، بأن الجيش الروسي يعاني من نقص في القذائف، عديمة الصحة.
وأضاف: "المزاعم التي يروج لها خصومنا اليوم، حول نفاد الصواريخ والقذائف أو أي شيء آخر في ترسانة روسيا، هي محض هراء. بطلب من وزارة الدفاع، قمنا بزيادة إنتاج عدة أنواع من الذخائر مرات عديدة، وفي بعض الأنواع تمت زيادتها بشكل ضخم"، مشيرًا إلى أنه خلال تنفيذ العملية العسكرية الخاصة، تم بالفعل استهلاك كمية كبيرة من الذخيرة من جميع الأنواع - الخراطيش وقذائف المدفعية وقذائف الدبابات والصواريخ.
وعلى صعيد آخر، في أوائل سبتمبر، ذكرت صحيفة The New York Times، نقلا عن مصادر استخباراتية، أن روسيا قامت بشراء ملايين قذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية.
ووفقا للصحيفة، يشير ذلك إلى أن العقوبات "حدت بشكل خطير من سلاسل التوريد وأجبرت موسكو على اللجوء إلى الدول المارقة للحصول على الإمدادات العسكرية".
من جانبه قال الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، إن هذه المزاعم وغيرها ليست إلا جزءا من حملة إعلامية مغرضة، منوهًا إلى أنه تعمل في روسيا شركات عديدة ضخمة تنتج الأسلحة والمعدات الحربية، ومن بينها مؤسسة "الأسلحة الصاروخية التكتيكية" التي تنتج مجموعة مختلفة من الصواريخ، ومؤسسة "ألماز أنتي"، التي تنتج صواريخ موجهة مضادة للطائرات، وشركة "تيخماش"، التي تنتج مجموعة واسعة من المدفعية والصواريخ.
وفي مجال آخر، تدل نتائج اجتماع الناتو في قاعدة رامشتاين، حيث تم البت في تزويد أوكرانيا بالأسلحة، مجددا على عدم المسؤولية من جانب الغرب والرغبة في تصعيد النزاع.
وأعلنت ذلك المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وقالت: "تشهد نتائج هذا الاجتماع بشكل لا لبس فيه على السلوك اللامسؤول إطلاقا من جانب الغرب ورغبته في تأجيج النزاع.. لا يهمهم بتاتا مصير أي كان على أراضي أوكرانيا. وبات واضحا الآن أنهم لا يهتمون كذلك بمصير أبناء جلدتهم، لأن الدبابات لا تسير ذاتيا".
وقالت زاخاروفا "على الذين سيذهبون ضمن هذه الكتائب والمجموعات المرافقة للدبابات، أن يعرفوا المصير الذي أعدته حكوماتهم لهم"، مؤكدة على أن الحديث لا يدور بتاتا منذ فترة بعيدة عن أي دفاع عن أوكرانيا، وعلى أن كييف والغرب على استعداد للقيام بأي شيء لإلحاق أكبر قدر من الضرر بروسيا.
وأضافت: "في وقت سابق، أعلن (فلاديمير زيلينسكي) عن نيته استخدام أسلحة الناتو لضرب موسكو وبطرسبورغ ويكاترينبورغ ومدن روسية أخرى. وهذا دليل آخر على نية الغرب رفع سقف الرهان في النزاع، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة أمده وزيادة الخسائر في الأرواح"، مشددة على أن "الناتو انخرط بشكل كامل وتام في المواجهة مع روسيا، وهي آخذة في التصاعد ويجب على المواطنين في دول الحلف إدراك ذلك".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توجيه ضربة ناجحة لمنشآت الطاقة التي كانت تضمن عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري ونظام النقل الأوكراني، وتم إصابة جميع الأهداف.
جاء ذلك ضمن تقرير وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات القتالية في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا ليوم الجمعة، حيث تابع التقرير بأن الضربة الصاروخية الضخمة، التي تمت يوم أمس 26 يناير، تمت بأسلحة دقيقة المدى، جوية وبحرية، وكذلك من خلال طائرات مسيرة، وأصابت منشآت نظام الطاقة التي كفلت عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري ونظام النقل في أوكرانيا.
ونتيجة لهذه الضربة، تعطل نقل الأسلحة والذخائر إلى مناطق القتال، بما في ذلك تلك التي أمدت دول "الناتو" أوكرانيا، كما تعطل عمل مرافق الإنتاج للمؤسسات لإصلاح وترميم المعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية.
وفي اتجاه كوبيانسكي تم تصفية أكثر من 30 جنديا وتدمير مركبتين ونظام مدفعي أمريكي الصنع من طراز M-777 ومدفع هاوتزر من طراز D-20.
في اتجاه كراسنوليمان، أوقعت القوات المسلحة الروسية هزيمة بوحدتي اللواءين الميكانيكيين رقم 24 و92 للقوات المسلحة الأوكرانية بضربات طريان الجيش ونيران المدفعية لمجموعة القوات "المركزية" في مناطق بلدات أوستروفسكو بمنطقة خاركوف، وستيلماخوفكا بجمهورية لوغانسك الشعبية
كذلك تم تدمير مستودع ذخيرة المدفعية للقوات المسلحة الأوكرانية في جمهورية دونيتسك الشعبية، فيما تم تصفية أكثر من 80 عسكري أوكراني خلال الـ 24 ساعة الماضية خلال عمليات هجومية ناجحة في اتجاه دونيتسك.
تواصل القوات المسلحة الروسية هجومها في اتجاهي يوجنو دونيتسك وزابوروجيه، واحتلت خطوط أكثر استراتيجية، كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-25" في منطقة أوغليدار بجمهورية دونيتسك.
كذلك قامت القوات المسلحة الروسية بتصفية ما يصل إلى 65 عسكري من القوات المسلحة الأوكرانية وتدمير رادارين من صناعة الولايات المتحدة الأمريكية في اتجاهي يوجنو دونيتسك وزابوروجيه.
إجمالا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي:
380 طائرة
204 مروحية
2967 طائرة بدون طيار
402 منظومة صواريخ مضادة للطائرات
7644 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى
991 راجمة صواريخ متعددة
3932 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون
8191 مركبات عسكرية خاصة