انطلقت الزغاريد وأصوات الرصاص وتكبيرات المساجد تعبيراً عن الفرحة العارمة بعملية إطلاق النار البطولية في القدس المحتلة، فجميع البيوت في كافة المحافظات الفلسطينية تحولت إلى مكان للرقص والفرح بعد أنّ عمها الحزن والغضب، نتيجة لعمليات القتل والإرهاب التي يقوم بها جيش الاحتلال بحق شباب مخيم جنين الصامد والذي حصد منهم منذ بداية الشهر الحالي أكثر من ثلاثين شهيداً من خيرة أبنائها.

فلسطين كانت على موعد مع أجمل الأخبار التي ينتظرها الجميع ثأراً لدماء الشهداء التسعة الذين اغتالهم جيش الاحتلال فجر يوم الخميس 26 يناير 2023 بمدينة ومخيم جنين، فجاء الشاب المقدسي خيري علقم ليثبت للعالم أجمع بأنَّ الدم الفلسطيني ليس رخيص، وبأنَّ الاحتلال سيألم مثلما تألمت العشرات من البيوت الفلسطينية.

الشاب خيري علقم ابن الثانية والعشرون ربيعاً، خطط واتخذ القرار وترجل من مركبته بسلاح بسيط، يحوي عدد قليل من الطلقات، وأخد يطلق وابل غضبه وثأره وثأر فلسطين على أجساد من استباحوا أرضها، فقتل 7 منهم عدا إصابة عدد آخر، قبل أن تصل شرطة الاحتلال وتُرديه شهيداً.

كذلك استفاقت فلسطين في صباح هذا اليوم، على عملية إطلاق نار بطولية جديدة في حي سلوان بالقدس المُحتلة، ونفذها شاب فلسطيني وأدت لإصابة مستوطنين اثنين بجراحٍ مختلفة بينهما حالة خطيرة، لتتحول ساعات الحزن على شهداء جنين إلى احتفالٍ دائمٍ بالثأر لدمائهم.

غزّة التي كانت متعطشة كغيرها من المدن الفلسطينية خرجت للشوارع بعد نبأ العملية البطولية في القدس المحتلة، ورقص العشرات من الشباب بشوارعها ووزعوا الحلوى ابتهاجاً وفرحاً، وعبر الفضاء الأزرق، تناقل المئات من الصحفيين والناشطين أنباء العملية، متهكمين على ردود أفعال القيادة الإسرائيلية ووجوههم بعد تلقي أنباء العملية بطريقة ساخرة، وقد تابعت وكالة "خبر" ردود أفعال المواطنين عبر موقع فيسبوك، وكانت كالتالي:

وفي بداية الصباح وبعد تناقل الأخبار حول اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" مساء اليوم، وأهم القرارات التي سيتخذها بعد العملية البطولية ، استطلعت وكالة "خبر" آراء وتعقيب المواطنين عما حدث وسيحدث. 

الشاب مؤمن عبد العال، قال لمراسلة "خبر": "يسلم البطن الي حمله، الشهيد الحي علقم فعلاً شرَّب العدو كاس العلقم الي عمرهم ما راح ينسوه بحياتهم هما وقياداتهم، كل شباب فلسطين أبطال، القدس ونابلس وجنين ورام الله والخليل وغزة وكل المدن أولادها مستعدين يقدموا الغالي والنفيس لأجل الأرض والكرامة". 

وعن اجتماع الكابينت وإذا ما كانت القرارات التي سيتخذها بتوجيه ضربة لغزّة، قال: "عادي لأنه تعودنا ومتوقعين من العدو كل شي، غزة مستعدة تقدم الدم كمان، واذا فاكرين حيطتنا واطية يجربوا يضربوا صواريخ علينا، راح نخليهم يشردوا جول ملاجئهم متل الفئران".

الستينية أم عاصم أبو شكل، بدأت حديثها بزغرودة الأم الفلسطينية التي تزف ابنها لعروسه، وقالت: "والله يما من امبارح واحنا مبسوطين الله يحيي أهل هالشب الجدع البطل الي عرفوا يربوه، هما اليهود فاكرين انه دمنا رخيص، خليهم يعرفوا انه الدم ما يقابلوا غير الدم 
وياما قدمنا شهداء وبيوت لكن كرامتنا ضلت مرفوعة وشرفنا من شرف هالأرض الطيبة".

وتُضيف في حديثها لمراسلة "خبر": "أنا قدمت ابني في 2014 شهيد وانهدم بيتي في قصف جبان وشفت الويل لكن ما بكيت ولا زعلت، زفيت ابني للحور العين والله يرحمه، ويصبر أمهات الشهداء، بعد عملية امبارح أكيد أمهات شهداء جنين زغرتوا، أكيد فرحتهم وصلت السما، مبروك لفلسطين مبروك لكل أم  قدمت أولادها شهداء".

المواطن "م.ن" بسؤاله عن توقعاته لقرارات "الكابينت الإسرائيلي"، قال: "متوقعين كل اشي منهم، هذا احتلال والاحتلال ما بيجي من وراه غير الدمار والقتل، توقعنا كلنا يصير اعتقالات بشكل جنوني وفعلاً من امبارح وكلابهم بتقتحم بيوت مخيم شعفاط بالقدس وبتستبيح حرماتها وبتعتقل شبابها، راح يديقوا علينا وممكن يستهدفوا كمان بعض مواقع في غزة مشان يغطوا على فشلهم بعد عملية البطل علقم، وبعد ما الرأي العام في إسرائيل شن هجوم عليهم، لكن كله بيهون من أجل الوطن، ياما دقت على الراس طبول، وغزة قادرة تتحمل لبعد مليون سنة كمان".

وقُتل مساء أمس الجمعة، سبعة مستوطنين في عملية إطلاق نار وقعت أمام كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" شمال مدينة القدس المحتلة، كما استشهد منفذ العملية وهو الشاب خيري علقم الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، والذي لا يوجد لديه أيّ خلفية أمنية أو نشاط تنظيمي سابق.

ومن المقرر أنّ يعقد المجلس "الإسرائيلي" الوزاري المصغر "الكابينت" اجتماعاً طارئاً، مساء اليوم السبت؛ لمناقشة قرارات فورية اتخذتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عقب عملية القدس.