تذكرت حكمة قرأتها للحكيم الصيني لو تسو، تقول "الخياط الماهر والعظيم لا يقص كثيرا من القماش"، تمعنت في تلك الحكمة وأنا أفارق زوجتي بالمعروف، كانت ترجوني أن نبقى معا، نبتعد قليلا، لكن بدون انفصال وطلاق من أجل المصلحة العامة للأسرة وطفلنا، كنت أراها تلح في إصرار، تغتنم الفرصة لإسعادي لكنني كنت أغض الطرف عن محاولاتها النبيلة، حينما انفصلنا، لم يبقى سوى الاحترام المتبادل وطفلنا، شعرت بالندم لأنني لم أعط نفسي فرصة للحياة الزوجية أن تتنفس من جديد.
المشاكل دائما موجودة، ولا جديد تحت الشمس.. أجل، المشاكل توجد أينما يوجد الإنسان.. شعرت بالغضب حين علمت من قريب زوجتي أنها تنوي الزواج قريبا.. جن جنوني، كيف لها أن تتزوج؟ وماذا عن طفلنا؟.
لا يحق لها الزواج وابني معها، لذلك ذهبت إليها والغضب يبدو علي، وطلبت منها أن تتنازل عن حضانة طفلنا، فمن غير المعقول أن ينشأ في كنف زوج أمه بينما أبوه على قيد الحياة.
- زوجتي سابقا واجهتني قائلة: هل ستتزوج؟.
- لا أعرف كيف أجيبها، فقلت بسرعة: هذا لا يخصك، إنها حياتي أنا.
- قالت في ثقة: وماذا عن حياتي أنا؟ هل تريدني أن امتنع عن الحياة والزواج بينما أنت يمكنك فعل ما يحلو لك.
في الحقيقة لقد شعرت بالغيرة الشديدة من فكرة زواجها، فهي رغم الفراق والطلاق، اعتبرها زوجتي وأم طفلي الوحيد.
كان علي انتهاز الفرصة، وطلبت من زوجتي العودة إلى بيت الزوجية، وتخيلت أنها ستطير من الفرح، لكنها وضعت شروطا لعودتنا لعش الزوجية، وأصرت أن يكون هناك حكما من أهلها، وحكما من أهلي.. شعرت أنها انتصرت علي بعقلها وحكمتها.