يديعوت : التضييق على السجناء الأمنيين سيوحّد الضفة وغزة في الردّ

يوسي يهيوشع.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 

 



في الأيام الأخيرة أُضيف تحدٍ إضافي لجهاز الأمن في الساحة الفلسطينية: السجناء الأمنيون المحتجزون في السجون في إسرائيل. وعلى الفور سنأتي إلى قصة الخبز.
قرر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، تشديد الشروط الخاصة التي ينالها السجناء، فهم عمليا يتحكمون بشؤون السجون. حتى اليوم خافت كل الحكومات من مواجهة الموضوع، وسبب ذلك بسيط: تأثير السجناء الكبير على منظمات «الإرهاب» في قطاع غزة وفي «يهودا» و»السامرة». فمعظم زعماء هذه المنظمات كانوا هم أنفسهم في السجون، وعلى رأسهم يحيى السنوار، زعيم «حماس» في غزة. إن كان ثمة سبب سيدفعه لأن ينضم إلى إطلاق النار، أكثر بكثير من الحادثة في جنين وحتى من المس بالوضع الراهن في الحرم، فهو المس برفاقه في السجن الإسرائيلي. ثورة هؤلاء من شأنها أن تشعل عدة جبهات في وقت واحد.
هذا ليس بعد السبب في أن مصلحة السجون لا تشدد شروط الاعتقال في السجون. هذه إجراءات محقة، لكن يجب أن تتم بالتنسيق بين محافل الأمن المختلفة – مصلحة السجون، «الشاباك» والجيش الإسرائيلي – في ظل الاستعداد لسيناريوهات التدهور الأمني.
قصة وقف عمل المخابز تمت مثلاً بخلاف موقف مصلحة السجون. يحتاج السجناء ليتلقوا كل يوم الخبز، وسبب إعداده في السجن هو توفير الكلفة. قرار وقف الخبيز في السجن لن يمنعهم من أن يتلقوا الخبز. فهم سيتلقونه ببساطة من خلال مورد آخر.
وفقاً لحساب مصلحة السجون ستكون حاجة إلى إنفاق مليون ونصف المليون شيقل في السنة لهذا الغرض. من ناحية محافل الأمن، فإن التصريح السريع لبن غفير فور إطلاق النار من غزة والذي ربط فيه بينه وبين شروط اعتقال السجناء، يعزز فقط الأخيرين حيال منظمات «الإرهاب»، ويشجعهم على مواصلة الضغط من داخل السجون.
من غزة، في كل الأحوال أُطلق، أول من أمس، صاروخ نحو سديروت اعترضته مرة أخرى «القبة الحديدية». سيرد الجيش إذا ما سمحت حالة الطقس، وهذا سيجبي من «حماس» ذخرا مهماً.
إن سياسة جهاز الأمن في هذه الأيام هي مواصلة خلق فصل بين الساحتين، غزة و»يهودا» و»السامرة». في كانون الثاني قتل 35 فلسطينياً، وتلقت جنين ضربة قاسية، مع عشرة قتلى، ويتواصل التحريض في الشبكات الاجتماعية، وتقدر محافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي أن عمليات ثأر ستأتي. لكن الواقع مختلف قليلا عن خطط الجيش. في غضون ـسبوع نسجل حدثين لإطلاق نار من غزة نحو الجنوب.
قد بات هذا وضعاً جديداً، حتى وإن لم يكن هناك مصابون أو أضرار. فهو يدل على تآكل معين في الردع الذي كان تعزز أثناء حملة «بزوغ الفجر»، ويعتمد أيضا على رغبة «حماس» في الحفاظ على الهدوء لصالح تحسين الاقتصاد الداخلي.
بين هاتين الساحتين، اللتين لم تتكتلا بعد، يجب أن نذكر بأن الصواريخ وإن كانت تؤدي إلى صافرات الإنذار لكن إسرائيل طورت دفاعاً شبه تام مع «القبة الحديدية».
لم يقتل مواطنون حتى عندما أُطلق ألف صاروخ في حملة «بزوغ الفجر». واحتمالية الإصابات متدنية نسبياً في الوقت الذي قتل فيه في السنة الماضية 38 شخصاً في عمليات «إرهاب» خرجت من «يهودا» و»السامرة».
دور الحديث عن رقم قياسي منذ العام 2006. هذا «الإرهاب» أكثر فتكاً بكثير، ومقدرات الجيش يجب أن تصرف نحو هذا التهديد.