العواطف هي القوة الأكثر حضوراً وضغطاً وأحياناً ألماً في حياتنا. تدفعنا عواطفنا يوماً بعد يوم، فنحن نخوض الفرص لأننا متحمسون لآفاق جديدة، ونبكي لأننا قد جُرحنا، ونقدم التضحيات لأننا نحب. وبلا شك فإن مشاعرنا تُملي علينا أفكارنا ونوايانا وأفعالنا مع سُلطة عليا على عقولنا، ولكن عندما نتصرف وفق مشاعرنا، أو وفق أنواع خاطئة من المشاعر، فنحن غالباً ما نتخذ قرارات نرثيها في وقت لاحق. يمكن لمشاعرنا أن تتغير بين نقيضين خطيرين، بين غضب حاد جداً أو نشوة مُفرطة. وكما هو الحال مع العديد من جوانب الحياة الأخرى، فإن أفضل المشاعر هي تلك التي يتخللها الاعتدال والمنظور المنطقي. وهذا لا يعني أن نمنع أنفسنا من الوقوع في الحب أو القفز مرحاً حال سماع أخبار سارّة، فهذه حقاً أشياء دقيقة في الحياة. المشاعر السلبية هي التي ما يجب التعامل معها بعناية فائقة.
المشاعر السلبية كالغضب والحسد والمرارة تجعلك تميل إلى فقدان السيطرة خصوصاً بعد أن تسمح لها بالخروج مباشرة دون تريث. ومثل هذه الأنواع من العواطف يمكن أن تنمو كالأعشاب الضارة، والتي تكيف العقل وببطء للتصرف وفق هذه المشاعر الضارة والسيطرة على الحياة اليومية.
كيفية التحكم في مشاعرك ؟
اسأل ربك الهداية:
الإيمان هو ما ينقذنا في أحلك اللحظات. وبغض النظر عن عقيدتك، فإن تقوية إيمانك تساعدك على التغلب على العقبات الخاصة بكل يُسر وسهولة. هذا لأنك عندما تؤمن بقوة أعلى، وتؤمن كذلك بقدرة الرب على أن يدلك لما يجب عليك القيام به، فإنك تعلم لما يحدث كل هذا، وأيضاً تحفظ نفسك من المرور بحالة غير مرغوبة. وعندما تُثقل كاهلك الهموم، اغمض عينيك، وتصور حلاً إيجابياً لمشكلتك واطلب من الكون أن يُضيء لك الطريق الأفضل.
-سجل أفكارك
احتفظ بسجل خاص للأفكار، قم بتسجيل أي أفكار ومشاعر سلبية تراودك بأسرع وقت، واكتب أفكاراً إيجابية بديلة عنها وحاول أن تتدرب عليها.
-أنت مسؤول عن مشاعرك وليس الآخرين
ذكر نفسك دائماً بأنه لا يستطيع أحد أن يكون مسؤولاً عن مشاعرك غيرك أنت، لذلك حينما تقول لشخص ما لقد جرحت مشاعري.
تذكر وقل لنفسك أنا الذي تسببت في جرح مشاعري، أنا الذي تسبب في إحراج نفسي؛ لأنه لايوجد شخص مسؤول عما تشعر به إلا أنت.
-اعثر على منفذ صحي:
الآن وبعد أن أجدت إدارة مشاعرك، تحتاج إلى إخراجها بطريقة صحية، فالمشاعر لا ينبغي أن تُحبس. وللتخلص منها بإمكانك أن تتصل بأحدهم أو تذهب لرؤية شخص تثق به وتروي له ما حدث. الاستماع لرأي آخر لا يوافق رأيك قد يكون خياراً جيداً من شأنه أن يوسع مداركك. واحتفظ بمذكرة ودوّن مشاعرك الخاصة على أوراقها. الكثير من الناس يجدون أنه من الجيد الانخراط في التمارين القاسية، كالملاكمة ومهارات الدفاع الناس كنوع من تحرير هذه المشاعر. وآخرون يجدون في التأمل والغناء سبيلاً للعودة إلى الهدوء والاستقرار. باستطاعتك ممارسة أي نشاط يلائمك لتتخلص من مثل هذه المشاعر التي قد تسيطر عليك.
-انظر لبعد أعمق:
كل ما يحدث في حياتنا، سواء جيداً أو سيئاً له سبب وغاية. فالحكمة تعني أنه باستطاعتك رؤية كل لحظة مضت واستنتاج المعاني غير الواضحة خلف كل حدث.
وفي البداية قد لا تتضح الرؤية لديك، ولكن مع مرور الوقت ستبدأ برؤية آفاق ومعانٍ أخرى لكل ما يمر بك. حتى في خضم اللحظات المزعجة عاطفياً، ثق أن هناك هدف والذي ستدركه لاحقاً.
-بدِّل أفكارك:
المشاعر السلبية تربطك بأفكار سلبية مماثلة لها، وهذا سيكوّن نمطاً سلبياً لشخصيتك. كلما واجهت أفكاراً سيئة، أجبرها فوراً على الخروج من عقلك واستبدل بها فكراً آخر مضاداً لها. الحل المثالي لما تمر به هو تغيير ما تفكر به كأن تفكر بشخص يجعلك سعيداً أو تتذكر حدثاً جعلك تبتسم.
-سامح أولائك الذين يثيرون عاطفتك:
من يُثير عواطفك قد يكون أعز أصدقائك أو أحد أفراد عائلتك أو حتى نفسك أو جميع ما سبق. قد تشعر بموجة مفاجئة من الغضب عندما يقوم صديقك بتكرار فعل كل ما هو مزعج بالنسبة لك أو شعور بالألم الداخلي عند تذكر شيء كان بإمكانك فعله بطريقة مختلفة. لكن عندما تسامح فإنك تتصرف على نحو أفضل. ستنجو بنفسك من شعور الغيرة أو الغضب التي قد تعلق بداخلك. وستسمح للآخرين أن يكونوا كما هم دون الحاجة تصعيد المشاعر. عندما تسامح، فإنك تنأى بنفسك من مشاعر قاسية قد تحيط بك.